بلدة (جزعة) حرب "دولية" للسيطرة عليها: داعش وPYD والتحالف!

بلدة (جزعة) حرب "دولية" للسيطرة عليها: داعش وPYD والتحالف!
بقي الآلاف من نازحي ناحية جزعة وقراها بسبب معارك تنظيم "الدولة" والـ PYD بلا مأوى على أبواب الشتاء، في وقت تظاهرت 4 فتيات ضد الحملة الإجبارية للتجنيد وسط عجز الرجال والأحزاب والمنظمات عن الاحتجاج عليها في الحسكة.

بلدة جزعة المنكوبة بريف القامشلي

اندلعت معركة جديدة في محيط بلدة جزعة في نهاية الشهر الماضي، وماتزال مستمرة قرب قرية "جديدة" بين تنظيم "الدولة" وبين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) المدعوم بمليشيا "جيش الكرامة" التي تلقت أكبر الضربات الموجعة على يد التنظيم بعد إعدام أكثر من 20 عنصراً من عناصرها بينهم "عقاب الأسود" قائد المليشيا ونائبه "نواف السعران".

واستقدم التنظيم للمعركة قوات كبيرة من العراق ومناطق أخرى في جنوب محافظة الحسكة، وشن هجوما أكبر من سابقه، فوسع الهجوم ولم يقتصر على بلدة جزعة ومحيطها بل هاجم معبر اليعربية من بلدة ربيعة في العراق، وحصلت مواجهات بين الطرفين بالأسلحة الثقيلة والمدرعات، والدبابات، ودخلت البيشمركة المعركة إلى جانب الـ PYD واستطاعت دخول مدينة ربيعة في الجانب العراقي، بمساعدة طيران التحالف الدولي الذي كثف طلعاته فوق المنطقة.

وكانت أقسى فصول المعركة التي اشترك فيها طيران التحالف الغربي – العربي في قرى كنانة، وكنهو جنوب بلدة جزعة بقرب من الحدود العراقية حيث أعدم فيها التنظيم 23 عنصراً من مليشيا جيش الكرامة وحزب الاتحاد وقعوا في كمين خلال يوم عاصف، وصلب بعضهم على أعمدة الكهرباء في المنطقة.

وسبق هذه المعركة معركة أعنف منها في هذه البلدة الصغيرة التي لا يجاوز عدد سكانها 5 آلاف نسمة، حيث تنظيم (الدولة) شن في 19 من شهر آب الماضي هجوماً واسعاً على ناحية جزعة، تزامن مع هجوم آخر على معبر اليعربية من بلدة ربيعة العراقية، وتصدى الــ PYD للهجوم مدعوما بمليشيا (الكرامة)، وبالتنسيق مع البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق، حيث قدمت الأخيرة للحزب أسلحة، ومدرعات أمريكية، كما شن طيران النظام غارات عدة على القرى التي تواجد بها عناصر التنظيم استهدفت احداها بيتا طينيا قرب الطريق السياسي، ما أوقع عائلة كاملة بين شهيد وجريح منهم 3 أطفال.

وأفادت مصادر محلية وقتها بأن المعركة انتهت باشتباكات دارت ليلا قرب مركز حبوب بلدة جزعة، تزامنا مع هجوم على قرية سفانة، وعكرشة، وسط قصف مدفعي وصاروخي كثيف على المنطقة لقوات النظام، ومسلحي الحزب أسفرت عن تدمير هذه القرى، وانسحاب عناصر تنظيم (الدولة) إلى الجهة الغربية من البلدة بعد مصرع 8 من عناصره في المعركة، وفي صباح اليوم التالي نشر "ريدور خليل" القيادي في الـ PYD صوراً على حسابه على موقع "فيسبوك" لبيوت من البلدة مدمرة بالكامل، مشيراً الى أنها صور أولية للبلدة عقب السيطرة على قرية سفانة وعكرشة، ومركز الحبوب، و4 مواقع قريبة من البلدة.

وبالمقابل نشر تنظيم (الدولة) تقريراً مصوراً لما قال إنهم 100 قتيل من عناصر الـ PKK (حزب الاتحاد الديمقراطي PYD)، في وقت أعلن الحزب عن قتيل واحد في صفوفه خلال السيطرة على قرية الكاخرتة في محيط جزعة.

ويقول الناشط ملاذ اليوسف: "من المؤكد سقط العشرات من عناصر طرفي النزاع قتلى، ومن المؤكد أيضاً أن سكان بلدة جزعة وعشرات القرى في محيطها هم الخاسر الأكبر من هذه المعارك التي شرّدتهم، وباتوا بلا مأوى بعد ان نزح قسم منهم إلى مدينة القامشلي الواقعة تحت سيطرة النظام، والقسم الأكبر نزح إلى بلدة تل حميس الواقعة تحت سيطرة التنظيم في ظروف صعبة لغاية، بينما نزح جزء آخر إلى أقاربهم في رميلان واليعربية".

ويضيف اليوسف: "مجرد النظر إلى البلدة والقرى التي شهدت المعارك، يدرك الإنسان مدى الألم الذي يشعر به هؤلاء الذين باتت ديارهم أطلالاً، وبات الآلاف منهم بلا مأوى وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء، في وقت لم تهتم أي منظمة إنسانية بموضوع النازحين عن هذه المنطقة المنكوبة ".

وكان حزب الاتحاد الديمقراطي وحليفته مليشيا جيش الكرامة سيطروا على البلدة لأول مرة في منتصف شهر شباط الماضي بعد الهزيمة التي لحقت بهم في بلدتي تل براك على يد جبهة النصرة، وحركة احرار الشام قبل ضهور تنظيم "الدولة" في المنطقة، فهاجموا البلدة ثأرا لقتلاهم من ثلاث محاور وهي: محور قرية حداد -جزعة، ومحور اليعربية -جزعة، ومحور تل علو –جزعة، حسب بيان رسمي للحزب.

الجبهة الغربية لمحافظة الحسكة

تدور الاشتباكات بين تنظيم" الدولة" وبين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) على امتداد نهر الخابور من منبعه في رأس العين حتى خروجه من مدينة الحسكة باتجاه الريف الجنوبي للمدينة، بالإضافة لمواجها مع قوات النظام المدعومة بمليشيا الدفاع الوطني عرب مدينة الحسكة في المنطقة الفاصلة بين المدينة وبين جبل عبد العزيز غربها، وسط غارات لطيران التحالف الغربي – العربي تستهدف بين الحين والآخر مواقعا للتنظيم في المنطقة.

ويقول حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD): أنه بداء حملة جديدة بتاريخ 11 من الشهر الجاري، على مواقع تنظيم "الدولة" في الريف الغربي والجنوبي الغربي لمدينة رأس العين شمال الحسكة.

وأكد في بيان له أن الحملة مستمرة منذ 4 أيام، وأن عناصره نفذوا عملية ما بين قرية دهماء والراوية، وكانت نتيجتها تدمير سيارة عسكرية للتنظيم بشكل كامل وقتل كل من فيه، وكنت نتيجة العمليات المتفرقة التي قام بها في تلك المنطقة من عمليات مداهمة وهجوم على نقاط التنظيم مقتل 13 عنصرا.

وفي السياق لقي قيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مصرعه مع عدد من العناصر في انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارتهم قرب قرية البويضة على طريق الحسكة - تل تمر قرب سد الخابور.

وأفات مصادر محلية بأن مقاتلي تنظيم (الدولة) نصبوا كمينا لدورية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) على الطريق الواصلة بين الحسكة وتل تمر، ما أوقع جميع عناصرها قتلى.

عامودا ترفض التجنيد الإجباري لحساب PYD

تظاهرت 4 فتيات في الشارع العام ضمن مدينة عامودا، ضد حملة الاعتقالات الواسعة التي نفذها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) بحق شباب المدن والبلدات الواقعة تحت سيطرة الحزب شمال الحسكة.

ورفعت الفتيات الأربعة لافتات تندد باحتجاز الشباب بهذه الطريقة، وخاصة الطلاب منهم والذين خطفوا من الطرقات، وانزلوا من الباصات، وسرافيس النقل بين المدن والبلدات التي نصب الحزب حوازه فيها، كما طالبن بالإفراج الفوري عن المعتقلين، حسب شهود عيان.

وكان حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) اعتقل الآلاف من الشباب في مدن الحسكة، والقامشلي، وراس العين، والدرباسية، وعامودا، والمالكية، والقحطانية، واليعربية، قبل ان يعود الحزب ويفرج عن القسم الأكبر من المعتقلين بعد 24 ساعة من الاعتقال، ويبقي على نحو ألف منهم احتجزهم في معسكر له في ريف القامشلي.

وحسب أحد المفرج عنهم، أن الحزب أجبر أولياء أمور المعتقلين بالتوقيع على تعهد بعدم الانضمام لأي طرف آخر، والحضور عند الطلب، وعدم الخروج من المنطقة إلا بإذن، وفي حال الاخلال بهذه الشروط سيدفع ولي الأمر مبلغ 400 ألف ليرة سورية، ومن لا يملك المبلغ تباع أملاكه، ويتم استيفاء المبلغ منه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات