المراهنات وفضائح كرة القدم: عربي ضمن القائمة السوداء

المراهنات وفضائح كرة القدم: عربي ضمن القائمة السوداء
تواصل "الوطن" اقتحامها للعالم السري لمافيا المراهنات الرياضية، وهو الملف الأسود الذي تم فتحه على خلفية الحديث عن دور تلك المافيا في خسارة الهلال لبطولة دوري أبطال آسيا، وكذا على خلفية خروج كتاب "ملوك كلونج" الذي فجر فيه أحد زعماء مافيا مكاتب المراهنات غير المشروعة وهو السنغافوري "رايسون راج بيريومال" من داخل محبسه، مفاجآت قوية، كاشفا عن كثير من العمليات التي قام بها.

وكانت "الوطن" في الجزء الأول كشفت بالأدلة والمستندات الرسمية وقوع الدوري السعودي في فخ المراهنات عبر شركات مشروعة مثل تيبيكو الألمانية، وغير مشروعة مثل بوين النمساوية، وكشفت أن 40 ألف مباراة تقام في العام الواحد في مختلف الدوريات العالمية وكذا البطولات الكبرى مثل كأس العالم ودوري أبطال أوروبا تخضع إلى عملية تلاعب في نتائجها من عصابات مافيا المراهنات، وأن حجم استثمار عمليات المراهنات تضاعف بشكل خطر وقفز من 300 مليار إلى تريليون دولار، فيما كشف الجزء الثاني عن اختراق مافيا المراهنات للعالم العربي وكيف أن كل الدوريات العربية مخترقة من منها حتى وصل الأمر إلى حدوث أكبر فضيحة مراهنات في الوطن العربي وتحديدا في لبنان، وكيف أن المراهنات تتم برعاية الدولة في المغرب، وكيف أن جاليات دول شرق آسيا ورطت دول الخليج في تلك القضية السوداء.

تورط أغلى لاعب عربي

تكشف "الوطن" حقيقة تورط عدد من نجوم الكرة العالمية مع عصابات المافيا، وكان آخر هؤلاء النجوم الذين تم إعلان تورطهم في فضائح المراهنات، هو أغلى لاعب عربي في التاريخ، ألا وهو مدافع بايرن ميونيخ الألماني، الدولي المغربي مهدي بن عطية، بعد أن كشفت قبل أيام صحيفة ستار أفريكا أن بن عطية يتورط فى علاقات مشبوهة مع عصابات المافيا الإيطالية، بعدما تم ذكر اسمه فى مكالمات هاتفية تم رصدها بين أفراد العصابات.

وذكرت الصحيفة أن اسم مهدي بن عطية تم ذكره خلال مكالمة هاتفية تم رصدها بين لاعب روما الإيطالى دانييلي دي روسي، بأحد أفراد شبكة المافيا الإيطالية، وذلك لأجل التدخل لفض شجار نشب بين دي روسي وأحد الزبائن، وذلك فى سبتمبر 2013، وأضافت الصحيفة أن السلطات الإيطالية فتحت تحقيقا حول علاقة عدد من اللاعبين مع عصابات المافيا، والبحث فيما إذا كانوا متورطين في جرائم مع تلك العصابات من عدمه.

يذكر أن بن عطية كان يلعب فى صفوف روما الإيطالي قبل أن ينتقل إلى بايرن ميونيخ، خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، مدة خمس سنوات، في صفقة كلفت خزانة النادي البافاري نحو 40 مليون يورو، ليصبح أغلى لاعب فى تاريخ الكرة العربية، كما يعد أول لاعب أفريقي ينضم إلى صفوف البايرن، منذ اعتزال المدافع الغاني "كوفور".

مارادونا نصاب

وانضم أغلى لاعب عربي إلى قائمة سوداء تضم عددا غير قليل من نجوم الكرة العالمية على مر التاريخ، من بينهم النجمان الكبيران الأرجنتيني مارادونا والفرنسي زين الدين زيدان، إذ تضمن فيلم وثائقي يروي أشهر الفضائح تورط "مارادونا" وقت أن كان لاعبا في نابولي، في فضيحة كبري شهدها الدوري الإيطالي عام 1988، وتحديدا في الجولة قبل الأخيرة في لقاء شبه نهائي بين ميلان ونابولي، وكان يتوجب على ميلان الفوز في هذه المباراة، ووضعت مافيا الكامورا الرهان على أن يخسر نابولي ويتوج الميلان، وبالفعل هذا ما حدث فتم دفع الأموال للاعبي نابولي وخرج مارادونا في هذا اللقاء مدعيا الإصابة على الرغم من تسجيله للهدف الأول، واللحظة الكارثية هي التي قدمها مدافع نابولي هدية لميلان عند تسجيل الهدف الثالث وكل شيء كان موثقا بعدسات الكاميرا.

وروى الفيلم فضيحة أخرى، حدثت في العاصمة الإسبانية، إذ تم دفع عمولات كبيرة للمافيا الإيطالية في تورينو وتحديدا في عام 2001 لأجل انتقال الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان إلى نادي ريال مدريد، وتجاوزت العمولة التي دفعت 12 مليون دولار.

وتضم القائمة السوداء أيضا، هداف مونديال 1982 الإيطالي "باولو روسي"، ففي عام 1980 تورط "روسي" في فضيحة مراهنات وتلاعب بنتائج المباريات تم على إثرها إيقافه عن اللعب مدة أربعة أعوام والحكم عليه بالسجن، ولكن قبل مونديال 82 توجه "إنزو بيرزوت" المدير الفني للأزوري وقتها إلى الرئيس الإيطالي وطلب منه العفو عن "روسي" وإطلاق سراحه للمشاركة في كأس العالم لأنه لا يملك مهاجمين جيدين، وبالفعل خرج "روسي" من السجن لأداء المهمة الوطنية وقاد إيطاليا لإحراز كأس العالم الثالثة في تاريخها وفاز بلقب هداف البطولة، لتنقذ كرة القدم حياة اللاعب وتخرجه من السجن.

فضيحة كالتشوبولي

ورغم مرور تسعة أعوام كاملة على فضيحة التلاعب في نتائج مباريات الدوري الإيطالي عام 2006 الشهيرة بلقب فضيحة "كالتشوبولي"، إلا أن هناك أسماء عدة للاعبين إيطاليين ترددت في الآونة الأخيرة، ضمن التحقيقات الخاصة بالكشف عن بقية الأعضاء، وهم الحارس "جانلويجي بوفون" والمدافع السابق فابيو كانافارو ولاعب الوسط "جينارو جاتوزو"، وأكدت وسائل الإعلام الإيطالية وجود تسجيل لمكالمة هاتفية لأحد المتورطين في الفضيحة، ذكر خلالها أسماء الثلاثي المتوج مع إيطاليا بكأس العالم 2006، لكن دون إشارة صريحة إلى تورطهم في وقائع بعينها، وقال خلالها "نيكولا سانتوني" المعد البدني لفريق رافينا، وبحسب وسائل الإعلام الإيطالية "كرة القدم زائفة"، مشيرا إلى أن "لاعبا مثل بوفون يُقامر بمبلغ يراوح بين 100 ألف و200 ألف يورو شهريا"، في حين أكد المحققون أنه حتى الآن لا تتوافر أدلة كافية ضد أي من الثلاثي.

وتعود تفاصيل فضحية "كالتشوبولي" 2006، إلى تعمد تغيير نتائج مباريات في الدوري الإيطالي، وأدت إلى تجريد فريق يوفنتوس من لقبين للدوري وصدور قرار بهبوطه إلى الدرجة الثانية، إضافة إلى خصم نقاط من فرق أخرى آخرها أتالانتا، وأُعيد فتح قضية المراهنات أخيرا، التي تورط فيها لاعبون مشاهير مثل جوزيبي سينيوري، إلى جانب حكام وإداريين صدرت ضدهم أحكام بالسجن مثل "لوتشيانو موجي" المدير العام ليوفنتوس السابق.

القمار.. إدمان إنجليزي

كشفت صحيفة دايلي ميل البريطانية أخيرا، أن إدمان نجوم الكرة الإنجليزية للقمار والمراهنات وتزوير نتائج المباريات يهدد بطولات الدوري والكأس، وقالت الصحيفة: "التحريات التي أجريت بسرية تامة كشفت أن عدد المتورطين في هذه الجرائم 350 لاعبا، منهم 170 محترفون في أندية كرة قدم"، كما كشفت الدراسة أيضا أن أداء مثل هؤلاء المدمنين يكون عادة ضعيفا في المستطيل الأخضر، محذرة من أن مصير هؤلاء ينتهي في أغلب الأحيان إلى التزوير والتلاعب في نتائج المباريات، وأوضحت أن 200 لاعب محترف يعانون مشكلات خصواصا في القمار وأن هناك 400 مهددون بالخطر.

وذكرت الدراسة أن لاعب ستوك سيتي ماثيو إنثرنجتون سجل اعترافات بأنه كان مدمنا للقمار، كما أن لاعب منتخب إنجلترا "آندروس تاونزيند" تعرض إلى عقوبة إيقاف دامت أربعة أشهر وغرامة قدرها 18 ألف يورو بتهمة تزوير نتائج المباريات، وطاولت العقوبة أيضا لاعب نوريتش "كاميرون جيروم" الذي تم تغريمه 50 ألف يورو، فضلا عن كثيرين آخرين منهم حارس مانشستر يونايتد السابق روي كارول.

غضب الساموراي

وكان بطل آخر الجرائم التي تم الإعلان عنها أخيرا في شأن فضائح المراهنات، مدرب منتخب اليابان الحالي، المكسيكى خافيير آجيري، الذي أعلن الاتحاد الياباني بقاءه في منصبه، على الرغم من الاتهامات الموجهة إليه، بشأن مشاركته فى فضيحة التلاعب بنتائج مباريات الدورى الإسبانى "الليجا"، وتحديدا مباراة ريال سرقسطة وليفانتى عام 2011، التى انتهت بفوز الأول، وهى النتيجة أبقت الفريق ضمن دورى الأضواء، ومن المنتظر أن يمثل المدير الفنى السابق لريال سرقسطة آجيرى أمام المحكمة فى فبراير المقبل بشأن هذه القضية، وجاء الإعلان عن الإبقاء على المدرب المتهم ليثير غضب الرأي العام في بلاد الساموراي بعدما أبدى الكثيرون غضبهم من تستر اتحاد الكرة في بلادهم على متهم.

وفي يوليو الماضي أعلنت شركة قمار عالمية، تعمل في مجال المراهنات عبر الانترنت، إلغاء عقد الرعاية المبرم بينهما وبين مهاجم منتخب أوروجواي لويس سواريز بعد أن عوقب اللاعب بالإيقاف وبغرامة مالية اثر إقدامه على عض المدافع الإيطالي كيليني خلال مباراة جمعت بين منتخبي البلدين في مونديال البرازيل، وجاء إعلان الشركة ليكشف عن تورط سواريز في مجال المراهنات.

وأخيرا قامت السلطات التركية باعتقال 77 شخصا من بينهم تسعة لاعبين سابقين بتهمة التورط أيضا فى مراهنات غير مشروعة، ويبرز من بين المعتقلين الهداف الدولى السابق عارف إرديم الذى يتولى منصب المدرب المساعد لفريق بويوكشيهر، إلى جانب فاتح عقيل الظهير الأيمن لمنتخب تركيا الفائز ببرونزية كأس العالم 2002، وأشارت تقارير أمنية إلى أن مافيا المراهنات فى تركيا تسببت فى تحويل نحو مليار دولار إلى خارج البلاد.

رصاص غادر وانتحار

وعلى مدار التاريخ سقط كثير من نجوم الكرة في العالم ضحية رصاصات غدر رجال المافيا، الذين انتقموا من أبرياء لأنهم كانوا سببا في خسائرهم، ولعل المدافع الكولومبي "إندرياس إسكوبار" هو أشهر من سقط من نجوم الكرة برصاص غدر المراهنات، إذ أطلقت عليه 12 رصاصة أثناء وجوده في حانة ببلاده عقب تسببه دون قصد في خسارة منتخب بلاده أمام أميركا في مونديال 1994 بعدما سجل بالخطأ في مرماه.

وأخيرا اهتزت كوريا الجنوبية علي وقع انتحار مدرب ولاعبين بعد الكشف عن تورطهم في فضائح مراهنات، وذكرت تقارير إعلامية هناك في أبريل الماضي أن الشرطة المحلية عثرت على جثة اللاعب لي جيونج هوان الذي عوقب بالإيقاف مدى الحياة منتحرا بسبب تورطه في فضيحة كبيرة للتلاعب في نتائج مباريات كرة القدم، وتزامن وقتها العثور على مدرب سابق ولاعب آخر سابق ميتين ويشتبه في انتحارهما، وذلك في أسوأ فضيحة في تاريخ مسابقة الدوري الكوري.

آسيا تعلن الحرب

ولأن كل الوثائق تؤكد أن دول شرق آسيا هي البيئة الأكبر التي تعمل فيها عصابات مافيا المراهنات، وأنها كانت مصدر ولادة وانتشار تلك العصابات، لم يكن غريبا أن نرى بعضا من تلك الدول تعلن الحرب علي المافيا، ففي الصيف الماضي، شن القادة العسكريون في تايلاند حملة صارمة ضد المراهنات غير القانونية قبيل انطلاق نهائيات كأس العالم الأخيرة بالبرازيل وذلك في إطار جهودهم لفرض النظام واستعادة سمعة البلاد، وأعلنت الشرطة أنها ألقت القبض على 1677 شخصا للاشتباه في تورطهم في مراهنات على مباريات المونديال، وأنها أغلقت 675 موقعا إلكترونيا للمراهنات غير المصرح بها.

وقبل أكثر من عامين تعهدت وزارة الأمن العام الصينية وجمعية كرة القدم الصينية ببذل جهود مشتركة لتقليل المراهنات المتعلقة بكرة القدم والاحتيال على المدى البعيد، مشجعة الجمهور على الإبلاغ عن ذلك وتقديم أي أدلة، ووفقا لمسؤول من الجمعية فإن الجمعية ستقدم مكافآت كبيرة للمبلغين، فضلا عن إنشاء صندوق خاص لدعم التحقيقات التي تجريها الشرطة في مثل هذه الحالات، وهي خطوة جاءت بعد يوم واحد من الحكم على ثماني مسؤولين ولاعبي كرة قدم بالسجن لتورطهم في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات والمراهنات قبل سنتين.

وفي العام الماضي أعلنت الشرطة السنغافورية ووكالة مكافحة الفساد في البلد الآسيوي أن زعيم إحدى عصابات مافيا المراهنات ويدعي دان تان، يساعد السلطات على تحقيقاتها بعد اتهامه بالتلاعب في 32 مباراة كروية في ثلاث دول تشمل المجر وإيطاليا وفنلندا، وفي ماليزيا اعتقلت الشرطة 31 شخصا يشتبه بتورطهم في مراهنات غير مشروعة خلال المونديال السابق، وضبطت آلاف الدولارات تم الحصول عليها من خلال تلك المراهنات.

*المصدر: صحيفة (الوطن) السعودية 3/1/2015

التعليقات (1)

    جاكمسرين

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    كل الدول متورطة في التلاعب بالنتائج ، وعلى رأسهم الفيفا ،حتى أصبح هذا التلاعب قانوني لجمع المال من طرف المراهنين........
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات