وفي سياق متصل، وصفت عضو الائتلاف الوطني عن الكتلة الديمقراطية ريما فليحان، على صفحتها الشخصية على الفيسبوك، استهداف الثوار لقرى تابعة لمحافظة السويداء بأنه "حماقة وجريمة غير مبررة" على اعتبار أنها بلدات آهلة بالمدنيين. فيما أكد المعارض السوري غسان المفلح في استضافة له على برنامج تفاصيل على قناة أورينت نيوز، رداً على وصف فليحان، أن ما تم استهدافه من قبل الثوار هو حاجز للنظام في قرية داما.
وانتقد ميشيل كيلو رئيس الكتلة الديمقراطية في الائتلاف بأسلوبه "الرصين" في مقالة نشرت في صحيفة الشرق الأوسط السعودية، وعلق عليها الكاتب السوري محمد منصور بأنها تفتقر للحجة، فتح جبهة الساحل، لافتاً إلى أنه "في المناطق السورية الأخرى، ليست المعركة موجهة ضد كتلة بشرية بعينها، أما هنا، فيمكن لأي خطأ في الحسابات أو أي صدام بين مواطنين متنوعين مذهبياً أن يؤدي إلى كارثة وطنية خطيرة الأبعاد، ستأخذ حتما شكل حرب أهلية مديدة".
وتابع كيلو في مقالته، "ليس من الضروري فتحها –المعركة- في الساحل نفسه، ويمكنها أن تقع في أي مكان غيره من سوريا، بما أن حسمها خارجه لن يترك آثاراً كارثية على الثورة".
ووقف عضوا الائتلاف توفيق دنيا وزياد أبوحمدان في رأيهما ضد فتح جبهة الساحل، وقال دنيا عبر الحلقة ذاتها من البرنامج، "إن فتح جبهة الساحل تجعل البنية المجتمعية التي يقف عليها النظام، أو من المفترض أنه يقف عليها، منشدة إليه أكثر". وأضاف، "إن دخول الثوار لمدينة كسب انعكس سلباً لأنها مدينة أرمنية بغالبية سكانها، ومعبر كسب الحدودي مع تركيا ليس منه فائدة، والنظام لن يسمح بأن يحصل أي اختراق في هذه المنطقة، وجبهة النصرة بتصرفاتها تهاجم النصيريين ولا تهاجم النظام".
وأكد أن الثورة لن تكسب من معركة الساحل شيئاً، "وعلينا أن نفكر في كل طلقة واحدة ننفقها"، لافتاً إلى أن عناصر النظام غير متواجدين في جبلي التركمان والأرمن، سائلاً لماذا يدخلهما الثوار؟
من جانبه قال زياد أبوحمدان، "هناك قاعدة كبرى يستند إليها النظام من الطائفة السنية من تجار حلب ودمشق. الثورة السورية بدأت منفصلة عن واقعها، والعقل يقول إن النظام يسقط في دمشق وفتح جبهة في الساحل أوفي الشمال خسارة على البنية التحتية والشعبية".
وكان برنامج "تفاصيل" قد طرح موضوعاً، بالأمس الخميس، تساءل فيه عن مدى تأثر أعضاء الائتلاف بالخطاب الدولي الذي يطيف الثورة السورية، خصوصاً بعد إعلان التقرير النهائي للسفير الأمريكي السابق إلى سوريا روبرت فورد الذي ذكر أن الائتلاف فشل لأنه لم ينجح بطمأنة الطائفة العلوية. وتساءل "تفاصيل" عما إذا كانت تصريحات كيلو وفليحان تسير على خطى الخطاب الدولي بشكل فرز طائفي محلي. وكان سؤاله الأبرز: إن كانت القوى الثورية في الداخل اجتمعت، لا بل تَكاتفت على جبهة الساحل تحديداً، فكيف ترفض قيادة الكتلة الديمقراطية تصرفات القوى التي هي من المفترض أنها تمثلها أصلاً؟
وعلق متابعون للبرنامج على صفحته على الفيس بوك بأن التصريحات الصادرة عن ميشيل كيلو تحديداً تأتي تماشياً مع الضغط الدولي لتطييف الثورة على المستوى العالمي، فيما قال البعض إنه يتهيأ للعودة إلى حضن الوطن. وكان غسان مفلح قد أكد أن كيلو شخص متذبذب في مواقفه. برز ذلك من خلال تأييده لجبهة النصرة ومن ثم مهاجمتها أخيراً، وأيضاً من خلال مخالفته الصريحة لمواقف رئاسة الائتلاف من جبهة الساحل، بالرغم من أنه هو من دفع رئيس الائتلاف أحمد الجربا لمنصبه، فضلاً عن أن مفلح أكد أن ميشيل كيلو هو المنظر الفكري والمؤسس الحقيقي لهيئة التنسيق، التي أصدرت بياناً في وقت سابق تصف فيه ثوار جبهة الساحل بـ"غزاة معتدين".
وبالعودة للحديث عن ريما فليحان، علقت عضو الائتلاف على ما جاء في البرنامج بأنه طريقة تشهير عدائية بها، وتابعت، "ما يحدث حتماً سيؤدي إلى كل ما يرغب به النظام، فتح معارك بهذا المنطق هو تدمير ذاتي، والسؤال الآن هل كل المعارك التي فتحت كانت لصالح الثورة.. ماذا حققت العسكرة بعد سنتين ونصف من اتباعها؟".
وانتقد أصدقاء لريما فليحان، على الفيس بوك، بشدة موقفها من برنامج تفاصيل، وعلق "abo tmam" على صفحتها، قائلا: "يعني الوسيلة الإعلامية التي لا تقف مع أهوائنا تصبح مشبوهة برأيك؟"، فيما علق "أبوجهاد الحمصي": "أنت منزعجة من ضرب قرى المدنين في السويداء وميشيل كيلو زعلان على الساحل وفؤاد حميرة يقول إن 80 بلمئة من الطائفة مع الثورة من أين أتيتم بهذا الخيال الواسع لأفكاركم ياست ريما. الأورينت ليست قناة طائفية ولا تشعرنا بهذا الأمر كما أشعرتمونا به أنتم، ولم تخرج علينا بتقرير عن باصات الشبيحة التي تخرج كل صباح من قرية الصورة وجرمانا وصحنايا".
جدير بالذكر أن برنامج "تفاصيل" عرض على فليحان استضافتها على الهواء مباشرة للتعليق على وجهة نظرها، لكنها رفضت لأسبابها الخاصة.
التعليقات (19)