مذكرة للأنتربول!
وعلمت "أورينت نت" أن متابعة من مستوى عال تمت للقرار من قبل كل من وزارة العدل ووزارة الداخلية وإدارة المخابرات العامة في سلطات النظام حيث سطرت مذكرة للشرطة الدولية (الإنتربول) لاعتقاله كونه أحد المطلوبين، وقد حرك محامون موالون للسلطة على د.الحسين دعوى قضائية تتضمن مطالبة سلطات النظام بالحجز على أمواله بما فيها بقايا منزله الذي تعرض للقصف في معضمية الشام.
وتم تعميم اسمه على المنافذ الحدودية التي تخضع لسلطات النظام وعلى مطار رفيق الحريري الذي يدير جانبه الأمني ضباط محسوبون على حزب الله. وعلمت "أورينت نت" من مصادر خاصة أن مكتب الشؤون القانونية في الإنتربول يرفض التعامل مع المذكرات القضائية القادمة من سلطات النظام السورية لأنها مخالفة للمادة الثالثة للنظام التأسيسي التي تمنع «منعاً باتاً على المنظمة أن تتدخل بأي نشاطات ذات طابع سياسي، عسكري، ديني أو عرقي»، وهذا يفسر سبب عدم فاعلية مذكرات سابقة رفعها النظام ضد معارضيه بواسطة الانتربول، إضافة إلى أن تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية جمد علاقتها بالشرطة الجنائية العربية.
إتلاف هوامش ثقافية وفصل من اتحاد الكتاب!
يُذكر في هذا السياق أن د.الحسين كان يشغل - حتى بداية الثورة - منصب عميد كلية الآداب بالحسكة وقبلها مستشار وزير التعليم العالي، وقد تم فصله من عمادة الكلية قبل انتهائها بشهرين أواخر الشهر السابع عام 2011 بسبب رفضه قمع مظاهرات الطلاب هناك، وكان من الدعاة إلى الحل السلمي ونشر أكثر من مقال في صحيفة (تشرين) يدعو فيها إلى إجراء إصلاحات حقيقية، وكان عضواً في وفد أساتذة الجامعات الذي التقى الطاغية الأسد بعد شهرين من بداية الثورة، ظناً منه أن النظام كان جادّاً في دعوته إلى السلمية، وقد وعد الأسد بدراسة مقترحاتهم وأنه سيلتقيهم مرة أخرى للبحث في خطة تطبيقية، لكن ماحصل أنه تم التضييق عليهم في عملهم ومسكنهم!
وكانت القيادة القطرية قد أصدرت قراراً بفصل الحسين من حزب البعث، حيث إنه مثل كثير من المواطنين السوريين تم تسجيلهم في حزب البعث إبان دخولهم الجامعة، وأوقف التلفزيون السوري برنامجه التلفزيوني (هوامش ثقافية)، وتمّ إتلاف حلقات البرنامج من مكتبة التلفزيون وكذلك برامجه الإذاعية التي قدمها في إذاعة دمشق فترة التسعينات، وكذلك بادر اتحاد الكتاب العرب إلى فصله من الاتحاد قبل شهرين لمخالفته (النظام الداخلي) للاتحاد كما ورد في قرار الفصل.
حالات تعسفية جديدة!
وفي تصريح خاص بأورينت نت أكد د.الحسين أن السلاح الوحيد الذي يحمله هو الكلمة، التي يوجهها نحو كل قاتل ومستبد، أو مناصر له مهما كان انتماؤه، ومن الطبيعي أن يكون له رأي فيما يحدث في سورية، وبالتأكيد فإنَّ من قتل الآلاف من السوريين ودمر بيوتهم، لن يرحل بالورد الجوري الذي حمله الكثير من الثوار بأيديهم مطلع الثورة، بل ردّ عليهم بالقتل، أما قرارات فصله من العمل وسواها، فإنها تعطي خير مثال عما يتبعه النظام مع كل سوري أراد أن يقول كلمته، ووقف إلى جانب الثورة كونها تمثل تطلعات السوريين الإنسانية نحو الحرية والعدالة، وعن رأيه بمآل الثورة يرى الحسين أنه لاحلّ للسوريين بغير الاعتماد على أنفسهم والإفادة من تجاربهم وتوحدهم، والابتعاد عن الأجندات الخارجية.
وسألت أورينت نت المحامي (خالد الأحمد) الخبير بالقضاء الإداري حول الموقف القانوني في مثل هذه الحالات؛ فأكد أن النظام في سورية عادة مايقوم بهذه الحالات بالنظر إلى الأستاذ الجامعي بصفته موظفاً تخلَّف عن وظيفته بعد انتهاء إجازته، أو المدة المسموحة للعامل بالغياب عن عمله، ويعدّه بحكم المستقيل مثلما حدث مع د.يحيى العريضي ود. علي وطفة ود.أحمد برقاوي ود.يوسف سلامة، أما مثل هذه الحالة فهي جديدة، وربما باتت تستعملها السلطات لوقف هجرة الخبرات الجامعية بعد انتشار أخبار بيع الشهادات وهروب معظم أساتذة الجامعات لأسباب معاشية وسياسية، وهو يكشف في الوقت نفسه عن حالة الضيق والهلع وعمق الأزمة التي وصلت إليها سلطات القمع في دمشق التي لم تعد تقبل حتى بسماع الرأي المخالف لها.
يذكر أن الدكتورأحمد جاسم الحسين كان من الناشطين في الساحة الثقافية السورية، وقد صدر له خمسة عشر كتاباً في النقد والقصة القصيرة، لعل أكثر ها جدلاً كتابه الذي صدر عام 1997 القصة القصيرة جداً. وقد نشرت أورينت نت أكثر من عشر مقالات له، حلّل فيها جزءاً من منظومة النظام وارتباطه بالبعد الإيراني وفضح فيه الكثير من ممارساته القمعية والاستبدادية.
ويشار أخيرا إلى أن سلطات النظام تصنّف موقع الأورينت وشبكة الأورينت التلفزيونية على أنهما عدوّين لدودين لها، كونهما حافظا على سياسة تحريرية واحدة وموقفاً ثابتاً من الثورة لم يخضع لإملاءات أو أهواء أو مواقف محلية ودولية، وبالتالي تنظر إلى معظم كتابها ومحرريها نظرة عداء وتصنفهم عاملين في جهة معادية.
التعليقات (36)