حصاد 2014: الصحافة في سوريا.. مهنة الخطر والشهداء

حصاد 2014: الصحافة في سوريا.. مهنة الخطر والشهداء
أصدرت عدة منظمات دولية غير حكومية معنيّة بحرية الإعلام والتعبير تقاريرها السنوية لعام 2014، وشهدت الأعداد والإحصائيات الخاصة بالقتلى والمخطوفين ومجمل الانتهاكات تجاه الصحفيين اختلافاً تبعاً لمنهجيات القياس والتحقق الخاصة بكل منظمة، إلا أن هذه المنظمات أجمعت على اعتبار سوريا أكثر الدول في العالم فتكاً بالعاملين في الاعلام وأكثرها انتهاكاً وسطواً لحرية التعبير والمعلومات.

مراسلون بلا حدود

(بالفرنسية: Reporters Sans Frontières اختصاراً RSF)

منظمة غير حكومية تنشد حرية الصحافة وتتخذ من باريس مقراً لها، تدعو المنظمة بشكل أساسي لحرية الصحافة وحرية تداول المعلومات، وللمنظمة صفة مستشار لدى الأمم المتحدة.

تعمل المنظمة على تأمين مراقبة دائمة لانتهاكات حرية الإعلام في العالم والتنديد بهذه الانتهاكات في وسائل الإعلام، والتحرّك لتنبيه الحكومات إلى ضرورة مكافحة الرقابة والقوانين الهادفة إلى قمع حرية الإعلام، تقوم المنظمة بدعم الصحفيين المضطهدين وأسرهم معنوياً ومالياً، وتقديم المساعدة المادية لمراسلي الحرب بغية ضمان سلامتهم.

تربعت سوريا في تقرير مراسلون بلا حدود السنوي لعام 2014 على رأس قائمة الدول الأخطر على الاعلام والعمل الصحفي والأكثر فتكاً بالصحفيين، حيث قُتل فيها 15 صحفياً محترفاً عام 2014، أما في حالات الخطف فاحتلت سوريا المرتبة الثالثة بعد أوكرانيا وليبيا و27 حالة خطف لصحفيين.

اعتبر التقرير أنّ المناطق التي تسيطر عليها داعش في سوريا والعراق أخطر منطقة جغرافية على الصحفيين في العالم، واحتلّت سوريا المرتبة الخامسة بحسب ترتيب أكبر سجون الصحفيين في العالم بعد الصين وارتيريا وإيران ومصر، حيث يقبع 17 صحفي في السجون السورية.

في عام 2014، لجأ 139 صحفياً محترفاً و20 صحفياً مواطناً إلى منظمة مراسلون بلا حدود للفرار من بلدانهم من بينهم 37 سورياً لتحتل سوريا المرتبة الثانية بعد ليبيا في قائمة أكثر الدول تسبباً في هروب الصحفيين.

فريدوم هاوس (بيت الحرية)

(بالإنجليزية: Freedom House) هي منظمة غير حكومية مقرها الولايات المتحدة الأمريكية تدعم وتجري البحوث حول الديمقراطية والحرية السياسية وحقوق الإنسان.

تصدر المنظمة "تقرير الحرية في العالم" سنوياً، والذي يقيّم درجة الحريات السياسية والحريات المدنية في بلدان العالم.

أصدرت المنظمة تقرير حرية الإنترنت في العالم 2014 حيث كانت سوريا هي الأسوأ في العالم من حيث إعاقة حرية الإنترنت وجاء في تقرير المنظمة أنّ سوريا أكثر بلد خطورة في العالم بالنسبة للصحفيين المواطنين، مع عشرات قتلوا في العام الماضي، في حين أن قراصنة النت الموالين للحكومة أصابوا حوالي 10 إلاف كمبيوتر بالبرمجيات الخبيثة المقنعة بتحذيرات ضد إمكانات هجمات الكترونية، واحتلت سوريا المرتبة الثانية بعد إيران في قائمة انعدام حرية الإنترنت على مستوى العالم.

واصلت الدولة السورية والوكالات الحكومية وقوات معارضة الإغلاق الدوري لخدمة الإنترنت لإحباط المواطن الصحفي والاتصالات بين المقاتلين، كما تحظر الحكومة المواقع التي تعبر عن انتقادها أو تحمل وجهات النظر معارضة، وواجه الصحفيين والنشطاء والمدونين والعاملين في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان على الانترنت، إلى الاعتقال والخطف من قبل كل من النظام وقوات معارضة مثل الجيش السوري الحر وجبهة النصرة وداعش.

وكشف التقرير أن السلطات السورية تزود قراصنة الإنترنت الموالين للحكومة بالمخدّمات والبيانات لاستهداف الناشطين على الانترنت من خلال برمجيات المراقبة الخبيثة، كما واصل الجيش السوري الإلكتروني استهداف وسائل الإعلام الأجنبية بسبب تغطيتها للنزاع في سوريا.

تبقى سوريا واحدة من أكثر البيئات قمعاً وخطراً على مستخدمي الإنترنت في عام 2014، حيث تستخدم السلطات تقنيات متطورة لتصفية المواقع السياسية والاجتماعية والدينية ولمراقبة المواطنين وتصيدهم وملاحقاهم، ونمت هجمات الكترونية بشكل كبير خلال العام الماضي. كما أصاب قراصنة موالون للحكومة أكثر من 10000 جهاز كمبيوتر ببرمجيات مراقبة خبيثة، يمكن استخدامها للحصول على معلومات حساسة حول شبكات المعارضة أو المواطنين العاديين. كما يتعرض الأفراد بانتظام للاحتجاز أو التعذيب بسبب منشورات او تعليقات على الانترنت أو النشاط الرقمي، سواء من قبل الحكومة السورية أو من قبل المتطرفين المسلحين مثل داعش. سجلت سوريا أعلى عدد وفيات للمواطنين الصحفيين في العالم ومع ذلك ورغم ضعف البنية التحتية للأنترنت والقيود والعقوبات القاسية على الأنشطة عبر الإنترنت، استخدم السوريون شبكات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع وأدوات الإنترنت لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان وحشد الاحتجاجات.

لجنة حماية الصحفيين

لجنة حماية الصحافة (بالإنجليزية: Committee to Protect Journalists اختصاراً CPJ) منظمة غير حكومية مقرها في مدينة نيويورك، تهدف إلى حماية حرية الصحافة والدفاع عن حقوق الصحفيين.

تنظّم اللجنة حملات احتجاج وتعمل عن طريق قنوات دبلوماسية لتحقيق التغيير وتنشر اللجنة تقارير ونشرات إخبارية ومقالات ومسحاً عالمياً لحرية الصحافة.

جاء في تقرير اللجنة والذي حمل عنوان "معدل مرتفع لقتل الصحفيين الدوليين، والشرق الأوسط المنطقة الأكثر فتكاً بالصحافة" أن سوريا هي أكثر بلد يُقتل فيها صحفيون في العالم للعام الثالث على التوالي حيث بلغ العدد الإجمالي للصحفيين الذين لقوا حتفهم في النزاع السوري 17 صحفياً على الأقل خلال عام 2014، مما يرفع العدد الإجمالي للصحفيين القتلى منذ بدء النزاع في عام 2011 إلى 79 صحفياً.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات