يتنقل الاهتمام الرسمي والشعبي "بالتفاصيل الداعشية"، من الوحشية العسكرية إلى الرومانسية والحب، وما بينهما من تناقض، بكل يسر وسهولة. منها حرف الأضواء، وتسليطها علىجميلي الطلعة، من عناصر التنظيم، أو ما يسمى "الدونجوانات" بالافرنجي.
فتى داعش الوسيم!
حين يطل شاكر وهيب، أبو القائد "أبو وهيب"، كما يُطلق عليه عناصر "داعش". تنفطر قلوب العذارى. بل إن بعضهن، لم يتورعن عن مغادرة خجلهن، من خلال تغريدات غزل وإعجاب "بفتى داعش الوسيم"، وفقاً لتسمية بعض وسائل الإعلام.
لا يظهر "أبو وهيب" علناً في الشوارع، كما يفعل نجوم "هوليود" ومشاهيرها. إنما عبر صور، وأشرطة فيديو. دأب تنظيم "الدولة الإسلامية" على نشرها في نوافذه للتواصل الإجتماعي، ومواقعه الإعلامية.
ما من إطلالة "للقائد" اعتباطية، أو تمت بالمُصادفة. بل هي مدروسة ومُخرجة على الطريقة الهوليودية. وسامة لافتة. نظافة حاضرة. لحية مُشذبة بعناية. وجه صافٍ. ابتسامة خجولة. الأهم نظرة حالمة، تحاكي نموذج "البطل الأسطوري الوسيم والغامض".
في أحد أشرطة الفيديو. يظهر أبو وهيب، مرتدياً قبعة. تشبه قبعة الثائر الماركسي الشهير "تشي غيفارا". برفقة مجموعة من مقاتلي التنظيم الخليجيين، كانوا يرددون أغنية داخل منزل محافظ الموصل "أثيل النجيفي، فيما القائد الوسيم. يجلس في مكان مرتفع قليلاً عنهم. راسماً على شفتيه ابتسامة لطيفة، ومُطلقاً من عينيه نظرة سينمائية.
فارس يثور ثأراً لحبيبته!
لم يحظ "وهيب" وحده بالشهرة، بين النواعم المعجبات بفحول "داعش"، إذ ذاع مؤخراً، صيت أنس جركس، المعروف بأبي علي الشيشاني، إثر احتجاز السلطات اللبنانية لزوجته علا العقيلي "22" عاماً.
بدا "الشيشاني" في شريط الفيديو. أشبه بالفارس الذي ثار لحبيبته، منه إلى المقاتل المتشدد. فارس لا يتردد علناً في تهديد لبنان بأكمله جيشاً وميليشيات، من الثأر لاحتجاز "الحبيبة الزوجة".
"جركس"، سوري من أصول شركسية. لذا لقب "بالشيشاني"، و هو من سكان مدينة القصير "سابقاً". قاد كتيبة "درع الإسلام"، ثم بايع البغدادي لاقامة دولة "الخلافة"، على منهاج النبوة. وتُعرف الكتيبة اليوم باسم "كتيبة الشيشاني". يُقدر عدد عناصرها بنحو "30" عنصراً. يتمركزون في جرود القلمون، على الحدود السورية اللبنانية، بالقرب من منطقة "وادي ميرا".
"غريب" يُطيح بقلب شاعرة داعش!
لا تقل حكاية "أبو أسامة الغريب" إثارة"، ويكفي أن وسامته أطاحت بقلب شاعرة "داعش" أحلام النصر، من نظرة واحدة، لا أحد يعرف إذا ما كانت النظرة حية، أم صورة فوتوغراف، أم لقطة من شريط فيديو. قبل أن يتكلل "الغرام الشرعي" بعقد قران الوسيم على الشاعرة ، في المحكمة الشرعية بالرقة.
حياة "الغريب" غريبة بمجملها. حيث نشأ في النمسا، وسُجن فيها، لينتقل بعدها للإقامة في مدينة "سولنجين" غرب ألمانيا، ويتحول إلى أحد رموز مسجد "ملة إبراهيم" في مدينته، ليلعب لاحقاً دوراً كبيراً، في توحيد صفوف الشباب السلفيين، في عموم ولاية الراين الألمانية.
كان السجن ملازماً للغريب في ألمانيا، زاره عدة مرات، ودخله أيضاً في تركيا، بعد الانتقال إليها، تمهيداً لدخوله الأراضي السورية. إلى حين الافرج عنه بصفقة التبادل، التي خرج بموجبها رهائن أتراك لدى التنظيم مقابل "جهاديين" مُحتجزين لدى السلطات التركية.
معشوق النساء!
ربما، لا يملك أبو عمر الشيشاني تاريخاً في "الجهاد"، ويسود الاعتقاد، بأن سوريا هي البلد الأول، الذي يحارب فيه "كمجاهد". لكنه يمتلك وسامة ربانية. جعلته يحصد لقب " معشوق نساء التنظيم".
اللافت، أن "الشيشاني"، انتقل من مقاتل في صفوف الجيش الجورجي عام 2008، إلى القتال في سوريا، وتمكن خلال زمن قياسي من التحول، إلى واحد من أهم القادة العسكريين الأجانب، مسؤول "داعش" العسكري في الشمال منذ 2013، كما يترأس جيش "المهاجرين والأنصار". الذي بايع "داعش" بيعة حرب.
الصورة ونقيضها!
لعل. الأكثر إثارة، أن الصور وأشرطة الفيديو، وحكايات أصحابها، التي يجري تداولها على نطاق واسع. تُناقض كلياً. الصورة النمطية، التي حاولت وسائل الإعلام المختلفة، رسمها لعناصر "داعش"، وترسيخها عنهم، كمخلوقات هاربة من عصور متوحشة، وهذه صورة. ساهمت تصرفات التنظيم، ووحشيته. خصوصاً بجز الرؤوس، وصلب الضحايا، في تكريسها.
التعليقات (5)