حصاد 2014: من نوى للشيخ مسكين عام الانتصارات بنهكة حورانية

حصاد 2014: من نوى للشيخ مسكين عام الانتصارات بنهكة حورانية
شهد عام 2014 تحقيق انتصارات كبيرة للكتائب الثورية في محافظ درعا، حيث استطاعت تحرير الكثير من المناطق والمواقع العسكرية الاستراتيجية.

وتبرز أهمية الانتصارات في حوران، كونها تحاذي الحدود الأردنية بالكامل جنوباً والحدود مع الجولان المحتل غرباً، وتحاذي دمشق شمالا وتعتبر بوابة دمشق الجنوبية وخط الإمداد للثوار في ريف دمشق، كما يعتبرها النظام من أهم الجبهات، لأن تحرير مناطق كبيرة ومتصلة بعمق أكثر من 25كم من الحدود الأردنية جنوباً إلى مدينة الشيخ مسكين شمالاً يهيئ الظروف لإنشاء منطقة عازلة تمهيداً للدخول إلى دمشق.

أبرز المعارك في 2014

في بداية عام 2014 بدأ الثوار في حوران معارك عديدة مثل "سجن غرز"، والصوامع، وحاجز قصاد، وبعدها اتجهت المعارك إلى الجولان، وريف القنيطرة الجنوبي وريف درعا الشمالي، ثم معارك التلال في "الحمر الشرقي والغربي وأم حوران والجابية والحارة وحمد".

ثمّ انتقل الثوار إلى فتح جبهات في مناطق أخرى مثل محيط نوى، واللواء 112، وبعد ذلك سيطروا على حواجز أم المياذن والكازيات والكنسروة، ومن ثمّ أطلقوا معارك الشيخ مسكين واللواء 82 مثل معركة "أهل العزم" و"ادخلو عليهم الباب" و"المغيرات صبحاً" و"الإمام النووي". حيث حققت الكتائب الثورية انتصارات كثيرة وسيطرت على مساحات شاسعة، فلم يبقى إلا جيوب صغيرة تحت سيطرة النظام.

السيطرة على صوامع الحبوب

استهلّ الثوار معارك حوران الكبرى في آذار 2014 في المنطقة الشرقة لمدينة درعا، وبالتحديد مركز المحافظة،وبدأت المعركةباقتحام حاجز صوامع الحبوب إلى الشرق من مدينة درعا وشارك في هذه العملية العديد من الألوية التابعة للجيش الحرالتي استخدمت أسلحة نوعية مثل قذائف الهاون وراجمات الصواريخ وصاروخ السهم الأحمر المضاد للدروع، وصواريخ ال م / د مثل: السهم الاحمر _ الميتس _ الميلان _ الكونكورس _ المالوتكا / والسلاح الثقيل المغتنم سابقا من قوات النظام .. كالدبابات والعربات المدرعة.

تعود أهمية تلك المعركة كونها تنهي فصل الريف الشرقي للمدينة عن الريف الغربي، وتسمح بتواصل الثوار في كلتي المنطقتين، وكذلك توفر سهولة في قيادة المعارك فيهما، كما أن صوامع الحبوب تعتبر المخزون الاستراتيجي لمدينة درعا من القمح.حيث يحتوي حاجز الصوامع على أكثر من ثلاثين ألف طن من الحبوب والتي قطعها النظام عن أغلب مناطق حوران.

تحرير سجن غرز وإطلاق مئات المعتقلين

تمكّن الجيش السوري الحر في درعا من تحرير سجن غرز بعد معارك شرسة دارت على الجبهة الشرقية، وتم تحرير ما يقارب 400 معتقل كانت قوات النظام تحتجزهم فيه.

وشارك في الهجوم بالإضافة إلى الجيش الحر بعض الفصائل الإسلامية، وتزامن ذلك مع الذكرى الثالثة لانطلاق الثورة السورية من درعا، وتمت خلاله السيطرة على سرية حفظ النظام في منطقة الصواع في المحيط الشرقي للسجن،بعد حصار دام خمسين يوماً ومعارك طاحنة بين الجيش الحر وميليشيات الأسد.

تكمن أهمية تحرير (سجن غرز) كونه يستوعب عدداً كبيراً من المعتقلين، ويعتبر خط دفاع مهم عن فرع المخابرات الجوية وطريق إمداد لقوات النظام، والسيطرة عليه تعني إحكام الخناق أكثر على قوات النظام السوري العاجزة عن إحراز تقدم في درعا.

وقد وصفت هذه المعركة بأنها في غاية الدقة، وأي خطأكان قد يكلّف أرواح العشرات من المعتقلين، كما حصل قبل عام مضى، عندما حاول الجيش الحر السيطرة على السجن، حيث كلّفت العملية يومها حسب تقديرات الناشطين 50 معتقلاً، أعدمهم النظام رداً على محاولة الهجوم الفاشلة.

معارك فتح الطريق بين شرق وغرب حوران

استطاعت فصائل الجبهة الجنوبية تحرير ثلاثة حواجز استراتيجة على طريق دمشق – عمان الدولي ضمن معركة "أهل العزم"، استكمالاً للانتصارات، والحواجز هي:"أم المياذن"، "الكازية"، "المعصرة"، وقد شاركت التشكيلات العسكرية التالية:لواء أسود السنة - جيش اليرموك - فرقة فلوجة حوران - جبهة ثوار سورية- فرقة المغاوير الأولى - فوج المدفعية - فرقة 18 آذار - فرقة شهداء الحرية – لواء المهاجرين و الأنصار -لواء الاعتصام بالله - لواء أحباب عمر - لواء أحرار الجنوب - لواء المعتصم بالله - كتائب أحفاد الرسول.

تكمن الأهمية الاستراتيجية لتلك المعارككون النقاط المحررةمن أكبر حواجز المنطقة الشرقية وبتحريرها سيكون الطريق مفتوحاً بين المنطقة الشرقية والغربية من سهل حوران، إلى جانب فتح الطريق أمام الثوار للتوجه إلى نصيب جنوب درعا ومدينة خربة غزالة شمالها التي تعني قطع الإمدادات عن قوات النظام في مدينة درعا.

تحرير التلال

كان تحرير تل الحارة الاستراتيجي في معركة (والفجر وليالٍ عشر) الصفعة الموجعة والفاجعة الكبرى لنظام الأسد، حيث يعد التل أعلى هضبة في محافظة درعا، يبلغ ارتفاعه 1075م ويطل على مرتفعات الجولان ويبعد عن ريف دمشق 38كم.

وبعد تحريره، تمكن الثوار من السيطرة على كل المنطقة المحيطة به على مدى 40 كيلومترا، كما تكشفت مناطق عدة في ريف دمشق الجنوبي من الهضبة التي تبعد حوالي 12 كيلومترا عن منطقة الجولان.

وقد تم بالتزامن مع كذلك تحرير حاجزي "العوسج" و"زمرين" شرقي تل الحارة، تم تحرير "تل الجموع" بالكامل ضمن معركة (يرموك خالد)، ومصرع أكثر من 50 شبيحاً من ميليشيات الأسد.

وتم أيضاً تحرير "تل المال" بمعركة "فالمغيرات صبحاً" بريف القنيطرة بعد ساعات قليلة من بدء معركة "يرموك خالد.. الطريق إلى فسطاط المسلمين"، وتحرير "تل عشترة" وإطباق الحصار على "تل الجموع" الذي يتحصن فيه عدداً كبير من قوات الأسد.كما سيطر الثوار على "تل الجابية" الاستراتيجي و"التل الأحمر" في ريف القنيطرة.

وبعد ذلك استطاع الثور السيطرة على تل أم حوران الاستراتيجي قرب مدينة نوى، وحواجز "عين عفا" و"تل الخربة" و"تل عريد"،وتحرير دير العدس والدلي والسحيلية وفقيع في ريف درعا الشمالي.

تحرير الشيخ مسكين ونوى

كانت آخر معارك الثوار في ريف درعا معركة "ادخلو عليهم الباب" بهدف تحرير مدينة الشيخ مسكين ومحيطها، والسيطرة على حواجز ضخمة للنظام مثل " الدوار والشرطة العسكرية" و"برج الثامن من آذار" و"المساكن العسكرية" وحاجزا "الجسر" واستطاع الثوار تحقيق انتصارات ساحقة خلال أيام.

وبعد سيطرة الثوار على مدينة الشيخ مسكين قطعت طرق الامداد عن الحواجز المتبقة في مدينة نوى التي وقعت تحت كماشة الجيش الحر بعد انسحاب قوات النظام من كل النقاط العسكرية المتمركزة فيها.

وقامت فصائل المعارضة باقتحام تل حمد الاستراتيجي وبناء الساحر وكتيبة الميكا والمشتل وسد إبطع وعدد من النقاط العسكرية والسيطرة عليها للوصول إلى الجسر الواصل بين مدينتي نوى والشيخ مسيكن آخر خط من خطوط إمداد النظام في مدينة نوى.

بعد تحرير معظم أحياء الشيخ مسكين وتطهيرها بشكل كامل واقتحام تل حمد والسريا المحيطة به تم قطع الإمداد بشكل تام عن مدينة نوى، لتتحرر نوى والتلال المحيطة بها، وهي مفرزة الأمن العسكري وقيادة اللواء 112 وتل حرفوش وتل الهش وتل أم حوران وكتيبة "جدية"، حيث تم تمشيطها مع عدد من النقاط العسكرية المحيطة بها بعد انسحاب قوات النظام منها بشكل تام ليتم إعلان طريق نوى-الشيخ مسكين محررًا بالكامل».

معارك مستمرة

مثل معركة "افتحو عليهم الباب"، حيث لايزال ثوار حوران صامدون بوجه قوات النظام للحفاظ على انتصاراتهم بالشيخ مسكين وصدّ محاولات استعادة المدينة، ويمكن القول أن مدينة ازرع ستكون الوجهة المقبلة لثوار حوران، هي من المعارك الستمرة أيضاّ "بوابة درعا" حيث تعدُّ جبهة عتمان قرب مدينة درعا أحد أبرز الجبهات التي تستنزف الجيش الحر في القاتلين والسلاح والذخيرة، ويعدّ خط المواجهة على هذه الجبهة هو الأطول في المحافظة، إذ يمتد لأكثر من 15 كيلومتراً، ولذلك تحرص الكتائب الثورية على منع تقدُّم الجيش النظامي نحو قرية عتمان الاستراتيجية.

الجدير بذكره، أن المساحات التي استطاع الثوار السيطرة عليها في 2014، حسب نشطاء من حوران، تبلغ أكثر من 1300كم مربع في الجبهة الجنوبية بريفي درعا والقنيطرة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات