وحول الموضوع أجرت أورينت نت استطلاعاً في مدينة اسطنبول حول رأي الشارع التركي بهذا الموضوع.
الاندماج في المجتمع التركي
أشار مراد والذي يعمل في أحد البنوك التركية: "أنه في حال صدر قرار بتوطين السوريين في تركيا فهذا لن يكون بالأمر السيء، على اعتبار أن الأوضاع في سورية صعبة وقد تستمر الحرب هناك لعدة سنوات، ونحن نشاهد حاليا العديد من الدول الأوروبية تستقبل السوريين وتقوم بمنحهم الجنسيات بعد مرور عدة سنوات، فلماذ لا تقوم الحكومة التركية بمثل هذا العمل حتى يندمجوا أكثر بالشارع التركي.
وتابع مراد: "على السوريين الاندماج أكثر في المجتمع حيث أن غالبيتهم لم يتعلموا اللغة التركية حتى الآن رغم تواجدهم منذ فترة تزيد عن العامين، وهذا الأمر يساعد في تجنب المشاكل في حال حدوثها، لأن عادات الشعب التركي تختلف عن الشعب السوري.
واعتبرت فاطمة مدرسة تركية: "أن تركيا بلد كبير وعدد مواطنيه يتجاوز 80 مليون، وبالتالي توطين مليون سوري لن يؤثر سلبا على اقتصاد البلد ودخل المواطن التركي، ولكن هذا الأمر يجب أن يتم ضمن شروط معينة، فمثلا الدول الأوروبية تقوم بمساعدة اللاجئين وتعطيهم رواتب لفترة زمينة محددة حتى يتقنوا اللغة وبعدها يتم إيجاد عمل مناسب لهم حتى يكونوا فاعلين في المجتمع وليس عبئا عليه، وهنا يجب أن تتخذ نفس هذه الاجراءات في حال أرادت الحكومة التركية توطين السوريين مستقبلا، وخاصة الأشخاص المتواجدين في المخيمات، وأن يتم تأمين عمل مناسب لهم حتى يندمجوا في المجتمع ويكونوا فاعلين أكثر.
وأضافت فاطمة: "في المدرسة التي أعمل بها يوجد عدد من الأطفال السوريين الذين اندمجوا سريعا مع الأطفال الأتراك، حيث أن تعلم اللغة التركية ساعدهم على كسر حاجز الشعور بالغربة، فأنا شخصيا استغرب من إرسال السوريين أطفالهم إلى مدارس سورية وكأنهم لا يرغبون بدمج أطفالهم بالمجتمع التركي وهذا خطئ كبير.
تجييش من قبل المعارضة التركية
تحاول وسائل الإعلام التركية المعارضة لحزب العدالة والتنمية إظهار السوريين بصورة سلبية حتى يلقوا باللوم على رجب طيب أردوغان لتحقيق مصالحهم السياسية، حيث أشار الصحفي التركي مصطفى أوزجان: "أن أي قرار تصدره الحكومة التركية لصالح السوريين يلقى اعتراضاً كبيراً من قبل الأحزاب المعارضة والتي تحاول جاهدة عبر وسائلها تشويه صورة السوريين لتحقيق أهدافها في الانتخابات البرلمانية القادمة، وهذا يؤثر سلبا على جزء من الشعب التركي، لكن غالبية الأتراك يدركون أن السوريين خرجوا من بلدهم قسرا نتيجة الحرب وأن من واجبهم استقبال ضيوفهم."
وتابع أوزجان: "فيما يتعلق بموضوع توطين السوريين فهذا الموضوع سابق لأوانه ولم يصدر أي قرار رسمي حتى الآن، ولكن الاحصاءات السابقة التي أجرتها المراكز الإعلامية، أثبتت أن الأتراك يرحبون بتواجد السوريين معهم وأنهم يتقبلون فكرة تواجدهم حتى في حال انتهاء الحرب في سوريا."
وكان نائب رئيس الوزراء التركي "نعمان كورتولمش" وهو المسؤول الأعلى عن ملف اللاجئين السوريين، قال في وقت سابق: "على الأغلب علينا أن نعتاد على أن نعيش معا –أي الأتراك والسوريون- في تركيا".
وأشارت الدارسة إلى أن حوالي 13% من اللاجئين السوريين في تركيا يقيمون في المخيمات، لكن البقية اعتادت على الإقامة في المدن وأسست لنفسها وسطا تعيش فيه وعلاقات اقتصادية واجتماعية وهي تقبل على تعلم اللغة التركية، وقد شجعها على ذلك "حسن الاستقبال الشعبي وعدم ظهور موجة رفض اجتماعية كبيرة ضدهم".
ويأمل السوريون المتواجدون في تركيا أن تقوم الحكومة بمنحهم الجنسيات مستقبلاً على غرار ما تقوم به الدول الأوروبية، ولكن حتى اللحظة يتم منحع الجنسيات للأشخاص الذي يساهمون بشكل إيجابي في تطور تركيا كما حدث مؤخرا مع الطفل السوري الذي تم منحه جنسية لتمثيل تركيا في إحدى مسابقات عزف البيانو العالمية.
التعليقات (12)