بكلفة بسيطة: "زواج الفيزا" طريق الشباب السوري نحو أوروبا!

بكلفة بسيطة: "زواج الفيزا" طريق الشباب السوري نحو أوروبا!
ثلاث سنوات ونصف من الحرب والتهجير والشباب السوري هائم على وجهه سواء في الداخل أو في بلدان اللجوء. حيث ظروف البلد العسكرية والأمنية والاقتصادية لفظت أحلام الشباب ومستقبلهم وأحالتهم لأشخاص ضائعين لا يعرفون ما يخبئ لهم الغد من مصير. وأمام كل هذه الظروف والتحديات كان لابد للبعض أن يبحثوا عن مخرج من هذا الوضع طمعا بمستقبل وحياة أفضل فكان الحل برأيهم هو زواج الفيزا.

زواج الفيزا كما يسيميه البعض انتشر مؤخرا وبكثرة في أوساط الشباب السوري خاصة اللاجئين منهم في لبنان وتركيا والأردن. ولا يتمتع هذا الزواج بأي من مقومات الارتباط التي نعرفها سابقا ولا يحمل غايات الزواج المعروفة،انه عبارة عن مركب انقاذ يوصل من يسعى له للضفة الأخرى حيث الأمان والاستقرار الذي يعتقد أنه سينعم به.

البحث عن عروس تحمل جنسية أجنبية

يحلم فواز الشاب الثلاثيني المقيم في مدينة اربد الأردنية منذ سنة ونصف باقناع صديقة له تعيش في الدنمارك مع عائلتها بالزواج منها على أمل الوصول الى الدنمارك بشكل قانوني وبأقل تكاليف مادية ممكنة. فواز لا يعتبر الأمر صفقة مربحة وفقط كما يبدو الأمر،هو يرى في زواجه منها قرار عقلاني وواعي نابع من شخصين بالغين. يضيف لنا فواز قائلا:

"صديقتي تعرف كل شيئ عن أوضاعي هنا وتعرف أيضا سبب ارتباطي بها،صحيح أنه لم تجمعنا قصة حب مثيرة ولكننا منسجمين ونكن الاحترام لبعضنا البعض". ويتابع قوله بسخرية:

"ومن قال أن شرط الزواج الأساسي هو الحب والعشق؟؟ كثيرون ارتبطوا نتيجة تفكير عقلاني وواقعي وعاشوا حياة سعيدة.صحيح أني سأحصل على الجنسية بسببها ولكني بالمقابل سأكون زوجاً جيداً، فهناك الكثير من القواسم والأفكار المشتركة بيننا وهذا كافي ليستمر زواجنا بسلام".

أما غياث الذي يعيش في حلب فقد عقد قرانه على ابنه عمه في ألمانيا وهو ينتظر الآن انتهاء اجراءات معاملة لم الشمل ليسافر اليها.يقول غياث:

" الحياة في حلب أصبحت صعبة وفرص العمل تكاد تنقرض ناهيك عن الوضع المعيشي والانساني من غلاء الأسعار وانقطاع المياه والكهرباء المستمرين وانعدام الأمان.دفعتني كل هذه الظروف لأن افكر بالارتباط من ابنة عمي المقيمة في ألمانيا بحثا عن مستقبل وحياة أفضل".

يُقر غياث بأنه لم يلتقي بابنة عمه منذ سنوات طويلة وربما لا يعرف شخصيتها وطباعها بشكل جيد، ولكنهم في النهاية وبحسب مايقول من عائلة واحدة وهذا سيسهل الأمور كثيرا لاسيما وأن عمه هو من بارك هذا الزواج وشجع عليه. ويأمل غياث أن تسير الأمور على خير مايرام.

زواج الفيزا أوفر من نفقات السفر غير القانوني:

لا يريد حسن (24سنة) من ريف ادلب أن يقضي حياته وهو يعمل في مقاهي ومطاعم غازي عنتاب لساعات طويلة وبأجر لايكاد يكفي لقمة العيش،وهو الذي يحمل شهادة في الأدب الانكليزي من جامعة حلب .وبحسب رأيه فهو يحتاج للعمل ثلاث سنين متواصلة بدون أن يصرف قرشاً واحداً ليغطي تكاليف السفر لأوروبا بمساعدة المهربين.هذا ماعدا عن مخاطر السفر بهذه الطريقة وتلاعب المهربين واحتيالهم.يحدثنا حسن قائلاً:

" السفر لأوروبا مكلف جداً ويحمل الكثير من المخاطر،وهذا دفعني للبحث عن فتاة مقيمة بأي بلد أوروبي للزواج بها والسفر بطريقة قانونية.بهذه الطريقة أوفر مالاً كثيرا وأتخلص من مخاطر رحلة اللجوء وخداع بعض المهربين.لم أجد ألتقي بالفتاة التي أبحث عنها بعد ولكن الفكرة ستبقى موجودة وسأسعى اليها بكل ما استطعت".

الانترنت وسيلة للتعرف على الشريك

شيرين فتاة تقيم منذ سنتين في مدينة أنطاكية التركية،تتحدث كيف تعرفت على خطيبها السوري الجنسية و المقيم في هولندا عن طريق الانترنت.وبعد ستة أشهر من التواصل عبر السكايب التقيا في تركيا وتم عقد القران وهي الآن ستلحق به بعد اشهر قليلة.تقول شيرين:

"تعرفت على عصام خطيبي على الفيسبوك حيث كان لنا آراء وأفكار مشتركة فيما يخص الثورة. وبعدها ازداد التواصل فيما بيننا وبدأنا نشعر بالتقارب والانسجام وانتهى الأمر بقرار زواجنا.لم يكن يخطر لي ابدا في السابق أن اتعرف على شريك حياتي بهذه الطريقة والظروف،ىالأمر كله حصل بشكل تلقائي وبدون تخطيط وأنا متحمسة للحياة في هولندا والعيش باستقرار بعيدا عن ضغوط الحياة وصعوبتها هنا".

ربما الأقدار هي التي جمعت شيرين بخطيبها بحسب ماقالت، إلا أن الأمر بالنسبة لمروة يختلف، فهي حاليا تتجهز للسفر بعد شهرين الى السويد حيث ستلتقي للمرة الأولى بزوجها الذي ارتبطت به عن طريق الأهل حيث تم التعارف عن طريق الصور والانترنت. تقول مروة:

"زواجي هذا كان فرصة لي للسفر الى السويد بدون عناء. لم افكر بأي شيئ آخر سوى أنني سأنعم بالاستقرار الذي لم أعرفه منذ قدومي لتركيا، حيث فرص العمل قليلة وأيضا فرص الزواج بشاب يؤمن لي حياة كريمة أيضا محدودة بسبب الظروف المادية السيئة التي يعانيها معظم شبابنا اللاجئين هنا".

وعن سؤالنا لها حول كيفية التأقلم مع زوج لم تلتقيه بشكل شخصي أجابت مروة:"الانترنت سهّل هذا الأمر كثيرا، فنحن نتواصل دائما عبر السكايب وهذا لا الأمر يختلف كثيرا عن التواصل بشكل مباشر".

ماهي انعكاسات زواج الفيزا؟

المرشدة النفسية سلوان الحسن تقول أن انتشار زواج الفيزا بين أوساط الشباب هو ردة فعل انعكست من الواقع السيئ الذي يعيشونه على كافة الأصعدة، بالاضافة الى الانفتاح على العالم الغربي الذي وفرته وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت عموماً دفع الشباب للسعي الى العيش في تلك المجتمعات هربا من الظروف المادية والمعيشية القاسية. أما على الصعيد النفسي (الفردية) التي تسيطر على المجتمعات الغربية هي أول ما سيصطدم به الشخص بعد هذا الزواج. وهذا سيخلق حالة من صعوبة في التكيف تؤدي الى التضارب في الأفكار والمفاجئة بسلوك وطباع شخص لا يعرفه سوى على الانترنت والذي أعتقد أنه لا يغني عن التواصل المباشر لاسيما اذا كان الأمر متعلق بالزواج.اضافة الى أن غايات هذا الزواج القائمة على المصلحة ستؤدي لافراز أسرة متفككة يكون الأطفال هم ضحيتها الأولى.

التعليقات (1)

    oussama

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    اريد الدهاب الى تونس
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات