مشاهد قاسية
عرضت صور الجثث وهي محمّلة على ظهر حافلة وبجانبها مقاتلي الحزب، ما فاجأ الكثير من أبناء مدينة عامودا، الذين عبروا عن امتعاضهم وصدمتهم بفعل كهذا، قائلين أنه على الرغم من أنّ المدينة وأبناءها ضد ما يقوم به التنظيم من أعمال وحشية وعدوانيّة في سوريا، إلّا أنه لا يمكن التشبه به، من خلال التمثيل بالجثث.
رصدت أورينت نت ردّة فعل الشارع الكردي التي انقسمت ما بين معارضة ومؤيدة لنشر تلك الصور، وفي حين علقت إحدى صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بموقع كردي مشهور (كميا كوردا) على الحادثة قائلةً: "إن الشاة لايؤلمها السلخ بعد الذبح"، عرض بشع لجثث الإرهابيين في مدينة عامودا من قبل قوات "حزب الاتحاد الديمقراطي"، وتساءلت الصفحة، هل الهدف منه بثّ الذعر في صفوف المدنيين والمعارضين للتجنيد الإجباري؟.
ألا يشبه هؤلاء الذين يرفعون إشارة النصر على جثث المتطرفين أشبه بالدواعش أنفسهم؟".
تأثير سلبي
الصحفي سردار ملا درويش عبر عن امتعاضه لعرض الجثث بالقول، "إنّ الانتصارات في سري كانيه توقف تقدم داعش نحو المنطقة. هناك قتلى في صفوف داعش، ولكن الصور التي يتم نشرها من المدينة لا تخدم بقدر ما يعود تأثيرها السلبي على نفوس جيل كامل من الأطفال".
وأضاف درويش، إن سير هذه الجثث وتصويرها في المدينة سيكون تأثيره سلبياً فيما إذا رآه العالم. نحن لم نعتد أن نستلذّ برؤية جثث الغير. هم طغاة يهاجموننا وأبطالنا يدافعون ولكن قد تضعنا هذه الصور في خانة الانتقاد، لذا من الأفضل عدم نشرها والمساهمة في عدم تكرارها في المدينة".
الروائي الكردي جان دوست، علّق على نشر الصور بالقول: "أنا حفيد ملا عبد اللطيف الأومركي الإيواني. كان جدّي متديناً نعم، كردياً نعم، لكنه كان ضد الظلم ورفض المجازر ضد الأرمن والمسيحيين، والآن أنا أتبرأ مرة أخرى من أفعال بعض الكرد الشنيعة وعرض جثث القتلى في شوارع عامودا، عامودا التي شهدت لهذا الرجل العظيم بتسامح قلَّ نظيره. حتى أن المسيحيين جاؤوا من دمياط وبنوا له محراب مسجده".
حرب نفسيّة
في حين يعتقد جورج حداد أن الغرب ليس لديه أي اهتمام تجاه القضايا الإنسانية، ويرى أنّ الصور هي جزء من الحرب النفسية التي مارستها داعش قبل دخول أي منطقة لترفع من معنويات المقاتلين لأن موت العدو هو النتيجة الواضحة والسعيدة لأن تضحي بحياتك من أجل قضية تأتي بثمار.
عبد الرحيم سلمان، يقول أنه لو فكرنا بغدٍ أفضل للشعب الكردي فلا يجوز عرض هكذا صور، وإذا حاول مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية القيام بهكذا أفعال ونشرها على صفحاتهم، فهذا لا يعني أن نقوم بمثل ما يقومون به، أو نقابلها بالمثل.
تباً لمشاعركم!
يرى خالد عيانة أن ثقافة الشعب الكردي وأخلاقه تختلف عن أخلاق وثقافة إرهابيي التنظيم، فلا يجوز أن يتلذذ الكردي بجثث القتلى ولا يجوز أن يرى الأطفال تلك الجثث أو مناظر الدم، بينما يقول عبد العزيز محمود يونس: "هم يشوهون جثثنا ويتلاعبون بها، متفننين بطريقة ذبحنا، كما، الكل اليوم يقول أنه لا يجب عرض صورهم في الوقت الذي يسير الإرهابيون بجثث أولادنا في الشوارع والأزقة ونساؤهم تهلهل وتزغرد لذلك. ألا تباً لمشاعركم النبيلة.. موجها كلامه لمعارضي نشر الصور.
جدير بالذكر، أنها المرّة الأولى التي يعرض فيها مقاتلو الحزب الكردي جثثاً لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، ويتجولون بها داخل مدن كرديّة مأهولة بالمدنيين، حيث كانت تنقل في السابق بعض الصور من ميدان المعركة.
التعليقات (16)