اللاجئون والعاصفة-3: معاناة جديدة لقاطني الزعتري وحفر خنادق

اللاجئون والعاصفة-3: معاناة جديدة لقاطني الزعتري وحفر خنادق
بدأ قلق اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري ومعاناتهم تزداد مع بدء اقتراب موعد العاصفة الثلجية (هدى) التي تعد ضيفاً ثقيلاً وغير محبب كما اسماها السوريين من اللاجئين في مخيم الزعتري.

ألفا خيمة في الزعتري لا تزال مهددة بالأمطار والرياح العاتية مع بدء دخول العاصفة الثلجية هدى، ومع ما تعرض له المخيم في الأعوام السابقة من حوادث كغرق الخيام بسبب الأمطار أو مداهمة البرد لها بسبب الرياح وطبيعة المنطقة الصحراوية، فكان لا بد لقاطني الخيام من اللاجئين السوريين اتخاذ تدابير لحماية أنفسهم من الشتاء والعاصفة الثلجية

حيث كان السوريون منشغلين بتأمين ما استطاعوا من وسائل للتدفئة وتثبيت ألواح الصفيح لمنع دخول المياة الى داخل الكرفان, إضافة الى حفر خنادق حول الخيم بشكل دائري لكي يمنعوا دخول مياة الامطار والثلوج لداخل الخيم، وتفقدهم لأسلاك الكهرباء العشوائية والمترامية بين هنا وهناك ليحمو أنفسهم من اية كارثة قد تحصل.

ويعد مخيم الزعتري من أكبر مخيمات اللجوء الأردنية الخاصة بالسوريين حيث يضم بداخله ما يزيد على 79 ألف لاجئ سوري.. عمر النادر من درعا الذي كان منشغلاً طوال اليوم في ترميم الكرفان خائفاً من دخول مياة الأمطار على أسرته وزوجته. وقد عبر قائلاً: "نحن نموت ببطئ والعالم يتلذذ بما يحصل لنا وعلى وقع هذه الكوارث التي ستحصل لنا في المخيم ستراهم يهرعون إلينا ليس من اجل مساعدتنا واطفالنا، بل من اجل تصويرنا وجعلنا مادة دسمة لهم على شاشاتهم واخبارهم. تعالوا الينا فنحن لنا من يساعدنا الله ويحمينا مما يجري لنا من متاعب وأوجاع". حيث تذكر عمر، جارا له مسن كان يقطن في خيمة وقد مات متجمدا من شدة البرد والصقيع في العام الماضي في عاصفة (اليكسا).

وحسبما قال النادر، كانت هذه الحادثة تشكل كابوسا بالنسبة لنا ليس من اجلنا بل من اجل اطفالنا لعدم توفر اهم وسائل الشتاء الا وهي التدفئة.

خوف وقلق أم..

الحاجة ام خالد من غوطة دمشق, حيث تقطن واطفالها الاربعة في خيمة لا تعرف كيف تقاوم الرياح ولا الامطار الغزيرة التي تأتي في كل عام على حد قولها. وقد ناشدت ام خالد، كل انسان يستطيع ان يفعل الخير ان يقدم لها ولاطفالها كرفان لكي تحميهم من هذه العاصفة التي بدأت ومن برد الشتاء القاسي وشمس الصحراء الحارقة التي لا ترحم, وأضافت قائلة: "صار لي بالمخيم اكثر من عام ونصف واسكن في خيمة ولم يقترب مني احد ليساعدني ولا حتى المفوضية المسؤولة عن تسليم الكرفانات.. كل سنة أعاني من المياة التي تدخل خيمتي وتبلل كل اغراضي واغطيتي وتصبح السماء لنا غطاء والارض لنا فراش في ايام الشتاء والمعاناة مع هذا الضيف الثقيل, وليس لي اي قدرة على شراء كرفان من تجار الكرفانات في المخيم".

روح الفكاهة رغم المعاناة

ونوه ابو جعفر الذي جاء الى مخيم الزعتري منذ عامين، ان اوضاع المخيم تتحسن عما كانت علية في الايام السابقة من خلال تعبيد الشوارع حتى ولو انها قليلة لكنها تفي بالغرض, ووضع مصابيح كهربائية في الشوارع الرئيسية رغم انها لا تشتغل جميعها لكنها جيدة وأفضل من عدم وجودها بالكامل, وتسلمنا اسطوانة غاز ومدفأة لنقي انفسنا من برد الشتاء. كما اشار ابو جعفر الى ان المخيم يحتاج الى بنية تحتية من اجل كباقي المخيمات من اجل تصريف مياة الامطار وتخفيف حالات غرق الخيم والمستنقعات في المخيم لانها ستصبح برك يسبح بها الاطفال ظنا انها البحر المتوسط في الزعتري.

لم تغيب النكتة عن السنتهم على رغم من معاناتهم في هذه البقعة الصحراوية واستقبالهم للعاصفة (هدى). الشيء القليل أحسن من قنطار ذهب في مخيم الزعتري, بهذه العبارة انهى ابا جعفر.

حق أطفال

ومن جهه اخرى تحدث سامح المحمد أحد المدرسين في مدارس مخيم الزعتري مشتكياً من الحالة التي يعيشها الطلاب الاطفال داخل الصفوف المدرسية حيث البرد الشديد والصقيع وعدم قدرتهم على مقاومة الصقيع في هذه الصحراء الجافة التي لاترحم لا صغيرا ولا كبيرا. وقد ناشد سامح المحمد كل المنظمات الانسانية ان تأتي وتنظر الى وضع الاطفال في الصفوف، في الصيف حرارة عالية وفي الشتاء برد قاسي كما وانه عبر عن حزنه الشديد لما يجري من المنظمات اسما ليس على مسمى, اي انسانية في العنوان ولكن في الافعال ليس لها اي علاقة لاتعرف من الانسانية الا اسمها ومن الطفولة ايضا الا شكلها. وفي الايام التي مضت وكل يوم يرى الاطفال اشد انواع العذاب من البرد والمطر والحر وقد كانت اياماً لاتوصف على المخيم وقاطنيه على حد قوله.

ومن جانبه قال العميد وضاح الحمود، مدير إدارة مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، إن الإدارة قامت باتخاذ كل الإجراءات اللازمة بمخيم "الزعتري" الذي يعد أكبر مخيمات اللجوء الأردنية الخاصة بالسوريين، استعدادا للظروف الجوية السيئة المتوقعة خلال الأيام

وقد اضاف العميد الحمود ،أنه تم التنسيق مع جميع المنظمات الدولية العاملة في مخيم الزعتري كلا حسب اختصاصه لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لتفادي أي مشاكل قد يتعرض لها المخيم خلال الأيام القادمة، وخاصة مع الحديث عن العاصفة الثلجية المتوقعة".

واشار،إلى أن مخيم الزعتري الواقع في منطقة المفرق (شمال شرق الاردن) ذات البيئة الصحراوية قد تعرض في السنوات السابقة لغرق عشرات الخيام التي يقطنها اللاجئون السوريون في فصل الشتاء نتيجة البنية التحتية الضعيفة مقارنة بباقي المخيمات الأخرى، فضلا عن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي المستمرة.

ونوه الحمود بأنه "تم تجهيز مجموعة من الخيام الخاصة لعمليات الإخلاء مزودة بجميع الاحتياجات بما فيها الغذاء لاستخدامها وقت الحاجة".وبين الحمود بأنه "سيتم تأمين الخبز للثلاثة أيام القادمة بشكل منتظم وبسيارات خاصة تجنبا لانقطاعه عن اللاجئين في المخيم".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات