تعرّف إلى: مطرقة الأسد الثقيلة التي تعادل حمولتها 8 صواريخ سكود!

تعرّف إلى: مطرقة الأسد الثقيلة التي تعادل حمولتها 8 صواريخ سكود!
لم تكن عائدة من مهمة لقصف تل آبيب عندما حولها (الباترويت) إلى أشلاء محترقة في سماء القنيطرة، 120 ثانية فقط كانت الفاصل الزمني بين دخول الطائرة المنطقة (المُحرمة) وتحولها إلى رماد، تلك كانت أول طائرة قاذفة تسقطها إسرائيل لنظام الأسد بالقرب من الجولان خلال الثلاثين عاماً الماضية.

القاذفة سوخوي24:

ارتبط اسمها بالدمار الهائل الذي تخلفه ورائها حيثما حلقت، فبأطنان القنابل الثمانية التي تحملها تعتبر أكبر قاذفة يملكها الأسد، ومطرقته الثقيلة التي دمر بها الكثير.

دخلت هذه القاذفة الخدمة في الجيش السوفييتي منتصف السبعينيات ولم تتغير كثيراً طريقة استخدامها في سوريا عن الطريقة التي استخدمها السوفييت في أفغانستان والشيشان، نفس الطائرة والعقلية والهدف.

على الرغم من أنه استخدم كل أنواع طائراته في مهام القصف الأرضي، ابتداء بـ(ل39) انتهاء بالميغ 29، إلا أن نظام الأسد يمتلك فقط ثلاثة أنواع من القاذفات المخصصة أساساً لأعمال القصف الأرضي(ميغ23ب ن، سوخوي22، سوخوي24) وتعتبر الميغ (23ب ن) أقلها حمولة (3 طن) ثم (سوخوي22) 4 طن في حين تحمل (السوخوي 24) 8 طن من القنابل أي ما يعادل ثمانية رؤوس حربية لصاروخ سكود (من ناحية الوزن)، وهذا رقم مرعب بحق خصوصاً أنها قادرة على اطلاق حمولتها كاملة دفعة واحدة.

لم تشارك سوخوي24 في أي من معارك حافظ الأسد، بحكم أنها دخلت الخدمة بداية التسعينات، عندما وصلت 20 طائرة من الإتحاد السوفييتي (على الرغم من أن حافظ الأسد طلب42) واثنتين هدية من ليبيا، إحداها مختصة بالحرب الإلكترونية (تحتوي تجهيزات استطلاع الكتروني وتصوير).

تنتظم تلك الطائرات ضمن السرب 819 ومقره مطار التيفور، ويساهم موقعه المركزي في تنظيم هجمات على كامل مساحة سوريا، حيث يبلغ المدى العملياتي لهذه القاذفة حوالي 1300 كم (حوالي 600كم بحمولتها الكاملة).

خلال أكثر من عشرين عاماً من الخدمة في سوريا لم يسجل لها أي هجوم على دولة معادية، عدا عن الطيران على علو منخفض على مقربة من النطاق الدفاعي للقاعدة البريطانية في قبرص(أيلول2013)، في ما أشيع أنه اختبار لفاعلية دفاعات القاعدة، ويرجح أن تكون طائرة الحرب الالكترونية (التي لا تحمل أسلحة بل فقط تجهيزات استطلاع الكترونية وبصرية)نفذته وهربت عندما اطلق الناتو طائراته تجاهها.

استخدام السوخوي لقمع الثورة

بدأ استخدامها لقمع الثورة مبكراً لكن بوتيرة منخفضة، بحكم وجود كم كبير من الطائرات الأخرى ولأن النظام أراد توفيرها لمرحلة لاحقة من الحرب.

وسجلت أوائل الفيديوهات لها في عمليات قصف تفتناز1612 ويلاحظ في هذا الفيديو الإرتفاع المنخفض نسبياً للطائرة خلال بدايات عملياتها، الأمر الذي تغير حالياً، فأصبح من النادر أن تطير على ارتفاعات أقل من أربع كيلومترات لتفادي الإصابة بنيران المضادات الأرضية، على الرغم من أنها صممت أساساً للعمليات من ارتفاعات منخفضة.

بدأت وتيرة استخدامها بالارتفاع بعد الدروس التي استفاد منها النظام من خبرته وخسائره في أنواع الطائرات الأخرى، فأصبحت رأس الحربة في عمليات القصف الجوي وبالأخص القصف الذي تقدمه لدعم القوات البرية خلال معاركها، بحكم دقتها مقارنة بغيرها، وامكانية القصف بدون انقضاض ومن ارتفاعات تتجاوز مدى أسلحة الجيش الحر المضادة للطائرات وحمولتها الكبيرة، وقدرتها على القصف ليلاً بحكم وجود تجهيزات ملاحية (متقدمة نسبياً) فيها واستخدامها لمنظومتي تحديد المواقع (GPS ومنظومة غلوناس السوفيتية) حيث يمكن تحديد إحداثيات الأهداف على(حاسب الطائرة) وإلقاء القنابل اعتماداً عليها، وهذا يمكنها من القصف ليلاً أو في ظروف الرؤية المحدودة.

وتستخدم حاليا بكثافة في معظم عمليات القصف التي يؤديها طيران النظام، فعادة ما تطير بشكل مفرد على ارتفاع بحدود أربعة الى خمسة كيلومترات في محاولة من النظام لتجنب الخسائر فيها بعد أن أسقطت إحداها قرب دارة عزة في إدلب 2812 لتكون تلك أول خسارة لطائرة من هذا النوع.

مميزاتها وأسلحتها:

تعمل بمحركين وخلافا لمعظم طائرات النظام النفاثة يطير بهذه القاذفة طيار وملاح (مشغل أسلحة يجلس إلى يمين الطيار) حيث تحتوى الطائرة على جهاز تسديد بالليزر للقنابل والصواريخ الموجهة ليزرياً، وقيادة القنابل والصواريخ الموجهة تلفزيونياً و(رادار تضاريس).

تملك ثماني نقاط تعليق (مقصود بها القاعدة المثبتة ببدن الطائرة بهدف تحميل الأسلحة عليها)، تمكنها من تحميل وإطلاق طيف واسع من الذخائر ابتداء بالرشاش عيار 23ملم، حيث تحمل مدفعا رشاشاً سداسي السبطانة مع شريط 500 طلقة ويمكن أن تحمل (32 قنبلة زنة 250كغ) متعددة الأغراض وصواريخ غير موجهة.

كما تستطيع اطلاق معظم الذخائر جو-أرض التي تحملها الطائرات السوفيتية ومنها مجموعة من الصواريخ والقنابل الموجهة ليزرياً أو تلفزيونياً، فهي تستطيع حمل قنابل زنة 1500 كغ (تحمل ثلاثة) أو قنابل موجهة KAB500 زنة 500كغ وقنابل زنة 500 كغ غير موجهة (شديدة الإنفجار – شديد الإنفجار كثير الشظايا – عنقودي – فراغي – حارق).

يصل المدى لعدة أنواع من (صواريخ جو-أرض) موجهة ليزرياً وتلفزيونياً وراديوياً بين (8) إلى (12)كم، وغيرها (أنواع الذخائر المذكورة هي الأنواع التي يعتقد باستخدامها في سوريا فقط، لأنها قادرة على حمل أنواع أخرى بينها صواريخ جو-جو وقنابل نووية تكتيكية و صواريخ مضادة للسفن و غيرها) كما تحمل خزاني وقود اضافيين.

رغم حمولتها العالية وتطورها (النسبي)، إلا أنها تعتبر هدفاً مثالياً لمعظم منظومات الدفاع الجوي الصاروخي، بسبب سرعتها القصوى 1.8ماخ ( 590متراً في الثانية) ومناورتها الضعيفة، وقد يكون دفاعها الأساسي هو الطيران على ارتفاع منخفض للتملص من الرادارات والصواريخ المضادة للطائرات، فالأمر الوحيد الذي يسمح لها بالتحليق بحرية هو عدم وجود منظومة دفاع جوي صاروخية لدى الجيش الحر، فلم يتطلب الأمر من الباتريوت سوى دقيقتين حتى حول مطرقة الأسد الثقيلة إلى أشلاء في سماء القنيطرة .

التعليقات (1)

    FAISSAL

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    السلام
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات