بسبب منشور حول ضربة القنيطرة: مي شدياق.. شتائم وتهديدات بالقتل

بسبب منشور حول ضربة القنيطرة: مي شدياق.. شتائم وتهديدات بالقتل
بعيد الضربة الاسرائيلية في القنيطرة، عبّرت الاعلامية مي شدياق عن موقفها عبر صفحتها في موقع "فايسبوك" الرافض لما أسمته انجرار وسائل الاعلام الى "فخ حزب الله" بتحويلها حدث تشييع جهاد عماد مغنية الى حدث وطني جامع، مغيبة الأسئلة المشروعة عن دور الحزب في سوريا. وقد أتثبت ردات الفعل الكلامية العنفية على ما كتبته شدياق مستوى غير لائق حيال تقبل الرأي الآخر لاسيما مع صدوره عن صحافيين وأشخاص يدّعون في المعرفة دروباً.

"إنتِ بلاستيك راسك ما بيفرز...المرة المقبلة سنعلم كيف نستهدفك"، هي عينة من مئات التعليقات التي حفلت بها وسائل التواصل الاجتماعي. لغة الكراهية كانت السائدة فيما ندُر ان نعثرَ على تعليق يناقش فكرة لا يقتصر طرحها على ميْ وانما يشمل لبنانيين آخرين لديهم أسئلتهم عن دور الحزب في سوريا ويجاهرون في آن بأن اسرائيل هي عدوهم. واذا نحّينا نقاش مضمون الفكرة التي طرحتها مي جانباً، فان ما يعنينا هو التوقف عند مشهد ردات الفعل والتعليقات العنفية التي تجاوزت كل خطوط حمر في التعبير، وهي في لحظة ترتسم كسيل يجرف كل حق بالاختلاف وتعبّر عن ترهيب فكري مجتمعي يتجاوز التنوع في الاتجاهات السياسية في البلد الواحد.

هل تعتقد مي أنها بالغت فيما كتبت؟ تقول لـ"النهار": "شعرت بأني لست في لبنان، وأستمع طوال النهار الى عبارات "الموت لأميركا والموت لاسرائيل، لبيك خميني، لبيك نصر الله"، فيما لا علاقة لكل هذا بلبنان"، متسائلة: "هل يريدون عبر هذه الحادثة تحويلنا إلى جيش تابع للنظام السوري وولاية الفقيه...لا أريد أن اتحوّل أداة بيد الغير".

"الهوة السحيقة"؟

يتفق الجميع على أن اسرائيل شيطان الشرق الأوسط ومرضه، وفي الوقت نفسه هناك فئة ترفض تحويل لبنان إلى معسكر في بلاد الغير. عبّرت مي عن رأيها بما يتناسب مع مبادئها، فجاءها الرد بـ"اسلوب عشوائي وقليل الاحترام، وبالتعرض لكرامات الناس"، وتعرب عن استغرابها: "اذا كتبنا كلمة بمنتهى التهذيب وبمعانٍ سياسية ليس فيها قلة احترام وكلمة عبارة عن تنبيه من المخاطر التي تنجم من حادثة معينة، ننتهي بحفلة تهديد واهانات وكلمات نابية غير اخلاقية وشماتة بالاصابة والاعاقة وبأنهم لم يضعوا لي كمية متفجرات كافية، وانهم في المرة المقبلة سيعلمون كيف يستهدفوني...".

ستواصل شدياق التعبير عن رأيها، لكنها تأسف "للمستوى الذي وصلنا إليه، فمع مرور الأيام بتّ أقتنع أنه لم يعد باستطاعتنا الانتماء الى طريقة تعاطٍ واحدة، والهوة السحيقة التي يرسمها البعض في لبنان ستؤدي إلى عواقب وخيمة على المدى البعيد، فنحن لم نعد مجتمعاً واحداً ولا نشبه بعضنا".

قد يتفهم البعض أن هناك من يجهل كيفية التعبير عن رأيه، وربما لم يعتد على ذلك، إلا أن المستغرب أن يقدم صحافيون لبنانيون على شتم شدياق بأسلوب "شوارعي"، لا يعبّر عن شخصية الصحافي واخلاقه تجاه الرأي الآخر، فكيف لصحافي أن يستخدم الشتيمة للرد على شدياق وهو من المفترض أن يكون صانع حرية رأي؟

تعلق شدياق على هذا الأمر سائلة: "ماذا ننتظر ممن ذهبوا إلى سوريا لتغطية أعمال النظام السوري وسط المعارك وهو يقتل الاطفال بالكيميائي، ومرّوا من مكان الى آخر لتمجيد بطولات النظام الذي يقتل شعبه؟ ماذا ننتظر من هؤلاء؟ يستطيعون عدم موافقتي الرأي لكن لا يحق لهم ان يصلوا إلى هذا المستوى من التعاطي".

في القاهرة لم يتحمل الوفد السوري كلمات المحامي اللبناني، فردّوا بالاعتداء عليه، وفي لبنان باتت الشتائم الترهيبية "رخيصة" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالى أين يقودنا هذا المشهد؟

تقول مي: "حتى لو أدى الأمر إلى تعرضي لمحاولة اغتيال ثانية، فسأبقى على حرية التعبير ولن يستطيع أحدٌ أن يسرق مني حريتي التي دفعت ثمنها غالياً".

ماذا لو كانت الغارة في الجنوب، هل كانت مي ستحتفظ بالموقف عينه؟ تجيب: "أرفض منطق حزب الله مهما كان، لكن عندما يتعرض شخص لعملية استهداف داخل بلده من الممكن أن يكون الحديث حينها مختلفاً، لكن حزب الله في معركة ليست من شأنه والجيش اللبناني المخوّل الوحيد بأن يدافع عن لبنان".

بديهية ان اسرائيل معتدية لا يمنعها من اعتبار ان "هناك من هو مسؤول عن الدفاع في الجولان، وهي منطقة خاضعة للامم المتحدة"، ولا من سؤال يربتط برأيها السياسي: " لماذا يحرقون قلوب الامهات والشقيقات على ابنائهم، لماذا يعسكرون أولادنا؟".

يبقى ان مشهد الترهيب الفكري الذي يريد إسكات الخصم السياسي بسيل التهديدات والكلمات النابية المستوحاة من المجتمعات الشمولية لم يكن مقبولاً في يوم في لبنان...ولن يكون!

التعليقات (9)

    ويلعن ابو البلد التي نساؤها اشجع من رجالها!

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    بطله يا مي ويلعن ابو البلد التي نساؤها اشجع من رجالها!

    اللاعنف- القلم والكاميرا اقوى من البراميل وصواريخ النظام السوري الارهابي وحالش والمجوس

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله .افلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل. ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا . إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب. وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا

    العرقوب حاصبيا

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    ست مي تحياي لك الرئيس سليمان قدم العزاء واعتبرهم شهداء..يعني الرئيس يعطي شرعية لوجود حزب المتعة في سوريا. دولة لبنان بدها حوثي يحكمها ويكون لابس تنورة نسائية...

    المخضرم ( ما تابت مي شدياق )

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    نجت من التفجير الاول ولكن هل ستنجو من التفجير القادم ؟؟؟؟؟؟ شجاعة الرأي في لبنان لا يعتمدها الا احد اثنين اما ان يكون من يعتمد شجاعة قول رأيه الذي يفضب الطرف الاقوى بايع عمره وما بتفرق معو او انه عميل للطرف الذي ينتقده بشده ليغطي نفسه ويستطيع التغلغل واختراق الذين يناهضون الطرف المنتقد ليشي بهم بعد ان يأمنوه عموماً ليس في لبنان حرية رأي خاصة اذا كان المنتقد هو حزب الله ارى معظم الناقدين يتجنبون ذكر حزب الله وحسن نصر الله في انتقادهم

    رزوق

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    أنت أيقونة لبنان الشامخة في زمن الإرهاب والمصادرة والاستحواذ. وأنت الشهيد الحي الذي دفع ثمناً غالياً من أجل حرية التعبير والرأي الوطني المستقل.. المجد لأبطال الكلمة الصادقة الجريئة. والخزي للقتلة والإرهابيين . والعار لكل ممالئ متواطئ مع أدوات إيران الرخيصة..

    طوني تامر

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    هؤلاء ابطال حزب الكرتون لايظهرون قوتهم وجبروتهم الفارغ إلا على النساء والاطفال العزل ..وهم لايتجرؤون بل حتى لايفكرون بتحدى طفل في اسرائيل ..فكل تهديداتهم لاتؤثر على حذائك يابطلة الابطال

    Oscar

    ·منذ 9 سنوات شهر
    الحمد لله مات عماد مغنية ومن ثم مات ابنة ؟ ياترى كم من الخيانات عملوا بالوطن العربي من شان الفرس المجوس ؟ يمهل ولا يهمل

    كاسر الفرس

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    الكاتبة من أشرف الشرفاء ، قلمها حر، تحية لها من كل عربي حر

    قاهر المجوس

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    لعنة الله على إيران وروسيا وحزب الشيطان
9

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات