مصيدة الأسد!
بدأت الأحداث عندما حشد النظام عدداً من الشباب الدروز من قرى جبل الشيخ وجرمانا وصحنايا والأشرفية، لمؤازرة الجيش باقتحام قرى (بيت تيما، وبيت سابر، بيت جن، كفر حور، وحسنو) في جبل الشيخ، بحجة أن "داعش" و"النصرة" تحشدان قواتهما للهجوم على القرى الدرزية، وفي ذروة المعركة قام الجيش النظامي بالانسحاب تاركاً الميليشيات الدرزية بمواجهه شرسة مع الجيش الحر، حيث حوصرت مجموعة كبيرة منهم في المنطقة الشرقية من (بيت تيما) فاستسلم قسم وقتل العشرات!
وكان مقاتلو الجيش الحر متحصنين في كمائن محكمة، فقاموا باصطياد المهاجمين بمهارة عسكرية فائقة، حيث انقضوا عليهم من اتجاهين، فما كان من ميليشيات الأسد إلا الهرب والوقوع في الكمين الأكبر، عند تقاطع ملتقى نيران بين ثلاث أو أربع مجموعات. وقد نتج عن الاشتباكات سقوط عدد كبير من القتلى الذين ينتمون للطائفة الدرزية من مناطق (جرمانا) و(بقعسم) و(صحنايا) و(عرنة)!
وقد نشرت (ألوية سيف الشام) على قناتها في يوتيوب صور (فيديو)، يظهر جثث قتلى ميليشيات النظام في قرى جبل الشيخ قالت أن معظمهم من الطائفة الدرزية.
مشهد مكرر
ويرى غالبية الدروز أن النظام زج بهؤلاء الشباب في معركة غير مخطط لها جيداً، فكان كمن دفعهم للموت عمداً، وهو ما يفسر موجة الاستياء التي بدت على أهالي القتلى وأقربائهم بسبب استهتار النظام بأرواح أبنائهم، والمتاجرة بهم.
جدير بالذكر أن هذه الحادثة ليس الأولى، فقد سبق وأن دفع النظام بعشرات الشبان الدروز من اللجان الشعبية للقتال في محافظة درعا ولم يعد إلا قلّة منهم، وفي معركة (داما) الشهيرة تكرر نفس سيناريو جبل الشيخ، وفي مدينة خان أرنبة بريف دمشق حدث الأمر نفسه، على الرغم من أن المشيخة الدرزية قد أصدرت عدة بيانات، تحرّم على أبناءها القتال خارج مناطقهم.
جنبلاط للدروز: تصالحوا مع المحيط!
علق رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط من موسكو عبر تويتر" على أحداث عرنة فقال: "آجلا أم عاجلا سينتصر الشعب السوري"، داعياً إلى "الحذر كل الحذر من استخدام الدروز لمواجهة الثورة"، معتبرا أنه "آن الأوان للمصالحة مع المحيط والوقوف على الحياد على الأقل"، وأضاف بعد "أحداث الأمس في عرنة، لقد سبق ونبهت إلى مخاطر التورط مع النظام".
من جهة أخرى، أكد النائب جنبلاط في حديث لـ"المستقبل" أن أفضل شيئ للدروز هو الحياد أو الالتحاق بالثورة ضد النظام السوري.
وقال جنبلاط أنه "حذر مراراً.. العرب الدروز في سوريا من الانجرار في الحرب السورية، وأن لا يستخدم النظام بعض الموتورين من العرب الدروز في منطقة جبل الشيخ أو جبل العرب في حربه القذرة".
فيصل القاسم: ألاعيب وفيق ناصر!
وقد كتب الإعلامي فيصل القاسم معلقاً على ما حدث: "الجيش السوري اقتحم بعض قرى جبل الشيخ الدرزية بمساعدة اللجان الشعبية الدرزية. لكنه انسحب فوراً وترك اللجان الشعبية الدرزية تتورط في القتال لتفقد عشرات القتلى. المخابرات العسكرية بقيادة العميد وفيق ناصر فعلت الشيء نفسه في قرية داما في السويداء. غررت بعشرات الشباب للقتال في القرية ثم تركتهم يموتون دون اي مساعدة منها. ما زال البعض تمر عليه ألاعيب المخابرات العسكرية في السويداء. والآن في قرى جبل الشيخ". وخاطب القاسم أهل السويداء: "تعلموا من كوباني.. أنتم مجرد وقود تحترقون وينساكم وفيق ناصر ووئام وهاب".
(التوحيديون الجدد): العصابة الأسدية هي المسؤولة!
وقد أصدر (التوحيديون الجدد) بياناً حول مقتل عناصر (اللجان الشعبية) بجبل الشيخ ، قالوا فيه: "لقد نبهنا أبنائنا الى حمل السلاح، ولكن ليس أي سلاح، بل سلاح الكرامة الذي يعرف أين ومتى وكيف وبوجه من؟، وأكدنا أن سلاحنا للدفاع عن الارض والعرض ولرد أي اعتداء وليس للتعدي والهجوم على أحد، ولكن رحمهم الله انساقوا وراء توريطات المتهورين والمنتفعين من أزلام العصابة الأسدية، وهم معروفون بالأسم، أولائك الحفنة الرخيصة الذين يزجون أبنائنا بمعارك ليست لهم, وخارج قراهم وأرضهم.
وحمل بيان (التوحيديون الجدد) جيش الأسد مسؤولية ما حدث للشباب الدروز، حيث قال: "الجيش هو المسؤول الأول عن هذه المذبحة، إن القتلى هم شباب مغرر بهم من المحتاجين مادياً، وبالمقابل هرب عناصر وضباط الجيش النظامي من المعركة و لم يعيروا نداءات الاستغاثة من عناصر "الدفاع الوطني" أي انتباه".
وختم البيان بالقول: "نحن إذ ندين هذا الجيش الذي تفوق على نفسه بالتعفيش وخذل أقرب مناصريه، نوصي ابنائنا بالتعقل وعدم الانجرار وراء وهم يزرعه المنتفعون".
التعليقات (5)