*ترجمة: منصور العمري - أورينت نت
ربما لن يكون رحيل تشاك هيجل* وزير الدفاع الأمريكي ذو تأثير كبير على استراتيجية الإدارة الأمريكية بمراحلها الثلاث لمحاربة داعش في العراق وسوريا التي من المتوقع أن تستغرق سنوات. وكان هيغل أثار تساؤلات حول عدم وجود استراتيجية مركّزة تجاه النظام السوري بشار الأسد، ولكن ليس حول قرار الرئيس بأن القوات الأمريكية التي أرسلت إلى العراق لن تكون بمثابة قوات قتالية.
بعد اعلان الاستقالة اتجه أنصار المجموعة الإرهابية داعش إلى تويتر للتعبير عن فرحتهم باستقالة تشاك هاغل، مدّعين أن داعش أجبرته على ذلك. تحت عنوان "داعش تطيح بوزير الدفاع الأمريكي " وأرفقوا التغريدات بصور تسخر من هيغل وإدارة أوباما.
بغض النظر عن الكيفية التي قد يرغب أنصار داعش بها لتفسير استقالة هاجل، فهذا لا يعني أن استراتيجية الإدارة لمكافحة داعش على وشك أن تتغير.
أثار هاغل مسبقاً مخاوف داخلية مع فريق الأمن القومي للرئيس بأن استراتيجية الإدارة لم تتناول ما يجب فعله حيال نظام بشار الأسد. وفي أواخر تشرين الأول، لم يؤكد هيجل للصحفيين أنه وجه رسالة إلى مستشارة الأمن القومي سوزان رايس تطرح تلك المخاوف، لكنه صرح أن مستشاري الرئيس مدينون له بنصائح صادقة ومباشرة.
إجبار هيغل على التنحي
*صحيفة (غارديان) البريطانية:
نتيجةً لطرد وزير الدفاع الأمريكي بعد أقل من عامين في منصبه البيت الأبيض تبرز الحاجة إلى استراتيجية الأمن القومي التي قلبتها داعش.
قال أوباما خلال مراسم غريبة أقيمت في البيت الأبيض، إن هيغل سيبقى في المنصب حتى تعيين خلفاً له من قبل مجلس الشيوخ، وذهب أوباما بعيداً في تعداد قائمة إنجازات هيغل، ولكنه تجنب الخوض في مشاركة الولايات المتحدة في العراق وسوريا، مشيداً فقط بعمل هيجل "للمساعدة في بناء التحالف الدولي" ضد داعش. وأضاف أوباما "بفضل تشاك، جيشنا أكثر حزماً ومشاركة في هذه المهام وتطلعٍ إلى المستقبل".
أضاف أوباما ملمحاً إلى تورطه العميق في قرار هاجل بالاستقالة "جاء تشاك الشهر الماضي لمناقشة الربع الأخير من رئاستي، وقرر بعد توجيه الإدارة خلال هذا التحول، أن الوقت أصبح مناسباً بالنسبة له لإتمام خدمته. وقبل إعلان أوباما أشاد مسؤول كبير في الادارة بهيجل واصفاً إياه "يد قوية" وأنه تحدث مع أوباما في أكتوبر/تشرين الأول بشأن مغادرته، وفي 7 نوفمبر/تشرين الثاني صرح الأدميرال كيربي المتحدث الرسمي باسم هيجل للصحفيين أنه من المتوقع بقاء هيغل.
كان هيغل على خلاف مع الإدارة الأمريكية بشأن داعش، بعد أن حث البيت الأبيض لتوضيح موقفها بشأن ابعاد الديكتاتور السوري بشار الأسد عن السلطة وأعلن عن استغرابه لتضخيم التهديد الذي يشكله داعش، وما وصفته الإدارة بأنه "تهديد وشيك على كل مصلحة لدينا ". وفي حين استبعدت الإدارة علناً استخدام الولايات المتحدة لقوات برية في القتال في العراق، أكد هيغل ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي على إمكانية استخدام القوات البرية كأحد الخيارات المحتملة في وقت سابق من هذا الشهر.
لم يكن من المتوقع أن يكون هيغل أحد قدامى المحاربين في فيتنام، وزير الدفاع في زمن الحرب، بدلا من ذلك عينته الإدارة لتقليص حجم القوات البرية الامريكية ودعم علاقة الإدارة بالجيش والتي تعرضت للاضطراب أكثر من مرة.
تم ذكر عدد من الأسماء لاختيار خلفٍ لهيجل، ومنهم منسقة سياسة الدفاع السابقة ميشيل فلورنوي، لتكون أول امرأة تدير البنتاغون، بالإضافة إلى جاك ريد السناتور الديمقراطي عن رود آيلاند، وأشتون كارتر الذي كان قائد عمليات الاستحواذ لروبرت غيتس ونائب ليون بانيتا.
*تشاك هيغل
رجل عسكري ووزير الدفاع الأمريكى منذ يناير/كانون الثاني 2013 وحائز على وسامين "القلب الأرجواني" لدوره في حرب فيتنام، حيث أصيب بحروق شديدة بعد أن تعرضت ناقلة الجنود المصفحة التي كان يستقلها للغم أرضي. بعد عودته من الحرب بفيتنام، عمل هيغل كمذيع إعلامي لفترة وجيزة قبل أن يدخل المعترك السياسي كسيناتور جمهوري ممثلا لولاية نبراسكا، حيث استمر في هذا المنصب بين عامي 1997 و2009.
ربطت هيغل علاقة قديمة بالرئيس باراك أوباما، حيث تعرف عليه في مجلس الشيوخ عندما كان باراك أوباما يشغل منصب سيناتور، حيث وجدا العديد من نقاط التفاهم المشتركة بمواضيع متعددة مثل حالات استخدام القوة العسكرية.
التعليقات (5)