سفارة الائتلاف في فرنسا: هل هي مهمشة أم تهمّش نفسها؟!

سفارة الائتلاف في فرنسا: هل هي مهمشة أم تهمّش نفسها؟!
قبل الخوص في التفصيلات، بدايةً لا بد من التعريف بسفارة الإئتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة في باريس، فهي تتألف من سفير الإئتلاف لقوى الثورة والمعارضة لدى فرنسا السيد (منذر ماخوس)، وموظفين اثنين يشتغلان كمكتب إعلامي، ناهيك عن بعض المتطوعين.

وتعتبر السفارة شكلاً من أشكال الدعم السياسي في فرنسا للمعارضة السورية، التي تتخذ من باريس معقلاً تاريخياً لها، وكان يُؤمل منها – على الأقل- أن تلعب دوراً كبيراً في ربط المعارضة الرسمية بالجالية السورية الكبيرة المقيمة في فرنسا، وان تغدو دافعةً لعملية سياسية منظمة ضد النظام في فرنسا.. إلا أنه حتى على هذا الصعيد يبدو أنه ثمة خلل ما!

دور سفارة الإئتلاف الغائب...

إن موقع سفارة الإئتلاف المفترض في فرنسا، كجسر تواصل بين المعارضة السورية الرسمية والجالية، ودورها في ورعاية مصالح الجالية من خلال علاقتها مع الحكومة الفرنسية، وخاصةً بما يمس مصالح الناس اليومية... كان يمكن أن يجعل منها مركز استقطاب معارض هام... وخصوصاً أن الحكومة الفرنسية عملت على منحها امتيازات سياسية واقتصادية وإعلامية، تمكنها من أداء دور بديل عن النظام في فرنسا، ومنحها الوسائل التي تسهم في تفعيل دور يرتقي لمرتبة صناع القرار الوطني‘ إلا أن نشاط السفارة بالأبجديات اتخذ شكل (شبه سفارة رسمية)، وخرج عن نطاق كونه نشاط مستقل.

لم تلعب سفارة الإئتلاف في فرنسا، شيئاً من الأدوار في المجال الإعلامي والسياسي ولا حتى الإداري منه والتواصل مع الجالية، وكذلك في عملية تنسيق المظاهرات الدورية ضد النظام في باريس، والتي شهدت تراجعاً بالكم والكيف، حيث كان منوطاً بها المشاركة في "لجنة تنسيق باريس لدعم الثورة السورية"و التي اشتكت خلال اجتماعاتها الأخيرة من غياب أي دور، يخص تنظيم المظاهرات والنشاطات أو المشاركة فيها أو التنسيق لها، وقدمت اللجنة مقترحات للتغيير أو التعديل أو إضافة شروط لتحسين العمل، لم تلق أذناً صاغية من رئيس الإئتلاف السابق أحمد الجربا، ورئيس الحكومة السورية المؤقتة السابق والحالي أحمد طعمة.

فساد مهني وتخبط إداري...

الأكاديمي السوري بشر حاج إبراهيم، أحد العاملين مع السفير منذر ماخوس، اعتذر قبل أيام عن إكمال العمل مع السفارة، وصرح لصحيفة "أورينت نت" موضحاً أسباب هذا القرار، قائلاً: "أنا لا أشتغل بصفة رسمية مع السفير منذر ماخوس، ولكنني أشتغل معه تطوعاً منذ بداية الثورة، وما زال موضوع تمويل السفارة في باريس، معطلاً بشكل مقصود أو غير مقصود، علماً أن المقر الرسمي للسفارة والحساب المصرفي، موجودان منذ عام ونصف، وهناك تجاهل لقرارات ماخوس بما يخص الموظفين المقترحين، ليكون هيمنة قرار الإئتلاف بتعيين شخوص غير معروفين بالنسبة للجالية السورية، أحد الموظفين مثلاً، يقيم بعيداً عن مدينة باريس في مدينة "نانسي"، ولا يظهر إلا نادراً، بينما الآخر المعروف بآرائه المتخبطة وموقفه المهادن حيال النظام، ورغم ذلك تم تعينهما كناطقين إعلاميين في فرنسا باسم الإئتلاف"، ويكمل حاج إبراهيم موضحاً:

"قرار إعفاء أحد الناطقين في فرنسا، لم يمنعه من الاستمرار من التصريح باسم الإئتلاف، وكأن شيئاً لم يحصل، من دون أي إجراءات من قبل الإئتلاف، في تكريس ظاهرة فساد غير مقبولة لا مهنياً ولا أخلاقياً، حيث يظهر بشكل مستمر على شاشات التلفزة الفرنسية، كممثل للإئتلاف ويحدد سياساته الإعلامية، وهو لا يمت له بصلة، ناهيك عن فقدانهم لأي مؤهلات مهنية في مجال الإعلام" واشتكى حاج إبراهيم، من سلوكيات بعض الموظفين الفرنسيين غير المعروفين، والذين ساهموا في عرقلة إجراءات السفارة لمدة أشهر، وبشكل بيروقراطي يعرقل من سير العمل.

إمكانيات الجالية محدودةّ!

لم تعش الجالية السورية في فرنسا مع السفارة أجواء مثالية، رغم الانتخابات المتلاحقة التي أطاحت بالكثير وجلبت الكثير، بديلاً عنهم، وما زالت السفارة وممثليها والعاملين بصفة رسمية بالإئتلاف في فرنسا في أمكنتهم، وتحول هؤلاء الأشخاص إلى مجرد هياكل لا عمل لهم سوى خدمة مصالح وأغراض شخصية، والتطبيل والتزمير للشخوص التي تدعم بقاءها، والتغني بإنجازات وهمية لا أثر لها على الأرض.

الناشط السياسي سالم حسن، عضو "لجنة لجنة تنسيق باريس لدعم الثورة السورية" وخلال حديثه لصحيفة " أورينت نت" يعتبر المشكلة ليست مع سفارة الإئتلاف وحده، بل المشكلة مع كل شخوص الإئتلاف الرسميين في فرنسا، والذي يعتبر الكثيرين منهم: "لا هم لهم سوى ما يجنى مادياً من وراء أمكنتهم في المعارضة الرسمية"، عضو لجنة تنسيق باريس لدعم الثورة السورية، أكد على أن الأمور المادية آخر اهتماماتهم، ولفت النظر إلى إمكانيات الجالية تبقى محدودة، خاصةً في دولة أوربية كبيرة مثل فرنسا: "ليس أسلوباً دعائياً، نحن العاملين في اللجنة، لا ننتظر الأمور المادية، مهما طالت الأمور، وحضورنا في اللجنة ينبع من أهمية قناعتنا ودورنا ضد النظام، وثقتنا بأحقية أهداف الثورة، ولكن من المهم بمكان أن يكون للمعارضة الرسمية، دور داخل الجالية، وأن يكون هناك اهتمام وتقدير لجهودنا التطوعية".

وأضاف الحسن: "دور الإئتلاف في فرنسا، هو رسم السياسة العامة للمعارضة الرسمية السورية في فرنسا، والعمل على توطيد أواصر العلاقة بين المعارضة الرسمية والجالية، بما يحقق الهدف المنشود، وخاصةً على الصعيد الإعلامي، الذي أعتقد أننا خسارتنا كانت فادحة فيه، خاصةً حينما فقدنا دعم المجتمع المدني والأهلي الفرنسيين".

والجدير ذكره، أن صحيفة "أورينت نت"حاولت مرارا وتكرارا، التواصل مع السيد منذ ماخوس سفير إئتلاف قوى الثورة والمعارضة في فرنسا، لاتاحة المجال لتوضيح موقف السفارة تجاه ما طرح من انتقادات، وكان مصير هذه المحاولات هاتف مغلق طوال الوقت.

التعليقات (2)

    الليث السوري

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    من الغريب ان لا يخجل حثالة مدعي السياسة الائتلافيين و التنسيقيين و من لف لفهم يا احط البشر واندل البشر واتفه البشر كفو ايديكم عن سوريا وعن الثورة وكزنوا على ثقة ان اياديكم الغادرة ستقطع يوما ما ولن يفيدكم ما نهبتم !!! لقد دمرتم البلدو اهنتم الثورة !!! ايها المارقون ستحاسبون وسوريا ستكون حلما لكم يا ايها الساقطون واقصد بكلامي كل معارصة الخارج بلا استثناء

    سوري درعاوي

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    اخلاق الاءتلاف لايختلف عن النظام ، محسوبيات و نبتزم و.هذا اخي أعطوا وضيفة. وهذا صاحبنا وبلا بخبرة وبلا بطيخ مسمر ، للأسف المجتمع العربي لن ولن يصبح يوما ما مجتمع متقدم واعي بل سيبقى متخلف لأننا نقدم منافعنا الشخصية على منفعة وتقدم الوطن
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات