تململ مالي إيراني: هل بات رأس الأسد معلق بصحة الخامنئي؟

تململ مالي إيراني: هل بات رأس الأسد معلق بصحة الخامنئي؟
تكشف كواليس العاصمة الإيرانية طهران عن وجود تململ من قبل مراكز عديدة داخل منظومة الحكم من حالة الإستنزاف الذي تتعرض له بلادهم نتيجة الإصرار على تمكين بشار الأسد المحافظة على السلطة في دمشق، ورفض مناقشة أي بدائل أخرى من شأنها التخفيف من حدة الإلتزامات الإيرانية في وقت يضيق الخناق على الإقتصاد الإيراني ويعجز عن توفير بعهض المتطلبات الأساسية للشعب.

وما يزيد من حدة الازمة، أن الإصرار على هذا الهدف صار يعني تأمين خرجية يومية لتسيير أمور سورية من قذائف المدفعية ووفود الطائرات إلى رواتب الجيوش والموظفين، وما بينهما من تأمين الطحين والوقود وسواه من مستلزمات الحياة اليومية، في ظل وضع لا أفق لتغييره لا في الامد القريب ولا حتى المتوسط والبعيد وفي ظل حرب باتت الإنجازات فيها تقاس باستعادة السيطرة على مبنى بتكلفة تتجاوز مئات ملايين الدولارات كما يحصل في جوبرّ.

التسريبات التي تم إلتقاطها من طهران ان مجموعة من القيادات الايرانية مثل رئيس مجلس تشخيض النظام هاشمي رفسنجاني وامين عام مجلس الامن القومي علي شمخاني، بالإضافة الى التكنوقراط الحكومي وعلى رأسهم الرئيس حسن روحاني نفسه، باتوا على قناعة بخطأ الرهان على بشار الأسد فضلا عن عدم واقعيته وتكاليفه الباهظة، وإستحالة الإستمرار بهذا المسار وغض النظر عن الأخطار الكبيرة التي يجلبها على بلد محاصر إقتصاديا ويعاني من علاقات سيئة مع جواره الإقليمي، وخاصة في ظل توجهات لتصعيد خليجي قادم، كان تخفيض أسعار النفط جزء من جبل جليده في إطار حرب استقطابية لن يعلم احد الى اين ستصل وماذا ستكلف؟

يدرك هذا التيار أن المحرقة السورية هي التي تسببت بكل هذا الصداع الإيراني، ذلك أن نفوذهم في العراق لم يكن مكلفا بهذا الحجم على إعتبار أن العراق بلد قادر على الإنفاق عن نفسه ولن يكلف ايران شيئا من هذا القبيل، كما ان العالم كان قد تكيّف مع وجود نفوذ ايراني في العراق لم تعترض عليه حتى الدول العربية، وفي لبنان طالما جرى النظر لنفوذ إيران على إعتبار أنه حالة من تقاسم النفوذ مع السعودية، وحتى في اليمن ورغم الدعاية الكبيرة لسيطرة الحوثيين فإن المعادلة هناك لن تلبث أن تصحح نفسها وترجّح كفة الأكثرية هناك في مواجهة الحوثيين، الوضع في سورية مختلف تماما لترافقه مع كارثة إستفزت البيئة العربية السنية في المنطقة بكاملها وشكلت عاملا ضاغطا على حكام المنطقة دفعتهم لإتخاذ إجراءات اكثر تشددا تجاه إيران، وهي حرب لا مصلحة لإيران فيها.

الإدراك الجديد لدى نخبة من القيادات الإيرانية يتمثل بإن إيران قد تستطيع تثبيت بشار الاسد على بعض الأرض السورية وربما لوقت طويل لكنها لن تستطيع جعله يستعيد السيطرة على ثلثي سورية التي خسرها، لكن مقابل ذلك، فإن إيران ستضمن تجميد تطوير إقتصادها وعلاقاتها، في وقت باتت تقاس فيه فعالية الدول ومدى تأثيرها بحجم تطورها الإقتصادي وإنجازاتها العلمية وإسهاماتها الفكرية، ويتزامن ذلك بدرجة كبيرة مع ظهور تيارات داخل المجتمع الإيراني تنحاز الى ثقافة الإستهلاك والرغبة في الإندماج مع المجتمع الدولي ومنظوماته القيمية والثقافية، ويحصل ذلك في وقت يتراجع تأثير النخبة التي صنعت الثورة الإسلامية حيث تعيش طهران في عهد أخر رموز تلك النخبة فيما تظهر في اوساط الشباب رموز فكرية وثقافية جديدة ومختلفة لا تبهرها شخصية مثل قاسم سليماني الذي يبدو انه معروف في الجوار العربي أكثر منه داخل إيران.

الواضح وجود توجهات ايرانية تسعى الى تطوير صيغ وبدائل سياسية جديدة على مستوى السياسة الإقليمية لإيران تتناسب والتقديرات التي تجريها الجهات التي تقف وراءها عن التغيرات الحاصلة في المجتمع الإيراني، والواضح أنها توجهات جدية وواقعية في أهدافها، فهي تنظر للمشروع الإيراني، من زاوية واقعية جدا، من زاوية وصوله إلى ذروته وتوسعه بدرجة كبيرة تفوق طاقات إيران وقدرتها كدولة محاصرة وذات إقتصاد يعتمد على النفط والغاز، ومجتمع منفجر سكانيا ويحتاج لموارد ضخمة لتلبية إحتياجاته في الصحة والتعليم والسكن ووضعه على سكة التطور، وأن إيران يكفيها ان تتقاسم النفوذ مع بعض القوى في الإقليم التي لن تسمح لها بأكثر من ذلك.

ويقف المرشد الخامنئي بوجه تطوير تلك التوجهات، إذ يبني سياساته على أسس مذهبية بغض البصر عن مدى تكاليفها وعوائدها على الداخل الإيراني، ويمتلك تأثيرا كبيرا على أدوات تنفيذ مشروعه المذهبي، من حرس ثوري وأذرع خارجية، ما يعني ان إستمرار هذا النمط من السياسات مرتبط بإستمراره، وتذهب الكثير من التقارير إلى أن صحة الخامنئي في تراجع نتيجة إصابته بمرض البروستات، وقد تتفاقم هذه الحالة في 2015، لدرجة قد تقعده عن ممارسة السياسة وتبعد ظلال تأثيره، الامر الذي قد ينعكس على ملفات إيران الخارجية وخاصة الملف السوري ومصير بشار الاسد بدرجة كبيرة.

التعليقات (8)

    الطنبوري

    ·منذ 9 سنوات 4 أشهر
    الله ياخد خامنئي مشان يبدا حسابو، وعسى يكون موتو بداية لحل قدري لأزمة شعب كامل فيو 23 مليون سوري.والله ماني مسامحو لا دنيا ولا آخرى لخامنئي ولبشار ولكل مين كان الو ايد بمد أزمتنا لهلق،والله ياخدلي حقي وحق كل سوري منون بيوم القيامة، يا عدل يا رب.

    نبيل احمد

    ·منذ 9 سنوات 4 أشهر
    ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم -و قال الله تعالى ان الله ﻻيغير مابقوم حتى يغييروا مابأنفسهم - يجب على السوريين بكامل اطيافهم ان يعلموا ان حل ازمتهم بأيديهم هم وﻻينتظروا ان احد يحل لهم ازمتهم فكل يسعى لمصلحته وبغض النظر ماهي تلك المصلحة ويجب علينا وبشكل سريع وقوي ان ند رك مصلحتنا نحن وفقط نحن ونعمل على تقديمها وابرازها على كل المصالح اﻻخرى ومن اية جهة كانت الزمن والتاريخ عملنا ان نكون يد واحدة وغاية واحدة سوريا التاريخ سوريا ام الحضارات سوريا اﻻم الحنون لكل ابنائها بيضها وسمرها وشقرها

    xx

    ·منذ 9 سنوات 4 أشهر
    غازي دحمان يبني سياساته على أسس مذهبية .هل بات رأس دحمان بهذا الحجم المتوسط

    خالد بن الوليد

    ·منذ 9 سنوات 4 أشهر
    مقال رائع

    سوري حر

    ·منذ 9 سنوات 4 أشهر
    وما يعلم جنود ربك إلا هو. إذا كان الثوار المجاهدين قد عجزوا عن التخلص من نظام الأسد المجرم في سوريا بسبب الدعم الكبير الذي لم يسبق له مثيل والمقدم له من إيران وروسيا ، فإن سعر النفط المتدهور سيكون له أكبر الأثر في إنتهاء هذا المشروع الإستعماري العنصري الطائفي بإمتياز وإفشاله وسقوط النظام الأسدي وإنتصار الثورة السوريه. وما النصر إلا صبر ساعة.

    بشار حافظ

    ·منذ 9 سنوات 4 أشهر
    ربنا ينتقم من خامنئي المجوسي وأسال الله ان يعذبه في الدنيا و الاخرة

    ]عمر خالد

    ·منذ 9 سنوات 4 أشهر
    ان مصير بشار مرتبط ببروستات خامنئى

    الفجر القريب

    ·منذ 9 سنوات 4 أشهر
    مقال يبعث الامل في النفوس المقهورة في كل العالم الاسلامي بقرب زوال ذلك الورم المجوسي لابد من ظهور شمس الحق لتعلن هروب الظلام وانزواءه في نفوس رموزه الذين تلطخت ايديهم بدماء الشرفاء من أمة الاسلام والعرب فالويل الويل كل الويل لهم إن لم يكن في الدنيا ففي الأخرة منتهى الخصوم اشكر الكاتب فقد رسم على شفاهي بسمة كنت قد نسيت كيف فعلتها أخر مرة
8

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات