النقاش والسجال الذي تثيره هذه الجوائز عن الشخوص الممثلين لنتاج الثورة، لا يغادر حيز البهرجة والإدعاء، بينما الاستفهام و الاستيضاح والتشكيل لما يحصل في سوريا، يبقى خارج نقاشات الجوائز الممنوحة، لذلك تضحي قيمة السجال والنقاش ذو حضور وطغيان شخصي، خاصةً أن الجوائز التي منحت، منحت لأسماء مغمورة غير كبيرة أو معروفة قبل الثورة، الأسماء التي استمدت قيمتها وصدقيتها من الثورة، لذلك كبرت هذه الأسماء من خلال الثورة لا العكس، مناحةً الثورة لهذه الأسماء المغمورة، تغيير في حياتهم نحو الأفضل، واستقرار مادي، وأجواء مثالية لبدء مشاريع مؤجلة، هذا الإنجاز النوعي يضاف إلى الثورة، لا إلى المنجز الشخصي.
الاختيارات خلال السنوات الثلاثة المنصرمة، لم تتقيد بالنسبة للسوريين بمعايير صارمة ولكن لمزاج سياسي تتحكم به المرحلة، وهذا الشيء لا ينكره الكثير من أعضاء لجان التحكيم في غالبية الجوائز الممنوحة، خلال أحاديث صحافية أو هامشية، لذلك يبقى البحث عن اسم تحمله الثورة، لا اسم يحمل الثورة، بدلالة بقاء الأسماء الكبيرة والمكرسة إعلامياً خارج إطار هذه الاختيارات الغير صارمة، ونتفاجئ بصعود أسماء مغمورة لا يستحق نتاجها في بعض الأحيان حتى تنويه من لجان التحكيم.
ما قصدته من التذكير بهذه الجوائز، أن ألفت الانتباه إلى أن هذه الجوائز منحت للثورة، وأن أقول أن العالم يملك نية بالفعل إزاء تكريم الثورة وتكريس الاعتراف بها، أكثر من الشخوص التي منحت لهم، والذين لم يكونوا أوفياء لها، لا على الصعيد المادي ولا المعنوي ولا حتى الأخلاقي.
بعيداً عن النميمة الثقافية وتفشي الأقاويل والشائعات التي لا تدخل في مجال اهتمامنا، لا يمكن غض النظر عن الجدل الواسع والمثار اليوم حول الجوائز ذات القيمة المادية والمعنوية الكبيرتان، التي تحولت إلى مكون أساسي من مشهد الثورة، لذلك يتحتم تصحيح المسار وإعادة الاعتبار للثورة لا للشخوص التي تمثل نتاجها.
التعليقات (0)