هذه الدعاية، هي ذاتها التي اعتمدتها جماعة الأسد، منذ انطلاقة الثورة، وقبل ظهور "التنظيم"، لتبرير ما قامت به، ولا تزال من جرائم ضد السوريين والإنسانية، بوصفها حرباً على "الإرهاب".
حرب القناعات السياسية!
مصادر "موثوقة". أكدت "لأورينت نت"، أن النجاح النسبي لتلك الدعاية، والتي ساعد تنامي خطر "داعش" في تحقيقه. بدأ بالانحسار داخل أروقة صنع القرار السياسي الغربي، ما يمهد للانقلاب إلى نقيضه.
المصادر، أشارت إلى قلق حقيقي لدى الغرب، من أن يتحول "داعش" فعلاً إلى ناطق باسم السنة، وهو ما اطلق عليه خبراء سياسة أمريكيون مصطلح (سنستان). وأدى إلى تغيير الحسابات والمعادلات السياسية في الفترة القصيرة الماضية، قبل أن تصل النقاشات المطولة إلى قناعة غربية عموماً، وأمريكية خصوصاً، مفادها أن هزيمة "داعش". لا يمكن أن تتم من خلال الضربات الجوية، والعسكرية، أو بإعادة التحالف مع "الأسد _ إيران" كشركاء في الحرب على "الإرهاب". إنما عبر "فك التحالف" بين "التنظيم " وحاضنته السنية في سوريا والعراق.
تلك القناعة. وصلت إلى حد الاعتقاد، بأن التغيير هو بيد السنة دون سواهم. و بالتالي أي انحياز أو تحالف غير معلن مع "طهران – دمشق"، سيؤدي حتماً إلى انفجار التطرف السني. رداً على انحياز الغرب للمعسكر الآخر.
و"بحسب المصادر". أعادت الرؤية الجديدة ،الاعتبار لأهمية إعادة انتاج "السنة" في العملية السياسية، وتقوية المعتدلين، الذين تعرضوا لضربات قاسية، جراء تجاهل الغرب لهم، وغض الطرف عم تعرضوا له على أيدي "الأسد وداعش" معاً، الأمر الذي يمهد في حال استمراره، إلى اختطاف "تنظيم الدولة" للمجتمعات العربية.
وهم الحل السياسي!
لكن الطرح "الجديد القديم"، لا يزال أسير الأمل، بإقناع حلفاء بشار الأسد، بضرورة التخلي عنه، لفتح الطريق أمام جلوس القوى المعتدلة والعلمانية المناهضة "لداعش"، إلى طاولة الحوار مع أطراف آخرى من جماعة الأسد. تُمهد الطريق إلى تنفيذ جنيف1، أو إلى حل سياسي، شبيه بما حدث في العراق "خروج المالكي".
المصادر، ربطت بين الصمت الأمريكي، الذي يعني "الرضى"، بتحركات روسيا الأخيرة في الساحة السورية ، وبالتأييد الأوروبي "لمبادرة" دي مستورا "الإيرانية السورية"، بمعنى إعطاء فرصة جديدة، إما أن تؤدي إلى حل سياسي "، أو وصول حلفاء الأسد إلى قناعة، بأن استمرار تعنته ووجوده، يهدد بعواقب خطيرة على الأمن الإقليمي برمته.
الفشل بداية الحل!
ورغم أن المصادر غير متفائلة. بجدوى التحرك السياسي، بيد أنها تعتقد بأن فشله، ربما ينهي التردد الأمريكي بالتدخل الفاعل لإنهاء الأزمة السورية، إذ لا يستطيع الرئيس أوباما اتباع سياسة "النعامة" ودفن الرأس بالأرض، مع تصاعد الأصوات داخل إدارته، التي تؤكد أنه لا يمكن معالجة تمدد "داعش" في العراق، بمعزل عن الأوضاع في سوريا، والاكتفاء بالضربات الجوية.
كما، ترى المصادر. أن ابواب الحل السياسي في سوريا، لا تزال موصدة، ومفتاحها بيد الإيرانيين، وليس الروس. خاصة مع بروز مؤشرات على وجود تناقضات في المصالح، والرؤية بين حليفي الأسد. وفيما تبدو طهران مصرة على الاحتفاظ بنفوذها الطاغي قي دمشق وبغداد، والمضي في سياسة المقايضات بين ملفها النووي، والحصول على ضمانات لاطلاق يدها اقليمياً. مقابل تخليها عن برنامجها. بالمقابل تسعى موسكو ، إلى "تفكيك" عزلتها الخارجية، على وقع تهاوي صرف "الروبل"، وانهيار أسعار النفط عالمياً.
الصفعة التي تلقاها بشار!
إذاً، ما جدوى الضربة التي تلقتها "دعاية الأسد"، طالما لن تؤدي إلى تغيير موازين القوى في السياسة، والأهم على الأرض؟!.
تُشدد المصادر، على عدم الاستخفاف بما حدث. إذ كاد "بشار" أن يستعيد شرعيته المفقودة "دولياً"، وأن يتحول من رجل "منبوذ"، ومتهم بارتكاب جرائم حرب، من قبل منظمات تابعة للأمم المتحدة، إلى شريك قوي في الحرب على "الإرهاب"، وبعد أن كانت فكرة التعاون معه غير ورادة أخلاقياً للتداول في الصحافة، تعالت أصوات هامة على مدار العام الحالي، لاعادة التنسيق معه بصفته أهون الشرور، وهو ما حاول بشار الترويج له منذ الأيام الأولى للثورة ضده، ومكمن الخطورة، هو بالنجاح، في استمالة صحفيين مؤئرين، وشخصيات سياسية هامة لهذا الرأي. منهم السفير الأمريكي الأسبق في سوريا راين كروكر، الذي كتب داعياً "للتفكير بمستقبل مع بشار وليس من دونه".
تتابع المصادر، سقوط هذا الطرح من مداولات أروقة السياسة الأمريكية، وصناعها.يعتبر انتصاراً مهماً بحد ذاته، وفشلاً ذريعاً، لسياسة (التغيير من تحت بدلاً من فوق)، التي تم الترويج لها بذكاء، و تُجسدها مبادرة المبعوث الدولي دي ميستورا.
خيبة أمريكية من الإخوان!
اللافت، ما كشفته المصادر، ولأول مرة. عن أن خيبة الإدارة الأمريكية، من الأداء السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين"، وفشلها في التعبير عن "الاعتدال السني"، كان له دوراً حاسماً في تردد الإدارة الأمريكية بدعم المعارضة المعتدلة بالسلاح.
تُضيف المصادر، عولت واشنطن في البداية على "الجماعة"، لتلعب دوراً محورياً بإدارة التحولات الجارية ، نظراً لما تملكه من تاريخ في العمل السياسي. يجعل من وجودها ضمانة للأقليات والمُعتدلين، وعامل طارد لتسسلل وسيطرة المتطرفين.
ووفقاَ للمصادر، لكن واشنطن ضاقت ذرعاً، بانغماس الجماعة كلياً في محاولة الاستحواذ على الثورة سياسياً، من خلال سيطرتها على المجلس الوطني، ولاحقاً الائتلاف والحكومة المؤقتة. وعسكرياً عبر تمويلها كتائب مقاتلة تابعة لها مباشرة. وتعمل لحساباتها السياسية الخاصة. فضلاً عن انخراطها في التحالفات والتجاذبات السياسية والإقليمية. ما ساهم في زيادة حدة التناقضات بين حلفاء الثورة السورية أنفسهم، وعمق الانقسامات داخل المعارضة، إضافة إلى بث المزيد من التشرذم في صفوف الجيش الحر.
التعليقات (9)