في بغداد: بيع ألبسة بعد تدمير حلب ومعرض للزهور بعد مجزرة النبك!

في بغداد: بيع ألبسة بعد تدمير حلب ومعرض للزهور بعد مجزرة النبك!
عندما تفقد طبقة من أفراد المجتمع أخلاقها التي كانت عبر مئات السنين عنواناً ونبراساً لحضارة ضربت جذورها لآلاف السنين، عندها تفقد هذه الطبقة كل شيء له علاقة من قريب أو بعيد بإنسانية فطرنا الله بها على عنوان حب الغير في مواجهة حب الذات، وحب الوطن في مواجهة حب المصلحة.

عند هذه النقطة يصبح من الطبيعي أن نسمع بأن بعض هؤلاء الإفراد ممن فقدوا أخلاقهم وبالتالي إنسانيتهم يفتتحون يوم الأحد في 01/02/2015 في بغداد التي كانت يوماً عاصمة الرشيد للتحول في غفلة من الزمن لعاصمة الملالي معرضاً للألبسة السورية الصنع والمصنوعة في منشآت من تبقى من هؤلاء أشباه الصناعيين السوريين اللذين يبحثوا بين ركام وطن هم شركاء في تدميره عن مصالحهم ومصالح أسيادهم اللذين مهدوا الطريق لهم ليصبحوا صناعيي سوريا وذلك عبر العبث باقتصاد لطالما كان يطلق عليه اقتصاد متين قبل أن تستولي تلك الزمرة على سدة الحكم في بلد كان يوما ما يوصف بأنه يابان الشرق.

عندما كانت صناعة النسيج في سوريا تبيع منتجاتها في أرقى شوارع أوربا.

صناعيون تحالفوا مع نظام أمعن في قتل شعبهم وتشريد أطفاله يقيموا معرضاً للألبسة لكسوة أبناء القتلة من الميليشيات العراقية التي أتت إلى سورية تحت ذرائع "حماية المقدسات الشيعية"، ولكن في حقيقة الأمر جاءت للتحالف مع النظام على قتل أبنائنا وتشريد أهلنا تتويجاً لتحالف قديم، هو تحالف الدم والقتل منذ غزو العراق وتدميره بموافقة ومباركة من ملالي طهران - وللأسف الشديد بسكوت العرب – ومنذ تحالف النفط مقابل الغذاء الذي اشرف عليه في سوريا رجالات النظام وعلى رأسهم ماهر الأسد شقيق الطاغية بشار الأسد، وعراب النفط السوري (نزار الأسعد) ومن حالفهم من طبقة رجال الأعمال التي صُنعت لتكون واجهة لهم في سرقة مقدرات الشعب العراقي وغذائه ودوائه تحت أعين المجتمع الدولي الذي صمت عن مقتل أكثر من مليون عراقي وللصدف معظمهم من طيف عراقي معين.

وبعد تدمير العراق جاء دور تدمير سورية وبنفس الأيادي ونفس الشركاء كيف لا وهم تم تحضيرهم لمثل هذا اليوم بعد تجريد سورية خلال عشرات من السنوات من تجارها وصناعها الوطنيين بدأت تلك الطبقة من صناعي الأسد بتمويل عصابات القتل والشببيحة ولن ينسى الشعب السوري مقولة زعيم هؤلاء الصناعيين فارس الشهابي رئيس غرفة صناعة حلب والذي دعا صراحة لقتل كل سوري وقف في وجه استبداد أسياده.

خمسة وثمانون صناعيا ومائة وستون عارضاً يعرضون بضاعتهم في بغداد في وقت تعاني منه صناعة الألبسة السورية انهياراً ملحوظاً نتيجة الحرب الدائرة في سورية منذ ما يقارب أربع سنوات حيث شهدت حلب وهي قلعة صناعة المنسوجات والألبسة في سوريا تدهوراً امنياً كبيراً أدى لإغلاق معظم مصانع الألبسة الجاهزة بالإضافة لتدمير الكثير من المعامل نتيجة القصف العشوائي الذي يتبعه النظام السوري في محاولة يائسة منه لوقف موجة الاحتجاجات ضد نظام الحكم.

وقبل معرض الألبسة كان هناك في بغداد أيضاً معرضاً للزهور تزامن إقامته مع مجزرة النبك التي قامت بها ميليشيات عراقية، والمفارقة المحزنة بأن منظم المعرض (نبكي المولد) وكأنه أراد من معرضه أن يقول لتلك الوحوش البشرية التي قتلت أبناء مدينته شكراً لكم على قتل أهلي، شكراً لكم على جز رؤوس أطفال جيراني، ها أنا ذا أتيت لكم بباقات الزهور عرفاناً بجميلكم. ولم أنسى أن أوزع الورود على القتلة الذين صادفتهم في طريقي إليكم لأشحذ همهم ليقتلوا من أطفال بلادي أكثر.

هؤلاء هم تجار وصناعيي الأسد الذين أثروا تكديس الأموال ويحاولون بشتى الطرق إنعاش اقتصاد القتلة ليستمروا في قتلهم، عن طريق معرضٍ هنا ومعرضٍ هناك ويعقدوا الصفقات التي على حساب دماء شعبنا. ولكن السوريين الذين ثاروا من أجل الكرامة لن ينسوا من أيّد القتل ودعمه وأن الفجر أتي مهما طال ظلام الليل.

* مهندس زراعي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات