وقال الشيخ صالح مخاطبا القراء في البداية:
" قارئي العزيز أكتب في جريدة الأخبار المصرية واسعة الانتشار مقالا أسبوعيا كل خميس، وقد لقيت المقالة التي نشرت لي الخميس الماضي، بفضل الله، صدى كبيرا لدى قراء الأخبار، لذا أحببت أن أضع هذه المقالة التي جاءت تحت عنوان “من العباسيين إلى الأمويين” في السوق اليوم وإن كانت أصلا قد بنيت على مقالات سابقة عن التكامل العربي وعن الربيع العربي، وأستسمحك قارئي العزيز في نشر هذه المقالة هذا الأسبوع في صحيفتك، صحيفة مكة، على أن أنشر في الأسبوع القادم المقالة المتعلقة بما أسموه ضلالة وعمى بالربيع العربي".
وبعد أن يروي الشيخ صالح قصة عن رجل عراقي صادفه في المسجد النبوي، يمضي إلى رواية القصة المتعلقة ببشار الأسد على النحو التالي:
" كنت أعرف بشار الأسد منذ أن كان طالبا في لندن ثم في دمشق ثم عندما غدا رئيسا لسوريا. والقصة التي سأرويها مشهورة ومعروفة لكثير من رجال المال والأعمال العرب وللإعلام. في عام 2009 عقدنا مؤتمرا للمستثمرين العرب في دمشق. وعشية المؤتمر وقبل افتتاحه زرت بشار في بيته وقلت له: إن في يدي اليمنى خطابا شديد اللهجة أهاجم فيه كل أوضاع الفساد بما عهدت في من صراحة ووضوح، وفي اليسرى خطابا خفيفا لطيفا سيكون بردا وسلاما على الفساد وأهله. فبأيهما ينصح الرئيس؟ فقال بحزم وثقة: قل كل ما عندك. وقد كان، وما زال الإخوة في سوريا يتداولون إلى اليوم ما ورد في خطابي القاسي على الفساد من أجل مصلحة البلاد والعباد، وانفعل به الحاضرون من الأشقاء السوريين الموجودين في القاعة وتفاعلوا معه فرحا.. بينما كان الأمر مختلفا عند البطانة وكبار المسؤولين.. فتغيرت ألوانهم وازدادوا مضضا. أما إخواني المستثمرون العرب فقد ظنوا في الظنون وعدوني “مجنون”.
أما الرئيس بشار فقد طلب مني بعد الخطاب أن آتيه بالمستثمرين السعوديين إلى منزله. فقلت له منبها: يا فخامة الرئيس إن المؤتمر عربي وبه الكثير من المستثمرين العرب.. فقال أعلم ولكن السعوديين غير، فهم أهل الحرمين. وجمعتهم وهم ما بين متذمر ومتضجر. وكان في صحبتي ونحن في الطريق إليه أخ عزيز أحبه لعصاميته، وكان متجهم الوجه عابسا، وفجأة سألني: “عسى ما تكون مستحق” يعني مريضا أو مهموما - قلت له: أنا والحمد لله بخير. قال: يا أخي “ايش الكلام اللي قلته، وإحنا ضيوف في بلاد هؤلاء الناس؟!”، وقبل أن أجيبه كنا قد وصلنا إلى مكان اللقاء ووجدنا الرئيس بنفسه ينتظرنا على باب القاعة، وأخذني بالأحضان.. وأدخلنا وأجلسهم وأجلسني عن يمينه.
وخاطب الحضور قائلا: أخوكم صالح جاءني بالأمس ومعه خطابان فاخترت الأول الذي قال إنه يحمل هجوما على الفساد والمفسدين، فقلت له: قُلها وبأقسى الألفاظ.
وهذه القصة شهدها وسمعها ما يقرب من أربعين مستثمرا، وأحمد الله أن معظمهم أحياء.
وإني أشهد الله أن يوما تحت حاكم ظالم (عاقل) خير من ساعة تنفلتُ فيها الأمور..لقد كانت الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها".
انتهى كلام الشيخ صالح كامل، الذي يُشهد الله عليه، باعتباره (كلمة حق يراد بها باطل) فنحن نصدق الشيخ في كل كلمة قالها حول هذه الواقعة، التي أرادها بشار دعاية شخصية له، مادام المستثمرون سيقولون ما عندهم ويرحلون... ثم يبقى الفساد الذي يديره هو وعائلته وابن خاله بنفسه، لينهبوا مقدرات الشعب السوري ويثقلونه بالضرائب وإذا ما اعترض أحد دفع فورا إلى السجون والمعتقلات!ّ
ونحن نذكر الشيخ أنه في بداية عهد بشار ثمة من السوريين من صدق مثل هذا الكلام، كالنائب رياض سيف، الذي كان نائباً في البرلمان، وأعد دراسة عن سرقة ابن خال بشار رامي مخلوف للدولة السورية من خلال احتكار الاستثمار بامتياز تشغيل خدمة الهاتف الجوال في سوريا... فجرد من حصانته النيابية، وصودرت أملاكه وأودع السجن لسنوات،... ونذكر الشيخ صالح بأن صديق بشار الأسد فنان الكاريكاتير العالمي علي فرزات، والذي حصل على ترخيص منه لإصدار جريدة (الدومري)، تم إغلاق جريدته عام 2003 في عهد بشار ذاته، وصودر العدد الأخير منها وكان عنوانه الرئيس: (عدد الإيمان بالإصلاح) كما أن هذا العاقل أرسل من يكسر أصابع علي فرزات عندما كان في دمشق لأنه رسم رسما ينتقده!
يدافع الشيخ صالح كامل، عن قاتل الأطفال، عمن قصف شعبه بالكيماوي والسكود والصواريخ، قبل أن يكون هناك أي وجود لداعش أو سواها... عمن أنتجت سجونه(55) ألف صورة لـ(11) ألف معتقل ماتوا تجويعا وتعذيباً، وأحيلت هذه الصور لشركة محاماة بريطانية للتأكد من صدقيتها فشكلت لجنة تحقيق خاصة، عن طريق مكتب حقوقي في لندن يدعى “Carter-Ruck and Co.” وأصدرت تقريراً يفيد بأن الصور صحيحة ولم تتعرض لأي تعديل.
يدافع الشيخ صالح كامل، عمن قصف بيوت الله، وكل حوادث قصف الجوامع موثقة بأنها بمدفيعة وصواريخ بشار الأسد وأول مئذنة قصفت (مئذنة جامع عثمان بن عفان في دير الزور) قصفها بشار في شهر رمضان من عام 2011 متحديا حرمة شهر الصيام... يدافع الشيخ صالح عمن يرمي المدنيين بالبراميل المتفجرة، ويقصفهم منذ ثلاث سنوات بالطيران في أطول عمليات قصف جوي مستمرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فكيف سيشهد الله يوم القيامة أنه دافع – عن حق – عمن قصف مساجد الله!
وأخيرا يدافع الشيخ صالح كامل عن بشار ويعتبره (ظالم لكن عاقل) في الوقت الذي ينفث إعلامه بذاءة لا يتصورها (عاقل) شماتة برحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ونرفق للشيخ شيئا مما يبثه إعلام (الحاكم العاقل) عله يرى العقل -الذي يشمت برحيل رجل تجاوز التسعين من العمر وعاش أكثر مما عاش حافظ الأسد- على حقيقته!
وإذا كان يحق للشيخ الذي يقول أن مقاله هذا حصد إعجاب القراء عندما نشره في صحيفة (الأخبار ) المصرية؛ مع أن عدد القراءات لمقاله " الواسع الانتشار" على موقعها الإلكتروني لم يصل إلى (240) قارئ... فإننا نربأ أن يرتبط الدفاع المبطن عن حاكم دمر بيوت الله، باسم أطهر بقاع الأرض (مكة المكرمة) حتى لو كان اسما مستعارا لصحيفة!
بالصوت والصورة:
إعلام (الحاكم العاقل) يشمت - ببذاءة- برحيل الملك عبد الله !
التعليقات (70)