هذه التصريحات الغريبة والعجيبة والتي تثير السخرية اللاذعة من نظام باع كرامته وشعبه وأرض بلده فقط لكي يستمر في الحكم، حتى بات مؤيدي النظام وأنصاره قبل أعدائه، يتندرون على مقولته المشهورة بعد كل غارة اسرائيلية : "الرد المناسب في الوقت المناسب" التي تعاني من عوز مناعي حاد كما يبدو... لأنه لم يرد لا بالوقت المناسب ولا غير المناسب، لكنها كانت تصريحات إعلامية نارية كمحاولة يائسة لحفظ ماء الوجه السياسي تجاه العالم .
التصريحات الأخيرة أفادت بأن إسرائيل هي بعملها الأخير لضرب السلاح الروسي المرسل للنظام أنما هي تنتقم لقتلى داعش في دير الزور، أي تناقض صارخ هذا الذي بثه الاعلام السوري الذي وصل إلى مرحلة المضحكة والمسخرة، أليس النظام السوري نفسه ادعى أنه جاهز للتحالف الدولي لضرب داعش والنظام نفسه يتهم التحالف الدولي بأنه حليف وداعم لإسرائيل ، ولنفترض أن مئات لا بل آلاف القتلى من داعش قد سقطوا في سورية هل يكون جواب النظام السوري هو بتصريحات إعلامية خلبية مخزية ومخجلة وضعيفة جدا ، وصلت إلى مستوى الجنون السياسي ، وهذه هي المقولة الجديدة التي اكتشفها النظام سوري بعد أن أضحى الرجل المريض في منطقة الشرق الأوسط فاقدا لكل مقومات البقاء، يصارع سكرات الموت التي لا بد ستنهيه من جذوره، حتى وان بدت لحظة لفظ أنفاسه مجهولة في المدى القريب!
روسيا التي ترسل كل فترة بسلاحها للنظام لتأتي اسرائيل لتضربه، روسيا صاحبة الفيتو دفاعا عن الشعب السوري كما تدعي تصمت كثيرا إلى درجة الخرس السياسي إزاء الضربات الإسرائيلة الموجهة ضد النظام السوري، إن روسيا بهذا السلوك المريب والمثير للشكوك والشبهات تبين بصورة جلية خدمتها لأعداء الشعب السوري ابتداء من النظام ومرورا بإيران و داعش وانتهاء بإسرائيل ومن لف لفهم
لا يمكن لهذه التصريحات السورية من – ولم تكن – أن تقنع أحدا من الشعب السوري وحتى مؤيدي النظام ، إن الربط بين داعش واسرائيل ربط هش وضعيف جدا في ظل انتهاك حرمات الأجواء السورية من قوى التحالف الدولي وإسرائيل نفسها، وترك النظام حيا يرزق على دم الشعب السوري ومعاناته وهجراته وجراحاته العديدة . بعد حقبة استبداد مظلمة وقاسية جدا لم يعرفه التاريخ المعاصر حتى اليوم.
الآن وصل النظام السوري إلى المرحلة الأخيرة من الجنون السياسي بعد أن فقد منظومة كاملة من الشعارات الرنانة الطنانة والبراقة التي كانت تخدع العديد من البسطاء من الشعب السوري، والعديد من مريدي الأيديولوجية القومجية الشعاراتية المحمومة.
انتهى عصر التصريحات النارية ودخلنا الآن في لحظة تصريحات الجنون لسياسي للنظام السوري، وهذه هي إشارة قوية إيذانا بالسقوط المدوي والكبير لهذا النظام والدخول في مرحلة ما بعد بشار الأسد مع بقاء تأثيرات حقبة الاستبداد المقيت وبقايا آثار التخريب الكبير والمستر ضد الثورة السورية المجيدة.
* كاتب كردي سوري
التعليقات (0)