في ذكرى الحركة التصحيحية: السوريون يحصدون ثمار تخريب الأسد

في ذكرى الحركة التصحيحية: السوريون يحصدون ثمار تخريب الأسد
يقولون اللي استحوا ماتوا، لكن بالنسبة للرفاق لم يمت احد، وهذا يعني أنهم فقدوا الحياء، ورغم الدمار والخراب والموت وتهجير نصف سكان سورية في الداخل وإلى الخارج وانتشار أكثر من أربعة ملايين سوري في دول الشتات تحت خيام البؤس والجوع والذل وارتفاع تكاليف المعيشة والغلاء الطاحن في الداخل الذي حول حياة السوريين إلى جحيم، يُعيد النظام إنتاج خطابه السياسي على وقع الاحتفال بالذكرى الرابعة والأربعين للحركة التصحيحية، وتُكرّس الدولة كل أجهزتها لإحياء المناسبة، وفي المقدمة إعلامها الذي يتسابق كتابه وانتهازيوه على الإشادة بالمنجزات التي يتنعم بها الشعب السوري, وتأتي افتتاحية صحيفة البعث التي كتبها الأمين القطري المساعد للبعث (هلال هلال) ضمن هذا السياق، وفيها يقول:

(إن نظرية الحزب القومية لم تكن اختراعاً فكرياً، بقدر ماكانت استقراءً لفكر الجماهير العربية، واستجابة لطموحاتها وتطلعاتها، وهنا يكمن سرّ شعبية الحزب العارمة التي جعلت منه، في زمن قياسي، الحزب الجماهيري الأول في الوطن العربي. فلما وقع في الجمود الإيديولوجي والسياسي، وانتقلت مرجعيته المعرفية والفكرية من الجماهير الى الإيديولوجيا، فَقَدَ أهم عناصر جاذبيته ومصداقيته، حتى جاء التصحيح عام 1970 فأعاد الاعتبار للمرجعية الجماهيرية والواقعية الثورية، مدشّناً بذلك مرحلة تاريخية جديدة في حياة الحزب والوطن والأمة تميزت بالنجاح في بناء قوة الدولة الوطنية السورية الحديثة القادرة على مواصلة الدور القومي الريادي، وحمل المشروع البعثي النهضوي).

ويتابع (هلال) ليصل إلى نتيجة مفادها: نستذكر مع جماهير شعبنا وأمتنا إنجازاته بكثير من الفخر والاعتزاز، ونستلهم معها روح تشريني التصحيح والتحرير في تصويب المسيرة والدفاع عن الوطن، والتمسك بالثوابت القومية، لكننا في حزب البعث العربي الاشتراكي الذي خرج التصحيح من صفوفه مجسّداً أرقى قيمه الوطنية وخياراته الجماهيرية ومُثله القومية، نعمل أيضاً على تحويل الهاجس الحزبي للتصحيح، ألا وهو جماهيرية البعث، إلى حالة حزبية متقدمة يتكامل فيها العمل اليومي بين الجماهير مع المراجعة والنقد والتطوير المستمر، ويعترف بأن هناك (خطأ حصل في مراحل سابقة هو أن كثيراً من الحزبيين أرادوا أن تكون علاقتهم مع الجماهير عبر السلطة، في حين أن الأقنية الحقيقية لأي حزب هي المنظمات والنقابات والمجتمع المدني بشكل عام).

طبعا يتجاهل ان هذا (الخطا) الذي نتج عن سلطوية الرفاق وعلاقتهم بالجماهير، وليس عن نهب البلد ويتجاهل أن الفساد ونهب البلد وخسارة أرض الجولان كانت أيضاً بسبب ممارسات الرفاق السلطوية.

صحيفة (الثورة)

وأشار العنوان الرئيس في صحيفة الثورة: 44 عاماً من التصحيح.. سورية تكمل المسيرة بمعركتها ضد الإرهاب ورعاته.

وجاء في الصفحة الأولى مايلي: (في ذكرى التصحيح لا يصح إلا الصحيح، وفي ذكراه يكمل السوريون مشوار ما بدأه أجدادهم وآباؤهم من انتصارات ببناء مسيرة حياتهم من جهة والاستمرار بمعركتهم ضد الإرهاب المتجمل بأدواته الجديدة.. والجيش العربي السوري يتابع هذه المسيرة بحماية الوطن للحفاظ على مسيرة انتصارات وطنه المتلاحقة مقدماً أروع وأسمى صور البطولة والانتصار.. هذه الحرب الكونية ضد سورية وشعبها تؤكد مجدداً صوابية المواقف السورية منذ فجر التصحيح وحتى الآن وإصرارها على التمسك والدفاع عن القضايا العربية والعالمية العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين ودعم حركات المقاومة العربية والتحرر العالمية، وهو ما أكسبها دوراً محورياً في جميع القضايا المتعلقة بمصير المنطقة ومحيطها الإقليمي من خلال التعامل بحكمة مع مختلف الظروف والمستجدات وفي إطار الحفاظ على الهوية العربية.

وتتابع الحصيفة (وفي هذه الذكرى لا بد أن نذكر حرب تشرين التحريرية التي هي إحدى نتاج التصحيح، حرب أعادت للجندي العربي ثقته بنفسه وأسست لقيام جيش وطني عقائدي، إيماناً بضرورة حماية حدود الوطن وفرض حالة الأمن والاستقرار فوق ربوعه، وقد أكدت حرب الإرهاب الحالية على سورية أنها تهدف للثأر من انتصار الإرادة العربية في تشرين وضمان «أمن إسرائيل وتغيير موقف سورية من قضية الصراع العربي الإسرائيلي)

إذن مايجري من تدمير للمدن السورية هو للدفاع عن قضية فلسطين وإن (حرب الإرهاب) التي تشن على سورية هي للثأر من انتصار الإرادة العربية في حرب تشرين!

صحيفة (تشرين)

وجاء عنوان الصفحة الأولى لصحيفة تشرين: نهج راسخ للدفاع عن القرار الوطني المستقل ومواجهة المؤامرات.

(شكلت الحركة التصحيحية التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد محطة مضيئة من أهم محطات التاريخ العربي المعاصر، وجعلت من سورية دولة متميزة بدورها ومكانتها ومواقفها الوطنية والقومية.

لبنة لبنة بنى التصحيح سورية كدولة تنعم بحالة من الأمن والاستقرار مرهوبة الجانب، محترمة الموقف، وباتت الشواهد تلامس حياة كل السوريين وتتحدث عن نفسها بثقة واقتدار كما تتحدث عنها العلاقات المشرّفة مع الأصدقاء.

لقد كان التصحيح ضرورة وطنية وقومية أنجز في لحظة تاريخية فاصلة، لتصويب مسار البعث والثورة على المستوى العربي لجهة التزام العروبة وفكرة القومية العربية وعلى المستوى الداخلي لجهة استكمال مسار التغيير والبناء على أسس راسخة على كل المستويات لتوحيد الصفوف من أجل المضي بسورية نحو مزيد من الازدهار والقوة.

في الذكرى الخالدة المجيدة وعلى ضوء ما يجري اليوم في سورية وساحات عربية عديدة لابد من قول فصل وكلام لا يحتمل التأويل، فالثورة الحقيقية هي التي تبني وتعلي البناء القائم، ولاتخرب، تبني الإنسان وتعلي من شأنه ولا تقتله، تحافظ على الوطن وسيادته واستقلاله ولا تعمل لرهنه للأطماع والمخططات الخارجية الاستعمارية.

قد يكون من الصعوبة الإحاطة بعجالة وبحيز مساحة محدود يصل ما يقتضيه التصحيح اليوم، فالأمر متروك لكل ذي عقل وبصيرة أن يمعن النظر والتفكير ويصل إلى الحكم نفسه.)

نعم الثورة الحقيقية تبني ولاتهدم وتعلي من شان الانسان ولاتقتله!! إذن من يهدم البلد الآن ويقتل البشر؟!

إنجازات لاتعد ولاتحصى

يشير تقرير (اللجنة الاقتصادية والآجتماعية لغربي آسيا) في الأمم المتحدة حول تداعيات الازمة في سورية إلى أن مجموع الخسائر الإجمالية تجاوزت 144 مليار دولار ويشير بعض الخبراء إلى أرقام أعلى بكثير من هذا الرقم وإن عدد البيوت المهدمة والتي أصبحت غير صالحة للسكن تجاوزت ثلث مساكن سورية، مع نهب أثاث هذه المنازل وسرقة المنشآت العامة والخاصة مع نضوب كامل احتياطي الدولة من العملة البالغ 17 مليار دولار كما أشارت الدراسة التي قام بها الباحث سمير سعيفان، وتوقفت الأعمال وأغلقت المعامل أبوابها وسرحت عمالها، وتجاوز معدل البطالة أربعة ملايين عاطل، وأصبح كل ثلاثة أشخاص من كل أربعة فقراء لا يملكون ثمن طعامهم وأن أكثر ثلثي عدد سكان سورية تحت خط الفقر بما فيهم المهجرون داخل الحدود وخارجها، ويتداول المراقبون أرقاماً فلكية للخسائر والدمار التي أصابت سورية في عهد البعث القائد الذي يحتفل هذه الأيام بالذكرى 44 للحركة التصحيحية، ومنها ما ورد في مقال كتبه الصحافي اللبناني عبد الوهاب بدرخان في صحيفة الحياة، حيث يشير إلى أن كل يوم إضافي في الأزمة يسجل خسارة 109 مليون دولار من الناتج المحلي، وإن سورية تخسر عشرة ملايين ليرة كل دقيقة ويتم تهجير 300 شخص كل ساعة ويصبح 9000 شخص تحت خط الفقر كل ساعة أيضاً، ويفقد 2500 شخص القدرة على تأمين قوتهم كل يوم، ويخسر 10000 شخص عملهم كل أسبوع ويقتل أكثر من 6000 شخص كل شهر.

تؤكد بعض الدراسات إن عدد الفقراء في سورية سيصل إلى معدلات تقارب ال90 % من عدد السكان. الآن وفي ظل تردي الأوضاع في سورية أصبحت الحياة شبه مستحيلة، خاصة مع فصل الشتاء وفقدان مازوت التدفئة الذي رفعت أسعاره الدولة قبل عيد الأضحى المبارك إلى 90 ليرة سورية، وطبعاً هذا السعر افتراضي حيث أصبح المازوت يباع في السوق السوداء مابين 150 إلى 200 ليرة سورية للتر الواحد، إضافة لفقدان الغاز المنزلي الذي وصل سعر جرة الغاز إلى 3000 ليرة سورية. ومع انقطاعات الكهرباء الطويلة لا يبقى للمواطن أي خيار سواء في استعمال الكهرباء للطبخ أو للتدفئة أو لتسخين مياه الحمام!

هذا الشتاء سيكون الأسوأ الذي سيمر على السوريين، وقد أدت موجات التهجير من المحافظات إلى ارتفاع آجار البيوت في دمشق إلى أكثر من خمسين ألف ليرة سورية في الشهر في الأرياف، ومشاهد المهجرين الفقراء الذين يتسولون لقمة الخبز في شوارع المدينة أصبح من المشاهد المألوفة، طبعاً إضافة لغياب وسائل النقل وغلاء أجور الانتقال من الريف إلى المدينة وحتى داخل المدينة نفسها.

هذه هي أوضاع سورية في ظل احتفالات البعث القائد في الذكرى الأربعة والأربعين للحركة التصحيحية، إنجازات شملت كل شبر من الأرض السورية، لذا لم يخطئ الأمين القطري المساعد للبعث عندما يقول: أن قوة حزب البعث تكمن في قراءته للواقع قراءة ثورية صائبة!!!

التعليقات (4)

    عبد الله السوري

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    الوطن غالي الوطن عزيز هذا كﻻم المقبور حافظ كﻻم حق يراد به مليار باطل هل من المعقول في هيك عقول مو معقول هل الخائن البلد يصبح بطل شو تشرين التحرير والتصحيح هذا تزوير للحقائق هل وجدتو للبعثي دين ﻻاعتقد والله هذا التقرير فضح الي لحد الﻻن يومجدفي القائد الخالد في جنهم بس انا استغرب انو لحد الﻻن يوجد اوناس بهذا الفكر العفن حتا الذي يكتب تفي هذه الصحف هو مثل النعامة ﻻيرا احد والعالم كله يراه حقارته والله من كثر الهول الذي اصبني من هذا الحتفل صار معي اسهال

    ياسورين كفى خنوع وجبن أنخرطوا بالجيش الحر البطل

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    للأسف أغلبية السورين من الطائفة السنية لم يدركوا الى الأن حجم المؤامرة التي يتعرضون لها ولازال الأغلبية منهم أما مقموع تحت حكم المعتوه وعصابته وأستمرقوا الذل والخنوع وبدون كرامة , ومع ذلك لن يرحمهم بشار ولا الفرس الطامعين بأرض وخيرات سوريا ولن يبقى لهم سوى القتل أو التهجير ؟ أما الكارثة الكبرى فهم الذين هجروا من بيوتهم أو دمرت بيوتهم ويعيشون الأن بعذاب ومذلة الغربة القاسية , الحل هو أنخرط جميع المظلومين تحت راية الجيش الحر وتوحيد كل القوى لتحرير بلدهم ومدنهم وألا سيبقوا كل عمرهم لاجئين أذلاء

    حسان طحان

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    صحف ووسائل التطبيل والتزمير البعثي الأسدي... سوق للعهر الإعلاني الإعلامي لتسويق الجرائم والخيانات... ومحاولات يائسة في تبييض وتنظيف مواخير النظام الأسدي المجرم العميل.. وبإدارة مجموعات أمتهنت النخاسة والعهر والإرتزاق على حساب حقوق الشعب وكرامته وحريته.. بمسمى صحافة وإعلام .

    مجد الأمويين

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    آه يا وطن، والله من حرقة قلوبنا عليك ما عاد عرفنا شو بدنا نقول غير: الله يجعلك يا حافظ بقعر جهنم في وادي ويل مع المردة والكفرة والمنافقين والشياطين، لأن كل تلك الصفات كانت موجودة فيك، فأنت متمرد وشيطان، لك انو شيطان، والله يمكن لو حطو حافظ وابليس بكيس بيطلع ابليس عم يستغيث.. بس معليش، عم ندفع ضريبة خنوع آباءنا وخوفهم وطلبهم منا أن نمشي الحيط للحيط ونقول يا رب سترك، عم ندفع ضريبة كلام: لا تحكوا.. لاتقولو..لا تناقشو... عم ندفع ضريبة نفاق مشايخنا اللي ما خبرونا شي عن الشيعة: وكانت اجاباتهم: مو وقته هلأ.. حسبي الله ونعم الوكيل
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات