يقول الدكتور (غ .ش )من بلدة عين الكروم الموالية بريف حماة الغربي: "كنا نتوقع اندلاع انتفاضة شعبية سورية في وجه النظام في يوم من الايام لما يتعامل بشكل أمني مسيء بحق المواطن السوري وإبعاد حرية القانون ، وكنا نحرص دائماً على توجيه أفكار الشباب العلوي الى بناء سوريا والسير بها الى مرتبة تكون فيها بين الدول المتحضرة وكان هذا حلم كل مثقف من الطائفة العلوية ولكن كان دائماً نظام الأسد الأب والابن يسعى الى تدمير حلم الشباب في تشجيعهم على الانتساب الى المؤسسات العسكرية بكل انواعها واهمها المؤسسة الأمنية ".
ويتابع : "لكن الذي لم نكن نتوقعه هو اندلاع ثورة شعبية تعم كل انحاء البلاد ليبادر النظام في قمعها بالحل الامني والعسكري وعدم الذهاب الى الحلول الوطنية التي تحمي سوريا من الانزلاق الى الحروب كما هو الوضع اليوم وبالتالي كان شباب الطائفة العلوية وقودا للقمع الذي مارسه نظام الأسد ضد ثورة أهلنا السوريين".
شيعت قرى موالية عدة بريف حماة الغربي أكثر من 100 قتيل خلال شهر نوفمبر الماضي كانوا قد قتلوا بين صفوف قوات النظام في المعارك الدائرة مع الثوار على اكثر من جبهة قتال في البلاد فضلاً عن مصير مجهول لأكثر من 200 عنصر بعد فقدان أهاليهم الاتصال معهم ، وذلك بحسب ما أفاد احد أبناء منطقة مصياف (س.ع ) قائلاً : "في شهر نوفمبر الماضي تسلمت قرى عديدة في قرى تابعة لمنطقة مصياف بريف حماة الغربي عشرات الجثث كانوا قد لقوا حتفهم في مناطق عدة من البلاد جراء المعارك الدائرة وكان اغلب القتلى في مناطق درعا فكان لقرية طير جملة والحيلونة وبعرين والمجوي وكفر عقيد وقرية بيصين نصيب بأكثر من 100 قتيل من ابنائهم في المعارك وتم دفنهم في قراهم ".
حصار مطار دير الزور في الأونة الأخيرة من قبل مقاتلوا تنظيم الدولة الاسلامية واقتحامهم لعدد من النقاط العسكرية المحيطة بالمطار تابعة لقوات النظام وقتلهم لعدد من عناصرها أثار ذلك مخاوف أهالي العسكريين في منطقة مصياف وتحديداً اسر مدينة مصياف على مصير أبنائهم في مطار دير الزور حيث توجهت فعاليات شعبية بتاريخ الثامن من الشهر الحالي الى مبنى مدير المنطقة ضمن حملة احتجاج نادى بعض افرادها بصوت عالي ’’ نريد أبنائنا ’’ .
أما امهات العسكرين فقد طالبن مدير المنطقة بكشف مصير أبنائهم في مطار دير الزور حيث قام المدير حينها بإقناع الاهالي المحتجين بأنه سيجري اتصالاته مع المختصين بهذا الخصوص وفي اليوم الثاني التاسع من سبتمبر دعى شباب من الطائفة الإسماعيلية ذات الاغلبية في منطقة مصياف الى مسيرة احتجاج جابت شوارع مدينة مصياف الرئيسية طالبوا فيها النظام ومؤسساته حماية ابنائهم في مواقعه العسكرية وتأمنيهم من هجمات قوات المعارضة وكشف مصير من انقطع اتصاله عن اهله من العسكريين , لتواجه هذه المسيرة برصاص عناصر الأمن العسكري بالقرب من بوابة مطعم الوراقة في المدينة ليخلف هذا الاجراء الامني عدداً من الجرحى بينهم حالة خطيرة اثر تعرضها لطلق ناري في الرأس بحسب مصادر خاصة .
تحرير وادي الضيف والحامدية المفاجي أتى كالصاعقة على أغلب أهالي قرى ريف حماة الغربي ما أثار أيضاً ذلك حدوث احتجاج كان أقوى مما سبقه من احتجاجات ومطالبات للنظام بحماية أبنائهم في المواقع العسكرية في كل انحاء سوريا ومطالبته بحمايتهم واعادتهم الى ديارهم ان لم يستطيع تقديم الحماية لهم، حيث بادر حينها عشرات المواطنيين من قرى موالية كثيرة بالتوجه الى مطار حماة العسكري ولكن كانت المفاجأة عند حاجز مفرق الرعيدي القريب من بلدة تل سلحب بريف حماة الغربي هي انه عناصر الحاجز منعوا هؤلاء المواطنيين من اكمال مسيرتهم الى مطار حماة العسكري وحصل اطلاق نار متبادل بين الطرفين ليقع ايضاً ثلاثة جرحى من المواطنيين واجبارهم على العودة الى قراهم بعد اعتقال اكثر من 10 مواطنيين اتهموا بإثارة الفوضى في المنطقة .
وما ان يأتي صباح اليوم الثاني 16-12 وبدء وصول جثث قتلى عناصر قوات النظام الى هذه القرى ليبادر عدد من ابنائها في تقديم رسائل عزاء ممزوجة بلهجة انتقاد حاد ضد النظام لعدم قدرته على حماية ابنائهم في الوحدات العسكرية .
وتم رصد حالة اطلاق نار في قرية فورو الموالية بالقرب من بلدة السرمانية بريف حماة حيث بادر احد المواطنيين بإطلاق الناس على احد العناصر الامنيين في القرية بعد وصول نبأء مقتل اخيه في معسكر وادي الضيف .
مصادر من داخل اوساط الطائفة الموالية وتحديداً في قرى ريف حماة الغربي ان أكثر من ثمان ضباط انشقوا عن قوات النظام ومصادر اخرى اكدت مغادرتهم البلاد الى تركيا .
التعليقات (5)