كيف تصدع "التحالف الوطني لقوى الثورة" وهو في المهد؟!ّ

على أمل توحيد الصفوف وتعزيز فكرة المصالحة الثورية تأسس التحالف الوطني لقوى الثورة السورية بعد إنعقاد الإجتماع الأول له في مدينة الريحانية التركية بتاريخ 3-1-2015 حيث أطر البيان التأسيسي بعبارات جذابة وبوعود متألقة أبدت للمتابع أنه البطل المخلص من التشتت السوري الواضح على كافئة الأصعدة ومن الوحوش التي تنهش جسد الثورة السورية , لكن في نهاية الإجتماع التأسيسي وبعد ساعات بدأت بيانات الإنسحابات من هذا التحالف تزداد مع إتهامات كثيرة تسيطر على الموقف لتضع التحالف على حافة السقوط.

تستمر ساسية المعارضة السورية بالدخول بدوامات الضعف والضياع عبر غياب الموقف الموحد والخطاب الإعلامي المدروس، فبعد كل ماتشهده الساحة السورية من حروب واقتتال ومن انعدام ثقة ثوار الخنادق وعامة الشعب بمن يدعون تمثيلهم في أروقة الفنادق إلا الشهرفاء منهم وهم قلائل , يأتي كل يوم كيان سياسي جديد يدعي أنه الأفضل والأجدر بتحقيق مايطمح إليه الشعب السوري من توحد وحرية وكرامة , وهذا بحد ذاته سبب من أسباب إنعدام الثقة بهذه الكيانات والتشكيلات فهي بمجرد تأسيسها تعتبر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تفرقة للصف وإنقسام عن سابقاتها , وكأن عدائهم أصبح بالفطرة لكل شيء جديد.

أما بالنسبة للتحالف الوطني لقوى الثورة المؤسس حديثا فلقد أحرز رقم قياسي ربما يدخل موسوعة غينس بعدد وسرعة الإنسحابات والإنقسامات حيث من اليوم الأول لتأسيسه أعلن أكثر من ثلاثين عضو مؤسس إنسحابهم لأسباب عدة وأهم الأسباب المشتركة كما أظهر بين الإنسحاب المشترك بأن التحالف ضد قوى الثورة وليس معها من خلال ماحيك ويحاك في كواليسه وفي قاعات إجتماعاته من إقصاء وتهميش وفئوية وخداع وخصوصا في الملف العسكري الذي يبين خطف التحالف إلى الفشل المتوقع والواضح عما قريب.

لم تتوقف الإنسحابات والانشقاقات على الأعضاء المؤسسين فحسب بل شملت أغلب الكيانات العسكرية المشتركة والداخلة بالتحالف والتي تجاوز عددها الثلاثين تشكيل عسكري على إمتدار رقعة الأرض السورية وقد أوضح العميد الركن رياض أحمد أحد الأعضاء المنسحبين من التحالف لأورينت نت سبب إنسحابه حيث قال: "إن سبب انسحابنا أنا وكافة التشكيلات العسكرية الإقصاء الذي شهدناه أثناء الإنتخابات وبعد ملاحظتنا أن كل الأمور التي طرحت هي مجرد كلام وحبر على ورق, وأضاف العميد رياض أن هنالك أسباب كثيرة أجبرتهم على الإنسحاب أيضا أهمها عدم الكشف عن الدعم الحقيقي لهذا التحالف ومن يقف ورائه وهذا أمر شائن بحق الثورة السورية ومن يمثلها في الداخل فلايمكن أن نشترك في تحالف لقوى الثورة السورية ونتفاجئ بالمستقبل القريب أن الداعمين هم دول أو أشخاص غير مرغوب بهم من الشعب السوري".

كما بين العقيد صلاح درويش سبب إنسحابه الرئيسي حيث قال لأورينت نت:

"انسحبت من التحالف كوني كنت شاهدا على موقف أبكاني وهو أن قادة عسكرين تحملو عناء وعبء القدوم من الداخل لحضور هذا المؤتمر التأسيسي ولكن لم يسمح لهم بالدخول من قبل القائمين على الإجتماع بينما كان هنالك ضيوف وأشخاص حضروا وهم بعيدين كل البعد عن الثورة ومجرياتها".

إذا بين هذا وذاك ومؤيد ومعارض لهذا التحالف وإنضمام وإنسحاب آخرين, تخبط واضح في هذا التشكيل الجديد والذي يجسد المثل القائل "مافي دخان بلا نار" وهذا دليل آخر على ضياع المعارضة السورية وعدم إجتماعها على هدف حقيقي ينطلق من الواقع الحالي, حيث يعتبر مراقبون أن الفشل سيكون ملقى كل تشكيل ينشأ ويبدأ على أساس باطل بإقصاء وأبعاد الغير وإسكات أصوات أصحاب الأرض والواقع.