جهادعبدو لـ(أورينت نت): فنانوالنظام قالوا لي حفرت قبرك الفني

جهادعبدو لـ(أورينت نت): فنانوالنظام قالوا لي حفرت قبرك الفني
"كرمني مهرجان مالمو على مسيرتي الفنية، وكان لهذا التكريم أثر على وجداني، بسبب التوقيت، فما يمر به السوريين، اليوم، وأنا واحد منهم، يجعل الألم يعتصر قلبي حتى في لحظات الفرح"

هكذا بدأ النجم السوري جهاد عبدو أو (جي عبدو) كما تعرف عنه الصحافة الأمركية، حديثه لصحيفة (أورينت نت) عقب تكريمه في مهرجان (مالمو) للسينما العربية بالسويد، المنعقد مؤخراً. تكريم عبدو يأتي على هامش معركة مشتعلة بين فنانين اختاروا الاصطفاف مع النظام في حربه ضد الحرية، وآخرين اختاروا المسير والهتاف بإيمان لقافلة الحرية وكان جهاد عبدو واحداً منهم.. ويكمل متحدثاً عن تكريمه الأخير"أنا أفخر بما قدمته على مدى25عاماً من أدوار أعجبت الملايين حول العالم، وأرنو للمزيد".

مع كيدمان التاريخ أنصفني!

عبدو منذ صغره، كان مولعاً بالسينما العالمية، ويعد متابعاً شغوفاً لكل نتاجها السينمائي، مثل أفلام بيرغمان، السينما الإيطالية، والسينما الأمريكية، وكانت تراود مخيلته الصغيرة، أن يقف ممثلاً أمام قامات سينمائية من أمثال جاك نيكلسون، روبيرت دي نيرو، وأنثوني هوبكينز. لذلك يعتقد عبدو، أن التاريخ أنصفه، خاصةً أنه لم يستعمل خلال تاريخه بالدراما والمسرح السوريين، سوى جزء يسير من طاقاته: "وقوفي أمام عملاق السينما (توم هانكس)، والممثلة المذهلة حقاً (نيكول كيدمان)، أعطاني الكثير على الصعيد الفني والإنساني!" موضحاً عبدو الجانب الإنساني: "اكتشفت أمام كيدمان، أن الاجتهاد والعمل مدعومان بالحرية الشخصية، يضيفان الكثير من العمق إلى الشخصية التي ألعبها، وإلى ذاتي فيما بعد".

لكل نجم بصمة خاصة، لا تضاهيها بصمة نجم آخر، نتلمس ذلك في تواضع عبدو، حينما يرد على منتقدي تجربته، معتبراً الطفرة والحظ وما شابه ذلك، شعوراً عادياً يراود كبار نجوم السينما في أمريكا، مستدركاً: "المهم أن تكون مؤهلاً وجاهزاً لملئ الفراغ، وأعني هنا طموح المخرج وطاقم العمل من جهة، والمنتج الذي يسعى للربح، من جهة ثانية".

هيرتزوغ يقاوم الضغوط!

يعتبر عبدو نفسه إذاً محظوظاً... وجزء من ذلك يكمن بالتعرف على المنتج نك رسلان، الذي قدمه للمخرج فيرنر هيرتزوغ: "كان على عاتقي وجوب إقناع المخرج هيرتزوغ، باستحقاقي للدور، خاصةً أن المنافسين أسماء هوليوودية مشهورة، أذكر منهم طوني شلهوب، الحاصل على جائزة (غولدن غلوب) وغيرها من الجوائز العالمية، صاحب مسلسل (مونك)الشهير. والحاصل على جائزة (أوسكار) النجم بينثينيو ديل تورو، وغيرها من الجوائز العالمية.

الدور الذي حصل عليه عبدو لاحقاً، بجهده الشخصي، قدم عنه المخرج هيرتزوغ برفقة النجمة العالمية نيكول كيدمان، شهادة حية للصحافة الأمريكية، لا يحصل عليها إلا القليلة من نجوم هوليوود، ولا يبدو ذلك مستغرباً خاصةً أن عبدو أضاف عمقاً خاصاً لفيلم (ملكة الصحراء) برمته، وليس لدوره فحسب، على حد تعبير المخرج هيرتزوغ في تصريحاته للصحافة الأمريكية، مما جعل المخرج هيرتزوغ يتجنب ضغوطات من شركة الإنتاج بجلب أسماء أمريكية بهدف رفع توقعات شباك التذاكر.

لم أحفر قبري الفني بيدي!

"أرى فيه انطلاقة جديدة نحو الحرية، في اتجاه اكتشاف جديد ومثمر للذات بكل مكنوناتها" بالكلمات سالفة الذكر، يوصف عبدو موقفه المناصر للثورة السورية، رافضاً توصيفات الفنانين المؤيدين للنظام الذين قالوا له أن هكذا مواقف تعني حفر قبره الفني... معتبراً نجاحه والنجاحات التي يتمناها لكل زملائه، دليلا على صحة اختيار مناخ للحرية والإبداع، والشواهد على هجرة النجوم للإبداع في مناخ الحرية كثيرة تبدأ مع النجم تشارلي تشابلن، ولا تنتهي مع النجم (شون كونري)، الذين أبدعوا في بلاد العم سام.

عبدو تعرف إلى زوجته الفنانة التشكيلية فاديا عفش، خلال أمسية ثقافية لموسيقى الجاز- فلامنكو، بالمركز الثقافي بالمزة، حيث جمعتهما "قصة حب رائعة"، على حد تعبيره، وأسطورة قصة حبهما قائمة على أسس ومعايير أخلاقية، لا يمكنهما التنازل عنها: "لا أخفيك والقراء، أن زوجتي تدير معظم شؤوني الحياتية والمهنية، فأنا أثق بها، وأعتمد عليها في مهنتي وعلاقتي مع العالم".

يرى عبدو أن الفنان الذي نشأ وأبدع على خشبة المسرح، لا يمكن أن يهجره"شاركت في مسرحية (حكاية علاء الدين) قبل سفري عن سورية بقليل، وكانت تجربة رائعة. مدير أعمال عبدو، السيد مات لوبر، يعتقد أن عودة جهاد للمسرح ضرورية، ولكن ليس الآن، وإنما بعد أن يصبح لاسم جهاد عبدو، صدى في أمريكا الشمالية والعالم.

"في بلد لا يعترف سوى بالمهارات، نحتاج للكثير كي نتعلمه" لذلك لا وقت كثير يملكه عبدو، رغم ذلك يسترق بعضاً منه، لمشاهدة تجسيده لدور الملازم أحمد فاضل في مسلسل (إخوة التراب)، دور نذير أبو الورد في مسلسل (حمام القيشاني)، ودور العميل إيك في مسلسل (ملح الحياة).

سنرجع يوماً إلى حينّا!

واثق النجم السوري جهاد عبدو، من مجيء اليوم، الذي يعود فيه مع زملائه وأحبته إلى وطنه سورية، لكي يحملوا صناعة الدراما على أكتافهم من جديد، والتي بدورها حملتهم هي على أكتافها، في ظروف إنسانية وأخلاقية ومادية، أفضل من تلك التي كانت تحكمها قبيل الثورة السورية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات