- الفريق الأول يتحالف فيه ميشيل كيلو وبرهان غليون و٧ من الكتلة الديمقراطية العلمانية مع الأخوان المسلمين مع ١٣ من ممثلي هيئة الأركان ( النسخة الثانية المعدلة محل الخلاف ) مع ١٩من أعضاء المجلس الوطني بينهم ٥ من الحراك الثوري.
- الفريق الثاني يتحالف فيه أنصار الجربا من الديمقراطيين و ٩ من الديمقراطيين مع السلفيين ( النسخة الأمريكية برئاسة عماد الدين رشيد) مع ١١ من جماعة مصطفى الصباغ ( المجالس المحلية ) و١٤ من أعضاء المجلس الوطني السوري بينهم ٤ من الحراك الثوري مع ٩ من أعضاء المجلس الكردي.
انقسام أم انقسامات؟!
من المنطقي التساؤل على ماذا يختلف أعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية طالما أن اجتماعاتهم تمتد لأكثر من اجتماعات برلماني الهند والصين معاً، وطالما أن صراخهم يصل إلى أقاصي المعمورة، وطالما أن العالم كله لم يجمع على شيء إلا على عبارة : المعارضة السورية منقسمة
على أي شيء هي منقسمة؟ وكيف يمكن رأب هذا الصدع رحمة بالشعب السوري المنكوب ؟؟
الحقيقة أن إنقسام المعارضة السورية في الائتلاف الوطني ليس انقساماً واحداً، بل هو انقسامات، ويمكن النظر إليه ( طالما أن الموضوع محاولة لفهم ظاهرة فريدة )، على أنه انقسام واحد ولكنه يتغير بصورة متواصلة سواء من حيث أطرافه أو محل الخلاف
والحقيقة أن الإنقسام أو الخلاف داخل الائتلاف حالة دائمة، لم يمر يوم واحد على الائتلاف إلا وهو منقسم، ومن غير المتوقع أن يأتي عليه يوم لا يكون فيه منقسماً
اختلافات لم يتعارف عليها البشر!
من العجائب التي لا تكاد تصدق أن الائتلافيين لا يختلفون على ما يختلف عليه البشر العاديون، ولا البرلمانات ولا الأحزاب الطبيعية... فالائتلاف ليس منقسماً بين يمين ويسار ووسط كما هي كل برلمانات الدنيا، لأن عدد اليساريين في الائتلاف قليل، ولأن نسبة كبيرة من الأعضاء لا يعرفون ماهو الفرق بين اليمين واليسار، ولا ما هو تعريف كل منهما.
ولم يحصل قط أن انقسم الائتلاف لأسباب دينية، لا بين مسلمين ومسيحيين، ولا بين سنة وشيعة، ولا بين أغلبية وأقليات دينية، ولا بين متدينين وعلمانيين، لم يحصل هذا ولا ذاك ولا مرة واحدة
ولم يحصل أبداً أن انقسم الائتلاف لأسباب قومية، سواء بين عرب وأكراد، أو بين عرب وغير عرب . لم يحصل هذا أبداًولم ينقسم الائتلاف ولا مرة على أسس مناطقية، فالتنافس المتأصل بين دمشق وحلب على تصدر المشهد السياسي والإقتصادي، لا وجود له على الإطلاق داخل الائتلاف الوطني السوري.
ولا يختلف الائتلافيون على الحدث الأكبر في تاريخ سورية، والذي منح الائتلاف اسمه وسبب وجوده، ألا وهو الثورة . لم يحصل قط أن انقسم أو اختلف أعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة حول الثورة، لا لأنهم متفقون على كل شيء فيها، وإنما بسبب عدم الاهتمام . فلا يناقش الائتلاف سبل دعم الثورة ولا سبل إنهائها، ولا يناقشون قضاياها الكبرى مثل تفضيل العمل العسكري على السلمي أو العكس، ولا يبحثون سبل قيادتها على الأرض ولا يتنافسون على ذلك.
وبخلاف الانطباع السائد على أن الائتلاف نصفه يتبع السعودية والنصف الآخر يتبع قطر، فإن من يتلقون دعماً وتوجيهات من قطر لا يزيدون عن ١٥ ٪ من مجمل أعضاء الائتلاف، أما من يتبعون السعودية فيزيدون عن ذلك قليلاً فقط. هذا مع العلم أن الدولتين لا تختلفان في القضايا الكبرى، ودورهما في الملف السوري محكوم بمواقف دولية، وخطوط حمر ، وقد حصل أكثر من مرة أن كان المحسوبون على قطر والسعودية في صف واحد (كما حصل في انتخاب هادي البحرة وفي نزع الثقة عن الحكومة المؤقتة)، وإن كان اختلاف الطرفين أكثر من اتفاقهما، وهو أكثر تأثيراً في حال الاختلاف منه في حال الاتفاق...
وطبعاً لا ينقسم الائتلاف لا بناء على العمر، ولا الجنس، ولا المستوى التعليمي أو الثقافي، ولا المستوى المادي، ولا الانتماء إلى الداخل والخارج
وهكذا فإن الائتلاف منقسم دائماً إلى قسمين يتبدلان باستمرار ويتنقل الأعضاء وتتنقل الكتل والتجمعات بينهما باستمرار، لكنه يوجد دائماً في القسمين إسلاميون، وفي القسمين علمانيون، وفي القسمين أنصار للسلمية وأنصار للعسكرة، وفي القسمين عرب وغير عرب، وفي القسمين شباب ونساء وشيوخ، وفي القسمين فقراء وأغنياء، وفي الطرفين محسوبون على الداخل ( من هم على صلة دائمة بالداخل أو حديثو هجرة من الداخل)، وفي الطرفين معارضة أمضت جل عمرها في الخارج
انقسام من أجل الانقسام فقط!
إذن لماذا، وعلى ماذا، يختلف وينقسم أعضاء الائتلاف ؟؟ الحقيقة أن الأمر غير مفهوم تماماً ولا مبرر، فهناك رغبة خفية قوية تدفع الاعضاء للاختلاف والانقسام بصورة دائمة.
التشاحن والأنا والموقف الشخصي هي أكبر محرك لمواقف الأعضاء، فالكتلة الديمقراطية ( المفترض أنها كتلة المثقفين العلمانيين المدعومين من أمريكا والغرب ) كانت موحدة وقوية جداً، لكن خلافا شخصياً بين ميشيل كيلو وأحمد الجربا فتت الكتلة إلى قسمين ثم إلى ثلاثة أقسام متعادية ومتصارعة كلياً .
وتلعب المصالح الخفية والمكاسب دوراً لا بأس به، فيما يحظى تولي المناصب والحصول على ألقاب بإهتمام الجميع ، ويؤثر بعمق على مواقفهم .
أما الكتلة الكردية فإنها تأخذ مواقفها بناء على اعتبار واحد ووحيد هو المكاسب التي تتحقق لمناطق تواجد أعضائها في الحسكة وريف حلب، وتسجيل المواقف التي ترضي عواطف الجمهور، وجمهورها هو حصراً أكراد الحسكة وريف حلب الشمالي .
تاريخ الانقسام الأول!
أول انقسام في الائتلاف كان بين أعضاء الائتلاف القادمين من المجلس الوطني والاعضاء القادمين من خارجه، سببه الغصة التي ظلت في حلق المجلسيين الذين يشعرون بأن الائتلاف سرق منهم انفرادهم بتمثيل المعارضة .
ثم صار الانقسام على متابعة مبادرات معاذ الخطيب البهلوانية وإستقالاته الاستعراضية، ثم على تشكيل حكومة مؤقتة أو حكومة في المنفى أم لا .
وتظل الإنقسامات الأعظم على تولي المناصب، أولها على تولي الجربا ثم على التجديد له ثم على خلافته. وآخر على تسمية رئيس الحكومة المؤقتة ثم عزله ثم إعادة تكلفه.
ويظل الاعضاء يقفزون من كتلة لكتلة ، ومن قسم لقسم ، لدرجة يصعب متابعتها، ويصعب معها تصديق كل التسميات التي يطلقها الاعضاء على أنفسهم : حزب ، كتلة ، تيار ، تجمع.. فالتحالفات الهشة قصيرة العمر هي في الحقية أقرب للشلة ،أو "القعدة" إن لم نقل العصابة.
الاختلاف على حضور جنيف يكاد يكون الاختلاف الوحيد ذي المضمون السياسي، وإن كان ترافق مع تنافس انتخابي حاد، سمح للفريق المؤيد لجنيف باتهام الفريق الآخر بأن اعتراضه على جنيف هو ستار لاخفاء عدم قبول الخسارة الانتخابية .
التعليقات (30)