هذه التطورات الميدانية، أعادت الجدل بشأن القدرات الاستخباراتية الحقيقية لتنظيم الدولة، وما إذا كانت فعلاً قوية، وتعمل بطرق مماثلة لأجهزة الاستخبارات التابعة للدول.
قوة لا يُستهان بها!
يعتقد الخبراء، أن "داعش" يتمتع بقوة "أمنية" لا يستهان بها، وهي ناجمة أصلاً عن الخبرات التي يمتلكها عناصره، كونهم بالأساس، هم ضباط استخبارات في نظام صدام حسين.
وبحسب هؤلاء، يتركز نشاط "استخبارات داعش" بالدرجة الأولى، على تحصين التنظيم من اختراقات معادية في صفوف عناصره، إضافة معرفة المعارضين له، ومتابعتهم بهدف تصفيتهم جسدياً، وبأسرع وقت ممكن. خصوصاً زعماء العشائر، ورجال الدين، المُعارضين لتطرف التنظيم و غلوه، إضافة إلى كل شخص يُشتبه بتعامله مع الأجهزة الأمنية المُعادية للتنظيم، ونقله المعلومات إليها.
ووفقاً لموقع "المونيتور"، رفع التنظيم من وتيرة "التصفيه" للمشتبه بهم، بعد بدء الضربات الجوية للتحالف الدولي، إذ نفذ المزيد من عمليات الإغتيال والاعتقال، لأشخاص، ومجموعات كاملة أحياناً، استناداً لمعلومات وتحريات. قامت به عناصره الأمنية على مدار أشهر.
اختراقات وتخبط!
وكان رئيس "مؤتمر صحوة العراق" الشيخ أحمد أبو ريشة، ذكر في موقعه الرسمي، بأن "داعش". يعاني من التخبط والفوضى. بعد الضربات التي تلقاها على الجبهات العسكرية. ما أجبر أبوبكر البغدادي، على استبدال قياداته الميدانية ، وإجراء تغييرات مفصلية. شملت نقل قيادات من العراقيين إلى سوريا، واستبدال مواقعهم على الساحة العراقية، بآخرين من جنسيات مختلفة.
وفي السياق ذاته. تحدثت معلومات. تم تداولها عن تنامي حالة من الشك والريبة، داخل التنظيم اتجاه عناصر كردية، وآخرى تنتمي إلى عشائر. يقاتلها "داعش"، وأن الأخير. نفذ بالفعل مجموعة من الاعدامات، بحق هؤلاء، بتهمة التعاون مع "البيشمركة"، أو تسريب معلومات للقوات والأجهزة الحكومية العراقية.
خلايا نائمة!
ويقدر المحللون، أن نشاط "داعش" الاستخباراتي، يمتد لسنوات طويلة، عبر ما يمكن تسميته "بالخلايا النائمة"، التي تم زرعها في مختلف المدن، ووفرت قاعدة كبيرة من البيانات، عما يحدث داخلها، من أنشطة وتحركات عسكرية، ونقاط تفتيش. وليس مستبعداً، أن يكون التنظيم، نجح بالفعل في اختراق أجهزة الشرطة والأمن والجيش، لكنه غالباً ما اعتمد على أشخاص من داخل تلك المجتمعات، يعيشون فيها، ويمارسون أعمالاً ووظائف اعتيادية، لا تثير الشكوك، الأمر الذي مكنهم من جمع معلومات هامة، ساعدت "داعش" على معرفة نقاط القوة والضعف لخصمه، وتحديد العناصر الممُعادية، والمناهضة المحتملة له.
وفي تصريح لشبكة "العربية"، يُشير الخبير بالشؤون الأمنية "هاشم الشملي"، إل احتمال حصول "داعش" على قواعد بيانات استخباراتية تابعة للشرطة المحلية، وذات أهمية بالغة في التمهيد لقيام "داعش" بغزو تلك المدن.
ولا تقتصر مهمة عناصر استخبارات "داعش" على جمع المعلومات، إنما تتعداها إلى ما يشبه لعب دور "الدعاة" السريين" للتنظيم، ونشر أفكاره ورؤيته، وتأمين الملاذ الآمن لعناصره المسلحة، في حالات الضرورة، أو خلال مداهماتهم للبلدات والمدن.
التعليقات (3)