الفضائية السورية وهموم المواطن..!

الفضائية السورية وهموم المواطن..!
برنامج «حديث الناس» جديد الفضائية السورية، فعن ماذا يمكن السوريين أن يتحدثوا هذه الأيام؟

البرنامج «دعوة لاكتشاف القضايا التي تشغل اهتمام الناس» وهي إلى اليوم، بحسب الحلقات، تتعلق بـ «التنجيم وماذا نفعل بطموحاتنا المستقبلية؟» (!)، و«العزوبية» (!) و«الإشاعات» و«مشاكل التاكسي» و«استغلال الأطفال في العمل»...

ولكن، بما أن البرنامج بحسب القائمين عليه يتوقف أيضاً عند «المشكلات التي تواجهنا في البيت والطريق والجامعة والعمل ويعرفنا الى كيفية تجاوزها»، فقد توقف عند قضايا حساسة مثل الرشوة «متى تكشر عن أنيابها ومن يحمي منظومتها؟»، والفساد الاداري «هل يمكن التصدي له؟»، والعلاقة مع المسؤول «من ينقل شكوانا إلى اصحاب القرار؟» مع تساؤل غريب على اسماع السوريين «فمتى تكون هموم المواطن ذاتها هموم ممثليهم في المجالس التشريعية؟»!

في البرنامج ثرثرة ومواعظ تقدمها المذيعة وتأكيدات على أن كل المعضلات التي تطرح مثل الفقر والفساد والرشوة «موجودة في كل مكان وليس فقط في سورية»، مع دعوات للمواطن كي يبذل جهداً شخصياً، فلا شيء غير «العمل ثم العمل ثم العمل لحل المشاكل» وكأن الدولة وأجهزتها غير معنية إلا قليلاً بالأمر.

في الحلقات الأولى كانت مداخلات المشاهدين المباشرة أكثر حضوراً ويفضّل عليها اليوم استطلاع لآرائهم وقراءة تعليقات (مختارة) لهم على مواقع البرنامج. ترد أحياناً تعليقات مباشرة جريئة (في عرف التلفزيون السوري) ينقطع بعدها خط الاتصال فجأة، من نوع «لا فقر في سورية بل فساد ثم فساد» و«الحكومة لا تركز على الرؤوس في قضايا الرشوة»، لكنّ هذه تضيع في خضمّ تعليقات أخرى أكثر تواجداً كأن يقال «فساد؟! لا يوجد فساد في سورية»! و «الفساد ظاهرة «كونية» جزء من الحرب «الكونية» على سورية، والله يعين الجهات المسؤولة»، ويجب «عدم ترك كل شيء على عاتق الدولة»، كما تلقى مسؤولية الوضع الاقتصادي الحالي على «التجار وتوقف التصدير»...

أحاديث البرنامج تغرق في العموميات، فماذا لو سمع حقاً حديث الناس وسمّى المسؤولين بأسمائهم؟ وماذا لو أحضروا مسؤولاً كبيراً وواجهوه بقضية فساد مثلاً طالما يدّعون تغيير سياستهم الإعلامية؟ وماذا لو بحثوا في الاسباب الحقيقية لعدم الشعور بالمواطنة لدى السوريين وعدم ثقتهم بأي مسؤول؟ كما كتب سوري على صفحة البرنامج: «ليش عم توجعوا راسكم بهالحكي، المسؤول لا يهمه المواطن ولا المواطن يعترف بالمسؤول».

مسكين المواطن فهو يتساءل عند مشاهدة البرنامج «حين لا يكون هناك لا كهرباء ولا ماء ولا غاز ولا مازوت شو بينفع هالحكي!» ثم يشعر بأن ليس عليه تحمّل «الأزمة» السورية فحسب، بل مسؤولية معظم ما يجري في أجهزة الدولة.

التعليقات (1)

    اللاعنف

    ·منذ 9 سنوات 4 أشهر
    لك قربت لك قربت انتصار الثورة السورية على الاستبداد والفساد ونظام ال الاسد الارهابي السرطاني الخبيث وسيحاسب من اهانوه وقتل اطفالهم ودمر سوريا من ايران وروسيا والغرب المنافق. الى كل من يساند النظام السوري الارهابي المجرم فهو مجرم مثله. ومن يتهيب صعود الجبال(اي الحرية والديمقراطية) يعش ابد الدهر بين الحفر(اي الخندق والمستنقعات والزبالة والاسبداد والفساد والرشوة) ثم جهنم في دنيا والاخرة
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات