أوضاع كرد سوريا في ظل أحداث الحسكة

أوضاع كرد سوريا في ظل أحداث الحسكة
كما كان الكثير من العقلاء والباحثين الكرد وحتى أصدقائهم العرب السوريين يحذرون الكرد عامة وحزب الإتحاد الديموقراطي في سوريا ( ب ي د )، خاصة (الذي يسيطر بصورة مسلحة على مناطق التواجد الكردي مع وجود أجهزة امن النظام في المدن، وقوى الجيش التي تتمركز في ريف محافظة الحسكة)، من عواقب العلاقة المشبوهة مع النظام، وأن النظام سينقلب على الحزب وعلى الكرد عموما، وأنه يزرع الفتنة ليفك حبل المشنقة من على رقبته، وأنه يتاجر بموضوع الأقليات القومية والدينية، وأن المعركة التي دارت بين (ب ي د) و(داعش) في كوباني كان النظام متفرجا عليها، وهذا مؤشر كبير وهام على أنه لن يقف مع الكرد في صراعهم مع داعش، وان التنسيق وارد بين النظام وداعش سواء ضد الجيش الحر، أو ضد الكرد في سوريا وحتى في العراق.

منذ اليوم الأول للثورة السورية المباركة إختار ال ب ي د التحالف مع النظام المجرم، وكان الوسط السياسي المتقدم والمثقف يحذر الحزب من مغبة ونتائج التحالف مع النظام، إلا أنهم لم يأخذوا تلك التحذيرات على محمل الجد والقبول السياسي ، بحجة عدم إرضاء تركيا أو أن المعارضة لم تعترف بحقوق الكرد، ولكن وحتى إن كانت مبرراتهم صحيحة لكن التحالف مع الحلقة الاضعف في المعادلة الدولية على الارض السورية وهو النظام خسارة استراتيجية كبرى للكرد، لا ننسى أن ال ب ي د قد منع القوى الفاعلة الأخرى وبخاصة التنسيقيات الشبابية التي وقفت منذ اليوم الأول للثورة مع الثور السورية وتضامن شباب عامودا وقامشلو والحسكة مع أبناء درعا وحمص وبانياس ودمشق.

اليوم تأتي أحداث الحسكة لتؤكد ما كان يحذر منه الساسة والمثقفون الكرد والعرب من خطورة العلاقة الأمنية مع النظام، ها هو النظام قد توجس خيفة من وجود علاقة ما بين ال ب ي د وأمريكا، وكذلك أرسال قوات البيشمركة الكردية من كردستان العراق إلى كوباني لمؤازرة أشقائهم هناك ضد داعش ، وهذا تجلى في خطاب رأس الإجرام مؤخرا.

اليوم تنزف الحسكة ويقوم النظام بتسعير العداء العربي الكردي عبر قوى موالية له وقوى حاول تأديبها لكي لا تخرج من دائرة الطاعة البشارية، وها هو شعب الحسكة يقتل وينهب محلاته ويهاجر وذلك بسبب انقلاب النظام على الـ (ب ي د).

ما لم يدرك أقطاب الـ (ب ي د) أن العلاقة يجب أن تتغير من لحظة الانقلاب للنظام بالحسكة فإن الخطورة مستمرة على باقي المدن الكردية، ويتحمل الحزب مسؤولية انهيار الأوضاع في المناطق الكردية مع بقاء النظام يعيث فسادا وطغيانا دون أن يمس بشيئ، من الضروري تهدين العلاقة مع تركيا وتدعيم العلاقة مع اقليم كردستان وأمريكا و نسج العلاقة الوثيقة مع المعارضة السياسية والعسكرية في سوريا، لكي يتم تصحيح الأخطاء السابقة التي نجد نتائجها ماثلة أمامنا في رأس العين وكوباني والحسكة .

الحالة الكردية تعاني أزمة عميقة بغياب الإستراتيجية التي تفيد في إبقاء الكرد بمناطقهم دون تدميرها وتهجير سكانها، وكذلك تدعيم العلاقة التشاركية مع مكونات محافظة الحسكة وحلب من العرب والمسيحيين، نقول هذا رغم أن الوقت بات متأخرا جدا لتصحيح المسار لدى الحزب.

عموما مطلوب من كل النخب العربية والكردية والقوى السياسية أن تركز على ضرورة فك علاقة ( ب ي د) مع النظام المجرم، والبدء بحوار سياسي فعال لإنقاذ مناطق التواجد العربي والكردي من براثن النظام المجرم، والذي اعترف تنظيم ال ب ي د فر ع اوربا في تصريح جديد له أن إيران هي وراء أحداث الحسكة فهل يتعظ رفاقهم في الداخل من هذا فحوى هذا التصريح؟ ويتم تصحيح بوصلة السياسة لديهم نأمل ذلك ولسنا واثقين؟

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات