أسرار الأسطول الجوي وطائرات الشخصيات الهامة عند النظام!

إضافة لأسطوله الضخم من الطائرات العسكرية وطائرات الشحن العسكري مثل (الاليوشن والانتونوف)، يمتلك نظام الأسد مجموعة من الطائرات النفاثة المدنية التي خصص قسم منها لنقل المسافرين والشحن الجوي، وبعضها الآخر لنقل كبار الشخصيات في النظام ونقل رأس النظام و مبعوثيه خارج سوريا الى الدول الاخرى.

عدد وحالة الطائرات المدنية النفاثة الموجودة عند النظام يشوبها الكثير من التشويش والغموض، فهو لا يعطي تفاصيل كافية عنها وعن أنواعها و حالتها التشغيلية ولا حتى تبريرات منطقية لأي مشاكل تصادفها، فمثلا عند تعرض احدى طائراته Airbus A320 لإصابة وتمزق القسم العلوي من ذيلها (عمريت ذات التسجيل YK-AKF) ادعى النظام أنها اصطدمت بطائرة مروحية، وأعلن بعد فترة عن إصلاح الطائرة المدنية المصابة وعودتها للخدمة، عدا عن تسجيل عدد من الإصابات المباشرة في طائراته المدنية والتي لم يعترف بها ولم يذكرها.

الخطوط الجوية السورية:

أو ما يعرف بالسورية للطيران وهي الشركة المشغلة للطائرات المدنية في سوريا، والتي يعود إليها أسطول الطائرات الموجود لدى النظام، ويتبع لها على الرغم من أنها فعليا تحت سيطرة القوى الجوية للنظام بشكل مباشر، و تعمل كرديف لها حاليا و بالتنسيق معها، وهي المسؤولة نظريا عن تشغيل المطارات المدنية في سوريا، وحتى طائرات الشخصيات الهامة.

وقد انحسر نشاط الشركة بشكل كبير خلال الثورة، وقد تكون الوجهات الوحيدة التي زاد النشاط إليها هي إيران و العراق.

تشغل الشركة أساساً طائرات إيرباص ( Airbus A320-232 ) وطائرات بوينغ (Boeing 727 / Boeing 747SP-94) إضافة لعدة أنواع أخرى مثل (توبول Tu-134 و ATR 72-500 الفرنسية الإيطالية ) وقد واجهت طائرات البوينغ مشاكل كبيرة بسبب الحظر على النظام، وتقبع الآن معظم طائرات البوينغ المملوكة للنظام في التخزين، وهي غير مستثمرة لعدة أسباب أولها النقص الشديد في قطع الغيار والثاني هو الانخفاض الشديد في عدد الرحلات، ففعلياً لم يعد النظام يسير الكثير من الرحلات المدنية وتعرضت كل المطارات لديه للتوقيف سواء الدائم أو المتقطع و آخرها مطار دير الزور المدني، الذي توقف عن استقبال الطائرات المدنية منذ فترة طويلة، وانحصر نشاطه على طائرات الشحن العسكري (قد يكون أقل مطاراته المدنية تأثراً هو مطار القامشلي ومطار اللاذقية) حتى أن عدد الطائرات العاملة لدى الشركة تباين بين فترة و أخرى حتى وصل في إحدى المراحل في عام 2010 إلى أربع طائرات فعالة فقط (حالياً تدعي الشركة امتلاكها لثماني طائرات قيد التشغيل).

طائرات الشخصيات الهامة:

إضافة لما سبق ذكره يمتلك النظام عدداً كبيراً من الطائرات التي (تقدم خدمات لرجال الأعمال وكبار الشخصيات والعملاء الخاصين ولا تقدم خدمات تجارية) حسب الشرح المدون عنها في الموقع الرسمي للشركة.

ويفهم من هذه العبارة أنها طائرات مخصصة لكبار الشخصيات في النظام فقط، و هذا ما تثبته الصور و الفيديوهات التي تظهر عناصر النظام وكبار شخصياته سواء رأس النظام أو وزير خارجيته أو رئيس وزرائه يستخدمون هذه الطائرات في تنقلاتهم خارج سوريا، و تظهر في صور وفيديوهات الاستقبالات الرسمية التي تتم لهم من قبل مستقبليهم.

وندرج فيما يلي أنواع هذه الطائرات ومميزاتها:

Falcon 900 (فالكون 9000)

وهي طائرة فرنسية حديثة من إنتاج شركة (Dassault Aviation) سعتها 19 راكباً و طاقمها شخصان، تحتوي ثلاثة محركات نفاثة تتوضع عند ذيل الطائرة بشكل مثلث (يتم تمييزها عن باقي الأنواع عن طريقها ) تبلغ سرعتها بحدود 950 كم \سا (السرعة المعتادة للتحليق ) و يبلغ مداها التشغيلي 7400 كم تقريباً و تطير بإرتفاع حتى 15 كم، ويمتلك النظام واحدة فقط و يعتقد أنها مخصصة لرأس النظام، تحمل التعيين (YK-ASC) وقد بني منها فقط 250 طائرة على مستوى العالم، و هي فخمة و مخصصة لكبار رجال الأعمال و الأثرياء في العالم، و يعتقد أن رأس النظام مع عائلته التقط عدداً من الصور التذكارية بداخلها نشرت في وسائل الاعلام الأوربية، و في الصور تظهر مستوى فخامة الطائرة و تجهيزاتها، و لا يعرف على وجه التحديد نموذج تجهيزات السلامة المرفقة بها، أو احتوائها على تجهيزات تشويش على الصواريخ الحرارية أو إنذار أو غيرها.

لهذه الطائرة قاعدتان أساسيتان (مطار المزة و مطار اللاذقية) وتظهر صور (google earth) وجودها في مطار اللاذقية في فترات سابقة بجانب طائرات أخرى.

وظهرت هذه الطائرة خلال زيارات عديدة لرأس النظام إلى عدة دول من بينها إيران و يبدو أنه يستخدمها للرحلات القصيرة، وتتسع لعدد من المرافقين سواء من أفراد النظام وأعضاء الحكومة أو الصحفيين (يذكر أن رئيسة مالاوي باعت طائرتها من نفس النوع بمبلغ 15 مليون دولار لإطعام شعبها في حين أن الرئيس السابق لها اشتراها بمبلغ 22 مليونا).

Falcon 20 ( فالكون 20)

وهي كذلك طائرة فرنسية لكنها أقدم من Falcon 900 وسعتها بين 8 إلى 14 شخصاً وطاقم من شخصين، وتمتلك محركين نفاثين على جانبي الذيل ومنظر الذيل المميز يسهل تمييزها عن أنواع أخرى مشابهة، قد بني منها بحدود 500 طائرة فقط على مستوى العالم، وهي كذلك طائرة لكبار رجال الاعمال و الاثرياء، و تبلغ سرعة الطيران المعتادة بها 750 كم\سا و يصل مداها التشغيلي حتى 3350 كم وتطير بارتفاع حتى 12800 متراً، يمتلك النظام منها طائرتين تحمل إحداها التعيين YK-ASB و الأخرى YK-ASA (تشير سجلات السلامة الجوية إلى تعرض هذه الطائرة إلى حادث في 2008 وتم اصلاحها وإعادتها للعمل) ويعتقد أن إحداها مخصصة لوزير الخارجية وليد المعلم، و شوهدت في مراسم الاستقبال الرسمية في أكثر من زيارة له و بخاصة خلال زيارته للعراق في شهر آذار 2009، وهناك فيديو لإقلاعها من مطار المزة بتاريخ 11\9\2013، ويذكر أن الشركة السورية للطيران أعلنت أنها وضعت إحدى طائرتيها للتأجير الساعي في الرحلات الداخلية مع عدم ذكر أي تفاصيل أخرى.

Yak-40 (ياكولوف 40)

وهي طائرات سوفيتية ذات ثلاثة محركات عند الذيل، و يتم تمييزها عن (الفالكون Falcon 900) من شكل الذيل و ميله و عدد النوافذ، و يتكون طاقمها من طيارين و مهندس و حمولتها القصوى 32 راكباً، سرعتها القصوى 550 كم\سا و مدى طيرانها 1800 كم (مخصصة للرحلات القصيرة و الاقليمية فقط ) و تطير بارتفاع 8 كم صنع منها حوالي 1000 قطع على مستوى العالم، و يملك النظام ستة منها لا يعرف تماماً حالتها الفنية لكن شوهدت في أكثر من مناسبة و منها زيارة وليد المعلم الى العراق 2013 و تعرضت إحداها لإصابات مباشرة عند هبوطها في مطار دير الزور في كانون الثاني 2013 بنيران مضاد أرضي وذكرت بعض الروايات أنها انفجرت بعد وصولها للأرض (مع عدم وجود تأكيد على ذلك)، وعندما أراد النظام الإعلان عن إعادة فتح مطار حلب في كانون الثاني 2014 أرسل طائرة من هذا النوع ( تحمل التعيين YK-SQG ) وصور هبوطها ويلاحظ أن كل الركاب على متن الطائرة هم جنود وشبان في عمر الخدمة العسكرية.

يمتلك النظام طائرات yak 42 )) المشتقة من هذه الطائرة لكن لا يعرف دورها تماماً، فالنظام يقوم بطلاء كل طائراته المدنية بألوان السورية للطيران و يعطيها تعيينات و لا يمكن فعلياً تمييز الأدوار بين طائراته المدنية و طائرات الشحن العسكري ، في حين تعلن الشركة السورية للطيران عن تبعية ثماني طائرات لها فقط.

AS365 Dauphin أو (دوفين):

وهي مروحية فرنسية الصناعة تنتجها مجموعة من الشركات، وهي مروحية بمروحة رئيسية رباعية الأنصال و محركين توربينيين، طاقمها شخصان و تحمل 11 راكباً، تسير بسرعة قصوى 305 كم/ سا و مداها يصل حتى 825 كم، وأهم ميزاتها سقف الارتفاع الكبير الذي تصله والبالغ 5850 متراً، وفي معظم دول العالم تستخدم لأعمال الإنقاذ بحكم متانتها العالية و قدرتها على العمل في الظروف الجوية الصعبة، و هي أقل الطائرات مشاهدةً في سوريا، و بالكاد يوجد لها فيديوهات (هناك فيديو يوثق طيرانها فوق داريا بتاريخ 12 آذار 2012) وتنتشر أحياناً بعض الأخبار عن اقلاعها أو هبوطها في مطار المزة العسكري و مطار اللاذقية (يوجد لها صورة في مطار اللاذقية على google earth ) ويرتبط ذلك بالوضع الميداني بحكم ترجيح ارتباط هذه الطائرة بعائلة رأس النظام بشكل مباشر (عدد الطائرات التي يمتلكها النظام من هذا النوع غير محدد بدقة و لكن يرجح أنه طائرة وحدة أو طائرتين فقط)، لونها الأبيض مع البطن الأزرق قد يدل على رغبة بتمويهها بشكل يوحي أنها من طائرات UN، وتحمل شعاراً صغيراً للشركة السورية للطيران على الذيل و يبلغ ثمن القطعة الواحدة 10 ملايين دولار، و يعتقد أن النظام أضاف إليها مجموعة من إجراءات الحماية والإنذار من الصورايخ المضادة للطائرات وغيرها.

Tu-134 (توبوليف 134)

وهي طائرة نفاثة سوفيتية الصناعة ثنائية المحرك، يتواجد محركاها على جانبي الذيل و تتميز بشكل أجنحتها المثلث و ذيلها، بني منها حوالي 852 حول العالم طاقمها خمسة أشخاص و تتسع لحوالي 84 شخصا، وتطير بسرعة 900 كم \سا، مداها بحدود 3000 كم و بارتفاع 12كم، يملك النظام أربعة منها يعتقد أن واحدة فقط لاتزال في الخدمة، و شوهدت مؤخراً عند زيارة رئيس وزراء النظام الى ايران، و كانت هي طائرة الوفد السوري إلى مؤتمر(جنيف2) بداية 22\1\2014 ( تحمل التعيين YK-AYE ).

عدد كبير فعلياً من الطائرات تصنف على أنها طائرات خاصة يمتلكها النظام قد يفوق العشر طائرات، تكلفة شرائها وتكاليف صيانتها الباهظة وتدريب الطيارين (المختارين بعناية) عليها، كلها تعتبر عبئاً على الشعب السوري وتدفع من أمواله و دمه بدون أن يكون لها أي معنى سوى رفاهية رأس النظام وحاشيته.