ما هي وظيفة قنصلية الأسد في اسطنبول؟

تواصل قنصلية نظام الأسد في مدينة اسطنبول التضييق على السوريين عبر رفض الكثير من الطلبات المتعلقة بالزواج وتمديد جوازات السفر وغيرها من المعاملات، إضافة لاستقبال عدد محدود جدا من الطلبات المقدمة لها يوميا.

طابور صباحي

كثرة الشكاوي في الآونة الأخيرة على التصرفات التي تبدر من موظفي قنصلية نظام الأسد في مدينة اسطنبول اتجاه المراجعين السوريين، حيث أشار الناشط أحمد السعيد: "عند ذهابك إلى القنصلية تشاهد المئات من السوريين ينتظرون في طابور كبير حتى تسنح لهم الفرصة لتقديم طلب المعاملة، ولا تأخذ القنصيلة يوميا إلا عدد قليل من الطلبات لا تتجاوز 20 طلبا".

وتابع أحمد السعيد: "لتقديم طلب المعاملة عليك الاستيقاط باكرا والوصول إلى منطقة القنصلية قبل الساعة 7 صباحاً، وهناك تشاهد أعداد كبيرة من المراجعين السوريين الذي يجتمعون في ساحة قريبة من القنصلية لحجز ورقة موعد عن طريق كشك موجود في هذه الساحة، حيث يقوم كل مراجع بكتابة موعد وصوله ويعطى له رقم تسلسلي، بعدها يأتي حرس القنصلية ويأخذ جميع الأوراق والتي تتجاوز أكثر من 300 اسم في غالب الأحيان، ويتم تحديد موعد استقبال الطلبات من الساعة 9 وحتى الساعة 11 وخلال هذا الوقت تأخذ القنصلية 20 اسم فقط أما الباقي فعليهم تقديم طلب جديد في اليوم التالي".

وأشار أبو عمر: "أريد تمديد جواز سفري وفي كل مرة أتي بها إلى القنصلية لا أتمكن من الحصول على دور، لذلك قررت النوم في الساحة التي تأخد بها الاسم في ظل هذا البرد القارص حتى أتمكن من الحصول على فرصة لتقديم طلبي، وبقيت أنام في الساحة 3 أيام حتى تمكنت وأخيرا من تقديم طلب تمديد جواز السفر، لاتفاجئ أن موظف القنصلية يخبرني أن تقديم طلبات جواز السفر متوقفة في الوقت الراهن حتى بداية العام الجديد لأن هناك اجراءات جديدة سوف تتخذ في الفترة القادمة".

وأضاف أبو عمر: " قنصلية نظام الأسد تحاول جاهدة عدم تيسير أمور السوريين المتواجدين في تركيا، فمن غير المنطق أن يتم يوميا استقبال 20 طلب لا أكثر ويوجد على طابور الانتظار أكثر من 300 مراجع، ناهيك عن الانتظار اليومي والنوم في الطرقات، فكان بإمكان أحد موظفي القنصلية إخبارنا أن إجراءات تمديد جوازات السفر متوقفة حاليا، ولكن هم يريدون التضييق على السوريين، فنظام الأسد لم يكتفي بتهجيرنا من بلدنا بل يريد ملاحقتنا في الخارج عبر تحكمه بالأوراق الرسمية، والائتلاف الوطني عاجز حتى اللحظة عن فعل شيء رغم الكلام الذي انتشر مؤخرا حول حصوله على لصاقات تمديد نظامية لكن يبقى هذا الكلام فارغ مالم يطبق فعليا على أرض الواقع.

رفض العديد من الطلبات

تجولت أورينت نت بين المراجعين المتواجدين بالقرب من القنصلية، حيث تحدث يمان: "قمت بتقديم طلب تجديد جواز السفر منذ أكثر من 3 أشهر وعند مراجعتي اليوم للقنصلية أخبروني أن طلبي قد رفض بسبب تخلفي عن الخدمة الإلزامية، وفي حال أردت أن يجدد الجواز فعلي دفع مبلغ مالي يتجاوز 9 آلاف دولار كبدل عن خدمة العلم، فكيف أدفع هذا المبلغ الكبير وأنا أعمل براتب لا يتجاوز 1300 ليرة تركي، وفي الوقت نفسه أحتاج لجواز سفر جديد في حال رغبت بالسفر إلى بلد آخر".

وأضاف يمان: " الآن لا أملك حل سوى الحصول على جواز سفر جديد بطريقة غير نظامية عبر إحد المكاتب المنتشرة بكثرة في تركيا، ولكن هذا الأمر مكلف وغير مضمون، حيث تعرض العديد من السوريين لعمليات نصب عبر شرائهم جوازات سفر بمبلغ 3 آلاف دولار تبين فيما بعد أنها غير مستخرجة من مناطق النظام ومطبوعة في مناطق بريف حلب، وبالتالي هي غير صالحة للسفر بين الدول".

في حين اعتبرت نور أنها قامت بتقديم طلب للحصول على جواز سفر لابنتها منذ أكثر من عام، فرغم أنني غير مطلوبة لنظام الأسد، ولكن هذا لم يمنع القنصلية بعدم منح ابنتي جواز سفر، وعند كل مراجعة يقول الموظف أن جواز السفر لم يصل راجعينا بعد 3 أشهر، فلماذ هذا الاستخفاف الدولي بالسوريين المنتشرين في جميع أنحاء العالم فهم لا يريدون أن يجدوا حل لهذه المشكلة".