لهذه الأسباب مثقفوالأسد يشتمون مدير (هيئة الكتاب) الجديد!

لهذه الأسباب مثقفوالأسد يشتمون مدير (هيئة الكتاب) الجديد!
كانت مديرية للتاليف والترجمة أيام الأستاذ أنطون مقدسي الذي جعل من إصدارات وزارة الثقافة السورية أهم إصدارات الكتب في الوطن العربي، حيث أدخل الحداثة إلى نوعية الموضوعات التي أصدرتها الوزارة، كما أدخل كافة التيارات الفكرية والنقدية الحديثة إلى سورية.، وفيما بعد تم تحويل المديرية إلى هيئة، تناوب على ادارتها مجموعة من المثقفين لم يكونوا بمستوى قامة الاستاذ الذي يتذكره كل المثقفين باعتزاز وتقدير.

في كل مرة يتم فيها تعيين مدير جديد للهيئة يتداول المثقفون السوريون اسمه ويناقشون مسألة جدارته لهذا المنصب، طبعا بالمقارنة مع اسم الأستاذ المقدسي، وفيما إذا قام المدير الجديد بالسير على خطا الأستاذ ام لا، ويبدو أن سوء حظ من يقبل هذا المنصب أن يكتشف سريعا أنه غير جديربذلك، وعندها يبدا بالعد التنازلي لأيام اشغاله لهذا الموقع، حتى كانت المفاجاة الأخيرة بتعيين (الدكتورجهاد بكفلوني ) مديراً للهيئة بعد أن كان يشغل قبلها موقع مدير التاليف ومعاونا للمدير العام للهيئة.

محطات واتهامات وفساد!

الأوساط الثقافية استنكرت اختيار البكفلوني لهذا المنصب بسبب السمعة التي رافقته طوال مسيرته المهنية في الاعلام والثقافة.

بداية مسيرة البكفلوني كانت في صحيفة (الثورة) الرسمية، حيث عمل فيها رئيسا لشعبة التصحيح، واميناً للفرقة الحزبية فيها، وتم نقله من (الثورة) بسبب محاولة التحرش الجنسي على إحدى زميلاته، التي قامت بتقديم شكوى ضده الى القضاء، وتمت لفلفة الموضوع بعد توثيق الواقعة قانونياً، وتم الاتفاق حينها على نقله الى خارج الجريدة مقابل تنازل زميلته عن الشكوى!

تم نقله بعدها إلى محافظة ريف دمشق حيث عمل مديرا للمكتب الصحفي فيها وأميناً للسر في المحافظة، ولم تدم اقامته طويلا في موقعه الجديدن حيث تمت إعادته الى (الثورة) بعد واقعة فساد قام بها أثناء عمله، وعمل في وزارة الاعلام، حيث تم تعيينه لاحقاً مديرا عاما للشركة السورية لتوزيع المطبوعات حيث تسبب في انهيارالمؤسسة!

ويتحدث العاملون في المؤسسة عن فساد كبير مارسه مع مجموعة من المديرين الفاسدين الذين قربهم منه، وتم توثيق حالات من الفساد، مثل تشغيل سيارات نقل المطبوعات لحسابه الخاص عندما كانت تنقل الخضار والفواكه وانابيب الغاز من المحافظات بعد إيصال المطبوعات إليها، كما تم توثيق حالات توزيع وهمي للمطبوعات التي توزعها الشركة على امتداد أكثر من ستة أشهر الى حلب، في الوقت الذي لايستطيع أحد الوصول الى المدينة مع اغلاق أكشاك بيع الصحف فيها، علما أن وكيل الشركة العامة لتوزيع المطبوعات في حلب كان قد تقدم بعدة طلبات يعتذر فيها عن استلام المطبوعات بسبب الاوضاع الأمنية في حلب في الوقت الذي كان فيه رؤوس الفساد في المؤسسة يسجلون كميات المطبوعات الخاصة بحلب على انها مرسلة الى حلب، طبعا يقوم بعدها هؤلاء ببيع الكميات المعدة للتوزيع في حلب لحسابهم بدمشق، ويتابع العاملون في الشركة الحديث عن قيام (الجهاز المركزي للرقابة المالية ) بوضع يده على ملفات الفساد في الشركة العامة لتوزيع المطبوعات والتي تتجاوز الملايين من الليرات السورية، وان عدة محققين يفحصون الآن ومنذ عدة أشهر كل الملفات المالية والقرارات التي صدرت في الشركة خلال إدارة الدكتور البكفلوني.

مثقفو نظام الأسد ممتعضون!

وتحت عنوان (بكفلوني رئيساً للهيئة العامة للكتاب.. «إلى الوراء در» ) نشرت صحيفة (السفير) اللبنانية الممالئة لنظام الأسد، بتاريخ 25 /10/ 2014 مقالاً للصحفي الموالي سامر محمد إسماعيل، استشهد فيه بآراء كتاب ينتمون لنظام الأسد ويدافعون عن جرائمه، لكنهم ممتعضون من تعيين بكفلوني.. جاء فيه:

«الإجهاز على ما تبقى من الثقافة السورية: جهاد بكفلوني رئيساً للهيئة العامة السورية للكتاب. شعراء اتحاد الكتاب العرب يحتلون وزارة الثقافة؛ ولا أمل بنسمة هواء مغايرة؛ إلى الوراء در». هكذا كتب خليل صويلح، على صفحته الشخصية في الفيس بوك، محتجاً على تعيين بكفلوني الذي تم تعيينه أمس خلفاً لوضاح الخطيب؛ مما أثار حفيظة العديد من المثقفين السوريين؛ لا سيما أن بكفلوني يعتبر من المحسوبين على التيار المحافظ، حتى أنه أدخل كليشيه عممها كافتتاحية لمعظم منشورات الهيئة السورية للكتاب.

هكذا سيفاجأ القارئ لكـتاب «البنـيات الدالة على الحياة والموت في شعر فايز خضور» الصادر حديثاً عن الهيئة السورية للكتاب، بمقدمة تستهل كتاباً نقدياً على النحو الآتي: «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأفـضل الصـلاة وأتم التسليم على سيدنا محمدٍ خير المرسلين، وعلى آله وصحـبه الكرام أجمعين، وبعد»، متابعاً: «فأما كان الشعر أو الفن عامة هو المرشح الأول للحديث عن أحلامنا..إلخ»!! مفارقة جعلت من الكاتب السوري يشعر بأنه تابع مباشرةً لوزارة الأوقاف لا لوزارة الثقافة؛ وعن هذا يقول الكاتب حسن م.

يوسف معلقاً على تعيين بكفلوني الذي كان يرفض نشر أي كتاب شعري في الهيئة لا ينتمي إلى قصيدة العمود: «اعتدنا ألا يكون مدير الهيئة السورية العامة للكتاب مجرد موظف حكومي موثوق، بل صانع ثقافة من طراز خاص (...). لا أعرف الأستاذ جهاد بكفلوني شخصياً، وليست لدي أية فكرة عن مزاياه الشخصية ولا كفاءاته الإدارية، لكن القصائد والمقالات المتباعدة التي قرأتُها له قدمته لي كرجل منكفئ إلى الماضي، بحيث لم أستطع أن أتخيله جالساً على كرسي أنطون مقدسي».

وقد تمكنت الهيئة من الحفاظ على سمعتها الطيبة ورصانة مطـبوعاتها بفـضل مدراء جادين وصناع ثقافة من الدرجة الأولى تناوبوا على إدارتها؛ مثل المفكر أنطون مقدسي والباحث محمد كامل الخطيب؛ والأديب محمود عبد الواحد، ففي شخصية كل واحد من هؤلاء - يضيف يوسف: «يلتقي أنبل ما أنجزه الإنسان خلال مشواره على هذه الأرض من قيم ثقافية وإبداع».

• تواطؤ مع الفكر السلفي!

وتابع محمد سامر اسماعيل، على لسان من أسماه : (روائي وناقد سوري فضل عدم ذكر اسمه) يقول، متحدثاً عن خطر هذا الاخيتار على حالة الحرب التي يواجهها الوطن:

"إذا كان الاختيار الخاطئ لمدير الهيئة السورية العامة للكتاب في زمن السلم يؤدي إلى نتائج سلبية على مستوى إنتاج ونوعية ونشر وتوزيع الكتاب؛ فإن مثل هذا الاختيار في حالة الحرب على الجبهة الثقافية مع فكر ماضوي ونزعات ما قبل وطنية؛ يعد تواطؤاً مع ذلك الفكر وتلك النزعات وحواضنها الثقافية والسياسية".

بدوره كتب الكاتب فاضل الكواكبي على صفحته في الموقع الأزرق يعتبر تعيين النظام لبكفلوني يضعف الوقوف ضد ما أسماه " الإسلام السلفي والوهابي والعثماني الجديد.. حيث يقول:

"أدين بشدة تعيين بكفلوني مديراً عاماً في وزارة الثقافة؛ فهذا القرار يتناقض مع كل رغبات التنوير والتحديث والوقوف في وجه تيارات الإسلام السلفي والوهابي والعثماني الجديد؛ والتي تسببت بنزف دماء ملايين السوريين منذ سنوات".

منافسة على الفساد!

مثقف يعرف كواليس مؤسسات النظام وأمراض مثقفيه، صرّح لأورينت نت، تعليقاً على هذه الحملة:

"مواقف مثقفي النظام ليست نابعة من الحرص على وجود شخص يتمتع بحضور ثقافي يحترمه مثقفي سورية لموقع كان يشغله الأستاذ المقدسي بالضرورة، بل لآن النظام اختار لهذا المنصب من هو أكثر فساداً منهم"!

التعليقات (1)

    الشتم من أهم خصائص طائفة الأسد

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    شتموا الشعب الروماني لدى خلاصه من شاوشيسكو في حين كان الشعب السوري ينتظر بفارغ الصبر خلاصه من شامشيسكو شتموا غورباتشوف شتموا بوش شتموا كلينتون وشتموا أنفسهم ومرؤوسيهم على سبيل المداعبة يوميا على الأقل مرة واحدة باليوم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات