المواجهات بين النصرة وثوار سوريا تصل إلى معرة النعمان!

وفي التفاصيل، توجهت يوم الأحد الماضي 26 تشرين الثاني قوات من جبهة "ثوار سوريا" إلى قرية "البارة" وقامت بمداهمة بعض البيوت، وحسب الناشطون فقد اندلعت بعض المواجهات بين مقاتلي ثوار سوريا والنصرة، وأصدرت جبهة "ثوار سوريا" بياناً عن هذه المواجهات، قالت فيه إن "النصرة" كانت قد طالبت ثوار سوريا بتسليم بعض مقاتليها للمحكمة، فقامت ثوار سوريا بملاحقة هؤلاء العناصر ولكن تفاجأت بأن مقاتلين تابعين للنصرة يحمونهم وقاموا بالاشتباك مع مقاتلي ثوار سوريا. (صورة البيان بالمرفقات).

بالمقابل أصدرت جبهة النصرة بياناً يوم أمس الاثنين حول المواجهات مع "ثوار سوريا" أشارت فيه إلى أن " ثوار سوريا" داهمت قريتي البارة وكنصفرة بالدبابات والأسلحة الثقيلة واعتدت على الآمنين " تفاجأ أهلنا ببلدة البارة صباح يوم الأحد 2 محرم 1436هـ برتل من المشاة والدبابات والمضادات يقتحم البلدة ممطرًا أهلها بحمم من القذائف والرصاص " وقالت "النصرة" إنها تدخلت مع فصائل أخرى لحماية الأهالي.(صورة البيان بالمرفقات).

وتطور المشهد اليوم ليشهد تطورات دراماتيكية، حيث امتدت المواجهات إلى معرة النعمان وعادت الروايات للتضارب، فتحدثت الأولى عن دخول النصرة وحلفائها إلى المدينة والسيطرة على مقرات فصائل الحر، أما الثانية فقالت أن جميع فصائل الحر تركت مقارها وتمركزت على أطراف المدينة تجنباً لأي اشتباك في المناطق المأهولة.

ويقول ناشطون من المنطقة "إن الأمور تتأزم بعد أن اصطفت بعض الفصائل مع الجبهتين"، وامتدت المواجهات لعدة مدن وقرى في ريف ادلب، ونبه الناشطون إلى استغلال تنظيم الدولة (داعش) و(النظام) لما يجري وبث الشائعات عن حجم المعارك ومحاولتهم لتعميق الهوة بين الطرفين.

هذه المرة مختلفة

راهن الكثيرون على النزاع بين الفصائل والمجموعات الثورية في سوريا وفعلاً عبر السنوات الثلاث التي مرت من عمر الثورة حصلت عدة مواجهات، لكن كان يتم ايقافها فوراً.

فهل تختلف هذه المرة؟.. يقول أحد مديري مجموعة "مراسل سوري" الإخبارية: "نعم للأسف تختلف، من الواضح أن الخلافات القديمة بين الجبهتين لم يتم حلها وإنما تأجيلها فقط، ومن الواضح أن هناك اكثر من طرف يريد لهذا النزاع أن يتطور الآن"، ويضيف أن المتابع لصفحات النظام وداعش وبعض الصحافة، سيلاحظ أن هناك استثماراً ومحاولات التأجيج للوصول إلى نقطة اللاعودة، والتي "نتمنى أن لا نصل إليها، وأعتقد أن صوت الحكمة سيعلو وسيغلب. المشكلة أن كلا الفصيلين سوريين وأهدافهما المشتركة أكثر آنية وضرورة من الخلافات، لا يمكن لهذا الصراع أن يستمر فهو ومهما كانت الروايات يعتبر طعنة في ظهر الثورة والشهداء".

مناشدات بتحكيم العقل

وأطلق عدد من الفعاليات مبادرة "ولا تنازعوا" بهدف اصلاح ذات البين، إلا أن تطورات الموقف اليوم تؤكد أن جهود المصالحة ما زالت عاجزة عن رأب الصدع.

وتنص المبادرة على :وقف اطلاق النار، اطلاق سراح الأسرى، وتشكيل لجنة شرعية عليا للفصل في القضايا العالقة، ومنح القائمين على المبادرة مهلة 24 ساعة للفصائل المتنازعةانتهت هذه الليلة الساعة الثامنة مساءاً.

بينما أصدرت صفحة "جبل الزاوية اليوم" على الفيس بوك بياناً حذرت فيه الأطراف المتصارعة بأنها إذا لم تتوقف فوراً عن القتال و" تصطلح الأطراف المتنازعة في جبل الزاوية و تقوم بالكف عن أعمالها من عمليات قصف وقتل واعتقال و إطلاق نار عشوائي و وقوع أضرار مادية و بشرية كبيرة الخاسر الأكبر فيها هم أبناء وشعب الجبل" فإن أبناء جبل الزاوية سيخرجون " بمظاهرات سلمية وبصدور عارية ضد طرفي النزاع كما خرجنا سابقا ضد الأسد و شبيحته بسبب الظلم و القهر و الذل ".

كما أصدرت مختلف الفصائل والتشكيلات الثورية العاملة بريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي "صقور الغاب، ألوية الأنصار، جبهة حق المقاتلة، حركة حزم، لواء خط النار، الفرقة101، تجمع العزة، حركة أحرار الشام الأسلامية" بياناً تطالب فيه بوقف القتال فوراً والاحتكام "الى شرع الله والألتزام بالمبادرة التي تقدم بها كلاً من الشيخ حذيفة عبدالله عزام والشيخ حسن الدغيم والشيخ أبو ماريا القحطاني ورابطة علماء المسلمين حتى نهاية هذا اليوم الساعة الثامنة مساءً الموافق ليوم الثلاثاء 28_10_2014." .

وأضاف البيان أن الفصائل الموقعة عليه ستعتبر الفصيل الذي يرفض المبادرة وتحكيم شرع الله "هو فصيل باغي والخصم للفصائل المزكورة وستقوم بالعمل بما يمليه عليهم شرع الله".

صفحات التواصل الاجتماعي تشتعل

وشهدت صفحات الفيس بوك السورية مواجهات ونقاشات حادة عن هذه المواجهات حيث تمترس المؤيدون لهذا الطرف أو ذاك وكانت العصبية وتبادل الشتائم هي الطاغية، وكانت ردة فعل السوريين بأن ذلك يدل على "مدى خيبة الأمل من هذه المواجهات، ومقدار التشنج في النقاش يدل على الرفض الشديد لهذه المواجهات".

أما على تويتر فقد كان بارزاً تغريدات عناصر داعش التي قامت بالهجوم على جبهة "ثوار سوريا" متهمةً اياها بالكفر والردة.

كما كان بارزاً هجوم عناصر داعش على "أبو مارية القحطاني" الذي يحاول، عبر تغريداته، وأد الفتنة كما يقول، ويحذر من مغبة المواجهات وخطرها.

ويؤكد القحطاني أن البنادق يجب أن تبقى موجهة نحو النظام السوري وداعش، ويقول القحطاني بان "على الجميع وقف القتال،فمايجري هو تمهيد لتدخل غربي يمهد لوجود داعشي في المنطقة"، كما كان لافتاً في تغريدات القحطاني تأكيده أن كلا الطرفين لم يكفر الآخر، بل ذكروا حججهم وأسباب القتال دون تكفير فالمسألة اذن، حسب ما قال، "ليست كفر وإيمان."

أما أبو عيسى الشيخ قائد لواء صقور الشام فقد قال في حسابه على تويتر "اللهم إني أبرء إليك مما تصنع اﻷيادي الخفية في الساحة السورية هذا اﻹقتتال الدائر اﻵن في إدلب المقصود منه أهل السنة في الشام وجهادهم المبارك"