موظفو دولة الأسد ما بين التشبيح أو الموت تحت التعذيب!

موظفو دولة الأسد ما بين التشبيح أو الموت تحت التعذيب!
رغم قلة الراتب الذي يحصل عليه أبو سمير الموظف القديم في التأمينات الاجتماعية والي له خدمة تتجاوز العشرين عاماً في مكتبه البارد والرث إلا أنه لا يريد التخلي عن الـ 25000 ليرة التي يتقاضاها في أول كل شهر فهي على رأيه تحميه من مد يده للناس، وتجعله قادراً على أن يدفع على ألأقل قسط الغسالة التي سجل عليها بضمانة راتبه الشحيح.

في الساعة الثالثة يخرج الموظفون لينتظروا الباصات التي تقلهم إلى أقرب نقاط توصلهم إلى بيوتهم فلم تعد كل الخطوط مؤمنة باستثناء الأماكن التي تسيطر عليها السلطة فهي توصل موظفيها إلى أماكن سكنهم، وقد تم استهداف الكثيرين منهم في بداية الأحداث مع حوادث بسيطة تقع أحياناً في الفترة الأخيرة، وعن هذه الاستهداف تقول سوسن: نحن لا ذنب لنا في النهاية نحن نخدم مواطناً يراجع من أجل خدماته، ولا نحمل سلاحاً.

في الطرف الآخر يقول أحد الموظفين المستقيلين من مديرية هاتف دمشق: تركت العمل لأسباب عدة أهمها أنه طلب منا في بداية الأحداث أن نخرج لضرب المتظاهرين أيام الجمعة حين خروجهم من الصلاة، ومات كثير من عمال النظافة وبعض عمال الشركات الذي تم تهديهم إما الخروج أو الفصل.

أحد الممرضين في مشفى المواساة استقال لأنه لم يعد يحتمل مناظر القتل والدماء، والمشرحة التي امتلأت عم بكرة أبيها بعد اقتحام (داريا) ومناظر الأطفال المقطعين، والنساء التي قتلت بقلب بارد، وفي هذا اليوم تم إحضار عشرات الجثث، ولا ينسى خالد منظر جيران ومعارف تم إحضار جثثهم من معضمية الشام في أحد الأيام.

في مبنى اتحاد العمال كانوا يجمعوننا يوم الجمعة، وقال لنا أحد أعضاء المكتب التنفيذي، وحالياً أحد المرشحين لرئاسة الاتحاد العام (جمال القادري): (هؤلاء المندسين هم خونة ومجرمون، ودفع لهم مقابل التظاهر، والقيادة وعدت بمنحكم مكافآت وحوافز)... هذا ما قاله رامز أحد عمال الحداثق في المحافظة.... يتابع رامز: مات عدد من العمال وتم اعتقال الكثيرين ممن رفضوا الخروج، وبعضهم خرج ميتاً تحت التعذيب، ولم يحصل من خرج سوى على سندويشة (فلافل) و1000 ليرة ثم بدأت تتقلص إلى 200 ليرة كل يوم جمعة أو إعفاء من الدوام ليوم واحد.

كثر من عمال الدولة غادروا البلاد بإجازات خارجية ولم يعودوا، وقد تم فصل أغلبهم، وبعضهم مات في المعتقل، ومن بقي إما خائف أو شريك في القتل وليس لديه من وسيلة عيش أخرى، وقد قام النظام بحملة تعيينات كبيرة بحجة أبناء الشهداء ونقص الكوادر لكثير من أتباعه الذين يمارسون التشبيح والقتل علانية ويخرج بعضهم لحمل السلاح مع اللجان الشعبية والجيش في أماكن الصراع، وجزء يراها فرصة لزيادة فساده وجمع الأموال ليوم يعتقد أنه بات قريباً لنهايةهذا النظام الذي يسيطر على الدولة ومؤسساتها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات