غير أن الكونغرس لم يكلف نفسه عناء التصويت على تفويض قرار إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، للانخراط في حرب أخرى. وبينما ترتفع كلفة الحملة العسكرية في العراق وسوريا، قد يبدو من المعقول توقع أن يتعين على الكونغرس النظر في تقديم أميركا للجهود والتمويل المناسب لذلك.
فبفضل السياسات المختلة لميزانية الدفاع، اتضح أن الكونغرس لن يضطر إلى ذلك، أو على الأقل ليس في وقت قريب. إن اعتماد ميزانية دفاع جديدة سيجبر أعضاء الكونغرس على الوقوف على العمليات العسكرية، التي تم وصفها في البداية بأنها إجراء دفاعي محدود، قبل أن يصرح البيت الأبيض بأنها يرجح أن تستمر لسنوات.
ويواصل المسؤولون الأميركيون الغرق في الغموض حول تساؤل محوري ظل دون إجابة، بشأن الحملة العسكرية ضد «داعش»، وما إذا كانت تمثل، رسميا أو ضمنيا، تحولا في السياسة الأميركية تجاه حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وتقول «البنتاغون» إن حملة القصف سببت نكسة لـ«داعش»، إلا أن التنظيم لا يزال قوياً ويشق طريقه في مناطق رئيسية من سوريا والعراق.
وقد صرح مسؤولون عسكريون بالقليل حول جماعة «خراسان» المتشددة، التي وصفت خلال المراحل الأولى للغارات الجوية في سوريا، باعتبارها تهديداً وشيكا لأميركا. والمعلومات الغامضة، والمتناقضة في بعض الأحيان، التي وفرتها الحكومة الأميركية عن تلك الجماعة، والاستراتيجية الأوسع نطاقا، تظهر مستوى محزناً من الارتجال.
لقد قدمت الأسابيع الماضية عناصر تذكير بمخاطر المهمة العسكرية، إذ إن مسؤولين في «البنتاغون» قلقون إزاء تقارير توضح أن مقاتلي «داعش» حصلوا على صواريخ أرض - جو تطلق من على الكتف، ويمكن استخدامها لإسقاط طائرات أميركية.
وأعلن هؤلاء المقاتلون مسؤوليتهم عن إسقاط مروحية عسكرية عراقية، ونشر التنظيم على الانترنت دليلاً تعليمياً حول استخدام أحد الصواريخ لإسقاط مروحيات «أباتشي»، واستخدم طائرة كانت البنتاغون تستخدمها. وعلى الكونغرس مسؤولية تفحص الهدف طويل الأمد للمهمة العسكرية، وتكلفتها المتوقعة، بعد أن تجنب ذلك الواجب فترة طويلة.
التعليقات (0)