عشرات الصواريخ الفراغية لراجمة (اورغان - الإعصار) التي يملكها النظام مشطت مناطق واسعة من جوبر، في محاولة لتفريغها من القوى البشرية القادرة على صد هجوم قوات الأسد.
تم التعرف على أحد أنواع الذخائر العنقودية التي تطلقها هذه الراجمة منذ فترة طويلة، لكن لم تنشر للراجمة نفسها أي تسجيلات وقد يكون أحد أوائل الفيديوهات لهذه العربة في سوريا يعود للرابع من شهر أيلول الماضي حيث عرض فيديو على اليوتيوب في إحدى القنوات المؤيدة للنظام مشهد القصف بهذه الراجمة، ومؤخراً نشرت صورة لها أخذها أحد عناصر النظام.
لا يعرف السبب الحقيقي وراء نشر فيديوهات أخرى حالياً عن هذه الراجمة، سوى محاولة إيصال رسائل لمؤيدي النظام أنه يمتلك قوة نارية كبيرة، وأسلحة لم تكشف بعد، وأنه قادر على تدمير مناطق واسعة بسهولة وربما لرفع الروح المعنوية لمؤيديه بعد الغارات الإسرائيلية الاخيرة عليه وقد ينسجم خبر (إسقاط) طائرة استطلاع إسرائيلية مع هذه المساعي.
من أسلحة الحرب الباردة!
تعتبر راجمة (BM-27 - اورغان) من أسلحة الحرب الباردة التي وصلت إلى سوريا خلال فترة الدعم السوفيتي للنظام، ويعتقد أن النظام يمتلك ما مجموعه 35 راجمة (اضافة للعربات الملحقة بها) وصلت سوريا خلال الثمانينيات.
مهمة هذه الراجمة تتركز على تدمير القوى البشرية للعدو وتجهيزاته المكشوفة أو منخفضة التدريع، اضافة لنشر حقول الألغام وتستطيع الرشقة الكاملة إحداث ضرر كبير بمساحة أربعة هيكتارات تقريباً.
كان لهذه الراجمة نصيب في تدمير المدن الشيشانية خلال حروب روسيا في الشيشان وقبل ذلك في افغانستان خلال الغزو السوفيتي له وشهدت استخداماً واسعاً في سوريا أيضاً.
مداها وطبيعة صواريخها!
تحتوي العربة على 16 سبطانة لإطلاق الصواريخ عيار 220ملم، والتي يصل مداها حتى 35كم (ومدى أدنى حوالي 8كم تغطيه أسلحة أخرى عادة) ولا تحتوي هذه الصواريخ على أي منظومة توجيه أو استقرار، وتفقد السيطرة عليها تماماً لحظة إطلاقها.
يبلغ وزن الصاروخ وسطياً 270كغ وطوله خمسة أمتار ولها عدة أنواع للرؤوس الحربية (وزن الرأس وسطياً 90كغ)، منها الفراغي والشديد الانفجار والعنقودي وناشر الألغام (استخدم الفراغي بكثافة في جوبر) كذلك استخدم العنقودي في قرى درعا وغيرها (يميل النظام لاستخدام الذخائر الفراغية والشديدة الانفجار في المناطق السكنية أما العنقودية فيميل لاستخدامها في الأرياف والمناطق منخفضة السكان).
يمكن تجهيزها للإطلاق خلال أقل من ثلاثة دقائق، وتغادر المنطقة بعد أقل من دقيقتين من انتهاء الرشقة، حيث تستطيع أطلاق رشقة كاملة خلال عشرين ثانية أي صاروخ كل ثانية تقريباً، ويمكن إعادة تلقيمها خلال عشرين دقيقة من عربة مرفقة تحتوي على رافعة ومجموعة من الصواريخ.
عادة ترافق كل راجمة عربتي تذخير كل واحدة تحوي 16 صاروخاً، وبإمكان الطاقم المكون من أربعة أشخاص إطلاق الصواريخ من داخل كابينة السائق أو عن بعد بواسطة وحدة إطلاق سلكية .
تتكون البطارية من مجموعة من الراجمات ترافقها عربات تذخير وصيانة وعربة القيادة، وعادة ما تكون عربة مدرعة تحتوي مجموعة من تجهيزات الإتصالات التقليدية السوفيتية، والتي تؤمن مستويين من الاتصالات مع باقي مكونات البطارية ومع المستويات الأعلى (فعليا لا يعتقد أن عناصر النظام يعولون على هذه التجهيزات كثيراً بل يستخدمون تجهيزات اتصالات مختلفة).
من يستطيع توجيهها؟
كما تحتوي على تجهيزات الاستطلاع وحتى القياسات الجوية و(حاسبة بالستية). وتحتوي الراجمة جهاز تسديد متحكم به كهربائياً، حيث يستطيع شخص واحد توجيهها (بعد أخذ القيم من عربة القيادة، حيث تتم مجموعة من العمليات قبل تحديد هذه القيم من تحديد الهدف وبعده وزاويته وإجراء بعض الحسابات (عبر ما يمكن اعتباره حاسبة أو حاسوب بدائي) تنتج عنها القيم اللازم استخدامها كسمت وزاوية الاطلاق).
لا تستهدف أهداف محددة بهذه الصواريخ ولكن يتم استهداف منطقة الهدف لذلك تستخدم الذخائر العنقودية بكثرة في هذه الراجمة بهدف التعويض عن الدقة، و يبلغ معدل الخطأ حوالي 200 متر عند المدى الأقصى (تنخفض دقة الرمايات بزيادة بعد منطقة الهدف) وتخدم طائرات الاستطلاع بشكل وثيق مع هذه العربات لاستطلاع المناطق قبل وبعد قصفها لتحديد الاهداف ومستوى التأثير عليها .
يحدث لبس كبير بين صواريخ (الاورغان) و صواريخ راجمة (فجر3) الإيرانية (عيار 240ملم) التي استخدمها النظام أيضا (تميز العربتان بسهولة لكن يحدث لبس في ما يخص الصواريخ) عامل التمييز الاساسي هو العيار، ثم طبيعة الرأس الحربي حيث تحمل صواريخ راجمة (فجر3) رؤوس شديدة الانفجار حصراً (لا تحمل عنقودي أو فراغي أو ألغام).
تتوضع هذه العربات في مواقع محصنة بشكل جيد لدى النظام ويعمل عليها عناصر مختارون بعناية، وهذا عائد لطبيعة المنظومة التي تحتوي عدد كبيراً نسبياً من العربات، فيلزم فعلياً لإطلاق رشقة منها توافر عدة عربات ليتم الاطلاق بكفاءة، على عكس الغراد مثلا الذي تكفي الراجمة لوحدها مع عناصر التشغيل والاستطلاع.
ولم يسجل سيطرة الجيش الحر على أي من هذه الراجمات أو على ذخائرها، وهذا عائد لطبيعة مواقع تمركزها ولعددها القليل نسبياً على عكس راجمات الغراد مثلا التي توجد منها أعداد أكبر بكثير لدى النظام.
التعليقات (5)