بدأت القصة، حسبما نقلها الناشطون عندما دخل ثلاث عسكريين أحد المطاعم في ساحة الخضر وسط المدينة، وكانوا 9 عسكريين ترجلّوا من سيارتين سوداوتين واحدة "بي أم" والثانية "مرسيدس"، وحين دخلوا إلى المطعم الذي رفض صاحبه تلبية طلبهم بسبب عدم دفعهم لثمن مأكولات كانوا قد اشتروها قبل ذلك بيوم، حدثت مشادة كلامية بينهم و بين صاحب المطعم الذي أصر على الدفاع عن رزقه بينما أصر العسكريون الذين يحملون شعار الفرقة الرابعة على ذراعهم على أحقيتهم في أخذ ما يريدون دون دفع الثمن كونهم: "يحمون الناس من الإرهابيين"، بحسب تعبيرهم، وإن لم يكن بالرضى فبالقوة ، و حين لم يرضخ الشاب لتهديدهم أطلقوا النار على عمه الواقف بجانبه الذي يحمل حفيده ذو الشهور الثلاثة فتوفي بالحال وهو رجل خمسيني اسمه نبيل الغاوي وتابع العسكريين إطلاق النار أثناء هربهم إلى سياراتهم فأصابوا شابين من المارة بجروح و هم يامن دحبور و مأمون صالحة واستطاعوا الهرب بسياراتهم.
انتشر بعد وقوع الحادثة عددٌ كبير من رجال الأمن والجيش في الشوارع و فرضوا حظر تجول على المدينة، وتم تسيير دوريات أمنية في الحارات مانعين أي تجمع أو حركة خارج المنازل.
وذكر شهود عيان أن عناصر الفرقة الرابعة الذين نفذوا الجريمة هم من الطائفة العلوية، وتحديداً الضابط الذي أول ما بدأ إطلاق النار، وذكروا أن الجنود أطلقوا أكثر من 10 طلقات وُجدت في جسد القتيل نبيل الغاوي.
في مقابل ذلك، ولاحتواء التوتر وردود الفعل، دعت الهيئة الدينية والروحية في مدينة جرمانا، إلى تقديم مرتكبي جريمة الاعتداء في جرمانا مساء أمس إلى المحاكمة كي ينالوا جزاء ما ارتكبت أيديهم وأكدت الفعاليات الدينية والرسمية والاجتماعية في ختام اجتماعها الذي عقدته في موقف المدينة، على التحلي بالأخلاق وضبط النفس والاحتكام للقانون، ودعت جميع أهالي وسكان جرمانا لعدم السماح للمسيئين بنشر الفتنة.
التعليقات (10)