صحافة "الغل"!
لو أن فايز قزق تمشى لدقائق في حي الصالحية لكتب وسام كنعان خبراً عن ذلك في صحيفة الأخبار وأعطاه بعداً سياسياً وطنياً ذا طابع بطولي، أما أن يسافر للسويد طلباً للجوء فذلك ليس سبقاً صحفياً، ولا يرقى إلى درجة النشر في تلك الصحيفة إلاّ حينما تنشر صحافة الثورة ذلك الخبر كتحريض على سفك الدم السوري وعندها تنبري الصحيفة للدفاع عن سورية من خلال تكذيبها لشائعة هروب قزق بل وتحويل واقعة الهروب إلى حالة وطنية فريدة، فيكفي أن يصرح قزق من إحدى الدول الأوروبية (أي ذات الدول التي يدير منها الخونة ثورتهم) يكفي أن يصرح بأن سورية هي جنة الله على أرضه لتكون الجملة حكمة وفلسفة، أما أن يصرح معارض بذات الجملة من ذات المكان فتلك خيانة وتآمر وسفك للدم السوري!!
لم تتعلم صحافة الثورة - أو صحافة "الغل" كما أسماها صحفي الممانعة - مبادئ المهنية وأسس المنهجية حتى الآن وعليها العودة إلى وسام كنعان ليفيض عليها بجزء من خبراته، كما أنها لا تزال تفتقد للحد الأدنى من الأخلاق ولو كانت حريصة عليها لطلبت من لونا الشبل ونضال زغبور وعمران الزعبي وبثينة شعبان وغيرهم من أساتذة الأخلاق بعض الدروس، كاتب مقال الأخبار يصف فايز قزق بأنه لم يحمل السلاح وبأنه أدلى برأيه وحسب ولم يتعدّ حدود الكلمة ومع ذلك فإن المعارضة القابعة في الخارج، ومنهم من يقيم في ذات البلد الذي يقيم فيه قزق مؤخراُ تجرمه، هذا رأي وذلك رأي، هذه كلمة وتلك كلمة أيضاً، ولكن رأي المعارضة وكلامها يقتل السوريين أما آراء الموالاة وكلامهم الذي تجد حروفه منتشرة بين شظايا البراميل والحاويات المتفجرة، وجمله منقوشة على صواريخ السكود، فهو فعل وطني لا يحتمل التأويل!!
أقارب قزق في السويد!
فايز قزق لم يهرب ولم يطلب اللجوء وإنما هو في زيارة لأقاربه في السويد وسوف يعود إلى دمشق جنة الله على أرضه حالما تنتهي الزيارة، ذلك كلام قزق نفسه الذي سارعت جريدة الأخبار لانتزاع تصريحاته فلم يجد سوى عباءة بثينة شعبان ليختبئ داخلها ولا أوسع من معطفها مخرجاً فنسي معطف غوغول ونسي المقولات الفنية والإنسانية التي لاكها على مدار سنوات طوال واستدعت ذاكرته تصريحات شعبان حول زيارة السوريين اللاجئين لأقاربهم في تركيا وعودتهم حال انتهاء الزيارة، ولكن زيارة تركيا طالت كثيراً فقد حجزت بثينة شعبان لزوّار تركيا تذكرة الذهاب بلا عودة، ومن الواضح أن قزق حجز ذات التذكرة ولكن على متن الخطوط التشبيحية ليطالب باللجوء قاطعاً فرصة واحد ممن شردهم النظام الذي يدافع عنه.. وكما يتغزل قزق بدمشق على أنها جنة الله على أرضه ثم يترك تلك الجنة وينتظم في دروس اللغة السويدية وكأنه يرفع الشعار الشهير: "نارك ولا جنة هلي" فهو يتغزل أيضاً بجواز سفره الذي سيبقى سورياً كما قال وربما لم يكمل الجملة والتي تتضمن "لحين الحصول على الجواز السويدي"..
لك الله يا بثينة حين وضعت حجر الأساس لأكاديمية الوقاحة والصفاقة وحددت مادة السفالة كمادة تخصصية فخرجت أجيالاً من السفلة لا يزالون يحولون الكذب المفضوح والقتل المتعمد والإبادة الجماعية والتدمير والخيانة وبيع الوطن إلى أفعال وطنية ولا يتورعون عن الشماتة بالدم المسال في شوارع سورية وتخوينه بجرم مطالبته بالتحرر من الذل والعبودية..
التعليقات (4)