واكتفت "الإدارة" بتعليق صحفي مُقتضب جاء فيه (أعزاؤنا القراء، يرغب كل فريق "شارلي إيبدو، بشكر الجميع على التأييد والتعاطف الكبيرين، اللذين منحتمونا إياهما في الأسابيع الماضية، ونحن لن ننساكم، وسنعود إلى أكشاك الصحف في الأسابيع القادمة).
و "الاسبوعية الفرنسية"، التي "ردت"على الهجوم الذي تعرضت إليه داخل مقرها بباريس في السابع من الشهر الماضي. بتوزيع 5 ملايين نسخة من "عدد غير مسبوق "، لا تبدو حالياً بأفضل " الظروف" التي تؤهلها لمواصلة البناء على الفاجعة التي ضربتها. وكانت "أورينت نت" أول من سرب قرار "كادر" المجلة، الاستمرار بالصدور إثر الهجوم مباشرة، ورفع عدد نسخ "إصدارها الثأري" إلى مليون نسخة، كما كان مقرراً بدايات الفكرة. وقبل أن يقفز الرقم فعلياً إلى 5 ملايين نسخة. حملت على غلافها رسماً كاريكاتورياً للنبي محمد "ص"، ونفذت من الأسواق بشكل كامل.
مصاعب وهواجس!
مصادر مُقربة من "الاسبوعية الساخرة"، أكدت "لأورينت نت"، أن "الإدارة"، أو فريق العمل الحالي، يأمل بالتمكن من معاودة الإصدار أوائل الشهر الثالث من العام الجاري، وانه مستمر بتلقي "اشتراكات" القراء السنوية. لكن تلك المصادر شككت بإمكانية أن تتجاوز "شارلي ايبدو" مصاعبها بسهولة، خاصة وانها بلا مقر ثابت، حيث لا يزال مقرها الذي تعرض للهجوم في عهدة أجهزة الأمن الفرنسية، والتي تتجنب بدورها ذكر تاريخ محدد لانتهاء تحقيقاتها. ما دفع "إدارة المجلة" للتفكير جدياً بالبحث عن مقر بديل. في حين أن معضلة "شارلي إيبدو" الحقيقية "، والأكبر بحسب المصادر"، تتركز بفقدانها خلال الهجوم" أربعة" رسامي كاريكاتير أساسيين من أصل "خمسة" ، كانوا يعملون لديها، وصعوبة تعويض خسارتها برسامي كاريكاتير من ذات العيار والشهرة. خصوصاً أن حالة من "الخوف والحذر" الشديدين، تسيطر في أوساط هؤلاء المشاهير، بعد حادثة الاعتداء على "شارلي إيبدو" ذاتها، وما تلاها من حوادث أمنية، وملاحقات في فرنسا، وأوروبا عموماً.
استنزاف داخلي!
ولا تقتصر المشكلة، وفقاُ للمصادر على الصعوبة الكبيرة في استقطاب رسامين مهمين فقط، وانحسار البدائل المُتاحة إلى رسامين مغمورين، الأمر الذي يُفقد الاسبوعية "رصيدها التراكمي" من الشهرة بسرعة، إنما تتعداها إلى ظهور "رغبة متزايدة"، لدى بعض العاملين في "شارلي إيبدو" نفسها لمغادرتها، وإنهاء عملهم فيها.
السوري "المفاجأة"!
ولعل المفاجأة، أن أحد أولئك الذين ينوون الرحيل بعيداً عن "الاسبوعية الساخرة" المثيرة للجدل، هو رسام الكاريكاتير سوري الأصل رياض سطوف "38" عاماً، من قرية "تير معلة" بريف حمص.
"رياض"، الذي ولد لأب سوري وأم فرنسية، لا يُجيد العربية مُطلقاً، ويُعتبر من أهم رسامي شارلي إيبدو الحاليين، ومعروف على مستوى فرنسا. لكنه لم يرسم أبداً صوراً مُسيئة للرسول "ص"، أو يشارك فيها. كما تؤكد "مصادر أورينت"، التي أشارت إلى رغبة الرجل مغادرة "شارلي ايبدو" بسرعة، بعد حوالي 9 سنوات من العمل فيها.
تتجاوز مواهب السوري "رياض صطوف" الكاريكاتير، إلى كتابة وإخراج الأفلام، وفي سيرته 8 أفلام قصيرة، إضافة إلى فيلم طويل "90" دقيقة. ومن أفلامه "جاكي في مملكة الباشا".
كذلك، في سيرته 8 كتب مصورة. أهمها "عربي المستقبل"، أحد أكثر الكتب رواجاً في فرنسا، والحائز على جائزة التحكيم في مهرجان "انغوليم".
الرسام رياض وحافظ الأسد وجهاً لوجه!
يحكي "عربي المستقبل"، حكاية "رياض صطوف" وعائلته، وترحالهم بين عدة دول، ويمر عبر صفحاته المُصورة "مروراً عابراً" على مجزرة حماة.
ويتضمن الكتاب، واقعة أشبه بنكتة "لمين هالولد" المعروفة، حدثت مع "رياض وأبيه" أثناء زيارته النادرة ، وربما الوحيدة إلى سوريا مسقط رأسه.
كان الفنان عندئذ رساماً صغيراً، يشاهد "على الأرجح" للمرة الأولى عدداً لا متناهياً من الصور "لذات الشخص". هذا الشخص بلا أدنى شك هو الرئيس الأبدي "حافظ الأسد".
استرعت الظاهرة انتباه الرسام الصغير، الذي شرع برسم صورة "الأب القائد" في مكان عام. وكاد أن ينهي انجازه، لولا انتباه أبي رياض، الذي زجر ابنه مسرعاً بشتمه (يلعن أبوك ابن الكلب). هكذا دونها الابن رياض صطوف "بالعربي" في كتابه الصادر "باللغة الفرنسية".
حكاية، تُكثف حالة الرعب التي عاشها السوريون على مدار نصف قرن، ولاحقتهم من زواريب بلادهم إلى المهاجر، والمنافي، ومخيمات اللجوء.
ورغم الموقف السياسي الواضح، بتناول فنان الكاريكاتير السوري الأصل "رياض صطوف" لواقعة صورة الأسد في عربي المستقبل . يتجنب الفنان بحسب "المصادر"، إبداء أي رأي أو موقف، مما يحدث في سوريا منذ أربع سنوات، ومن عموم ثورات الربيع العربي.
التعليقات (7)