مليشيات شيعية بزي الجيش العراقي: خطف وقتل والحكومة تتواطأ!

مليشيات شيعية بزي الجيش العراقي: خطف وقتل والحكومة تتواطأ!

اتهم تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية (آمنستي)، قبل أيام، ميليشيات عراقية شيعية بخطف وقتل العشرات من المدنيين السنّة في الشهور القليلة الماضية .وأشار التقرير إلى أن هذه الميليشيات التي تضم: "عصائب أهل الحق"، "كتائب بدر"، "جيش المهدي" و"كتائب حزب الله"، أصبحت أكثر قوّة إبان انهيار الجيش العراقي أمام تقدّم تنظيم الدولة الإسلامية. واعتبرت (المنظمة) أن الميليشيات الشيعية تستخدم الحرب ضد "داعش" بمثابة حجة لشن هجمات "انتقامية" ضد السنّة.

إعدامات عشوائية

وقال التقرير إن هذه الميليشيات الشيعية خطفت أكثر من 170 عراقياً في يونيو/حزيران الماضي من مدينة سامراء السنية التي تقع شمال بغداد، كما أن أكثر من 30 منهم اقتيدوا من منازلهم أو بالقرب منها في 6 يونيو/حزيران، ثم قتلوا رمياً بالرصاص ووجدت جثثهم ملقاة في مكان غير بعيد من مكان اختطافهم.

وأعلنت "آمنستي" أنه عثر على عشرات الجثث مجهولة الهوية، وجدت مقيدة اليدين وآثار الطلقات النارية في الرأس، مؤكدةً أن لديها أدلة تدين ميليشيات شيعية بارتكاب عمليات إعدام عشوائية، وارتكز التقرير على مقابلات أجرتها المنظمة في العراق في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر، ضمت تفاصيل لاعتداءات طائفية قامت بها الميليشيات العراقية في مدينة بغداد وسامراء وكركوك.

وأضاف تقرير (منظّمة العفو الدولية) أن مجموعات شيعية مسلحة تفرض على عائلات المخطوفين السنّة دفع عشرات آلاف الدولارات لإطلاق سراحهم، وأوضحت المنظمة أن عناصر الميليشيات يرتدون ملابس الجيش العراقي، إلا أنهم لا يتقيدون بالمعايير العسكرية.

تواطئ الحكومة

كما اتهم التقرير الحكومة العراقية بدعم وتسليح الميليشيات الشيعية ومنحها الحصانة. وقالت مستشارة المنظمة لأوضاع الأزمة، دوناتيلا روفيرا: "تعطي الحكومة العراقية بمباركتها هذه الميليشيات، موافقتها على جرائم حرب وتغذي حلقة خطيرة للعنف الطائفي".

وكان حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي الذي تولى منصبه الشهر الماضي، اعترف بحصول التجاوزات السابقة من قبل قوات الأمن، ولم يعلق العبادي بشكل مباشر على مزاعم تقرير منظمة العفو الدولية، إلا أنه قال في وقت سابق إن العراق يواجه معركة "البقاء" ضد تنظيم الدولة الاسلامية، مضيفاً أن على حكومته التعامل مع ما سماه "المظالم المشروعة" للشعب العراقي، في إشارة إلى السنّة.

فتاوى انتقامية

استطاعت الميليشيات الشيعية ضم آلاف المتطوعين إلى صفوفها بعد فتاوة عديدة أصدرها بعض رجال الدين الشيعة، أبرزهم علي السستاني، الذي دعا إلى حمل السلاح ومقاتلة تنظيم (داعش) بعد سيطرته على الموصل، ما دفع الآلاف إلى التطوع للتدرب على حمل السلاح ومساندة القوات الحكومية.

بينما، في مقابل ذلك، عبرت العديد من الأطراف العراقية عن خشيتها من أن تقوم الميليشيات الشيعية بعمليات انتقامية ضد المدنيين السنّة تحت حجة (فتوى محاربة الإرهاب)، وهو ما يبدو أنه وقع بالفعل بعد تقرير منظمة (آمنستي) الذي يقدّم دلائل موثقة على انتهاكات ارتكبتها الميليشيات الشيعية ضد مدنيين سنّة.

وقد اعتبرت جهات عراقية أخرى أن فتوى السيستاني "سياسية بامتياز" لحشد الشارع العراقي طائفياً، مقدمةً تساؤلات حول عدم إصدار السيستاني فتوى إبان الاحتلال الأميركي للعراق، تدعو لمقاتلة الغزاة، مبررةً موقفها الرافض للفتوى بأن العراق محكوم منذ ألف عام من السُنة، بينما لم تفجر المراقد الشيعية إلا بوجود حاكم شيعي"ـ في إشارة إلى المالكي والحرس الثوري الإيراني اللذان تدور حولهما الشبهات بتفجير المراقد الشيعية للتأجيج الطائفي.

خارج المساءلة

من جهته كشف سعيد حدادي الناطق باسم منظمة العفو الدولية في تصريحات صحافية أن الاغتيالات موثقة لدى المنظمة بشهادات عوائل الضحايا وموظفي وزارة الصحة العراقية العاملين في مشرحة بغداد الذين أبلغوا فريق المنظمة أن الاغتيالات قد تضاعفت وازداد عددها بعد سيطرة (داعش) على الموصل.

ووصف حدادي نظام عمل الميليشيات الشيعية بأنه نظام لا يوجد له مثيل في العالم فهي تعمل بجانب القوات المسلحة، وغير خاضعة لقانون أو مراقبة أو مساءلة.

جرائم في سورية

من جانب آخر، يستمر تدفّق الميليشيات الشيعية إلى سورية بحجة حماية المراقد الدينية، حيث تقوم إيران بالتنسيق مع نظام بشار الأسد بتجنيد آلاف المرتزقة من دول عديدة مثل أفغانستان وباكستان واليمن والعراق لمواجهة الشعب السوري المنتفض ضد النظام الدكتاتوري، وترتكب هذه الميليشيات جرائم حرب ضد المدنيين في سورية، ويضاف إلى ذلك تواجد المئات من عناصر ميليشيا حزب الله اللبناني الشيعي على الأراضي السورية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات