بالرغم من معرفة الجميع بأمر العاصفة التي ستضرب المنطقة منذ وقت طويل، لم يقم أحد باطلاق انذار بالكارثة التي ستحل بالمهجرين السوريين في لبنان والأردن، بالإضافة لمن لجأ لمدن ومناطق سورية. حتى الإعلان عن هذه العاصفة وشدتها جاء متأخراً، يومين قبل العاصفة، حيث شغل الناس باسمها والتندر حول ذلك، وتم تجاهل مآساة أكثر من ثلاثة ملايين انسان، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، متروكين لمواجهة مصيرهم، رغم معرفة الجميع بحقيقة وضعهم المأساوي.
"مافي _ وقت"
مع اتضاح ملامح العاصفة القطبية التي ستضرب المنطقة، انطلقت بعض الحملات الانسانية على صفحات التواصل الاجتماعي، لمحاولة التخفيف ومساعدة السوريين المهجرين، يقول "عبادة فيصل" المنسق الإعلامي لحملة "مافي وقت"، التي تضم عدة فعاليات ومنظمات شبابية، بأنهم وضعوا "برومو" الحملة على موقع "يوتيوب" في مساء يوم الأربعاء 7 كانون الثاني "وبدءنا بالعمل كخلية نحل، اعتمدنا على أصدقائنا ومعارفنا بالبداية لنشر الحملة بأقصى سرعة، فنحن في سباق حقيقي مع الوقت".
"الاسم جاء مقصوداً" لإشعار الناس بأن لا وقت للتردد فكل تأخير في المبادرة للمساعدة تعني وجعاً ومأساة "بالفعل مافي وقت، كل ثانية تمر عليهم في المخيمات فيها غصة ووجع" فوضع المخيمات مأساوي، يصف عبادة شعورهم أثناء توجههم لأحد مخيمات البقاع حيث الخيم المقامة من تجميع عشوائي لبعض الاخشاب واللافتات "يافطات" بالإضافة لقطع من "النايلون" يتم تجميعها كيفما اتفق.
استطاعت حملة "مافي وقت" القيام يومي الخميس والجمعة بتوزيع ملابس وكنزات شتوية على بعض المخيمات، وتستعد الآن للقيام بتأمين مواد لإعادة ترميم الخيم المتضررة.
"حين ندخل المخيمات نبدأ بالجري نحو الخيم، نريد أن نصل إلى قاطنيها باقصى سرعة ... لا يمكن فهم شعورنا إلا حين ترى "شفايف" طفل المزرقة، أردنا من اسم الحملة أن يكون صرخة بوجه الجميع لأنه لاوقت .. لاوقت ".
أين الائتلاف؟
"مافي وقت".. الجميع يدرك أن الوقت ينفذ بينماالناس تموت هناك تحت الثلج، الائتلاف يعلم، والحكومة المؤقتة تعلم أيضاً، فماذا فعلت الحكومة والائتلاف؟
كل ما فعله المعنيون في الائتلاف والحكومة المؤقتة، مؤتمر صحفي لرئيس الحكومة أحمد طعمة بمرافقة السيدة سهير الأتاسي، واطلاق بعض التصريحات والنداءات المعتادة، وبقي الشباب الذي حاول جمع أي نوع من التبرعات ضمن هذه الحملة أو غيرها هو الانسان الوحيد في هذه المعمعة، علماً بأن الأرصاد الجوية تتنبأ بزيادة الفعالية الجوية خلال يومي السبت والأحد وهبوط درجة الحرارة لمستويات قياسية قد تصل لـ 15 درجة تحت الصفر.
التعليقات (3)