(فرانس24) في مصيدة الإعلام اللبناني: خبر محذوف يفجر فضيحة!

(فرانس24) في مصيدة الإعلام اللبناني: خبر محذوف يفجر فضيحة!

أثار خبر مقتضب نشره أحد المواقع الإخبارية اللبنانية منذ ثلاثة أسابيع جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية، وذلك على خلفية كشفه لخلاف بين أحد مراسلي "فرانس 24"، مع رئيس تحرير المحطة، سرعان ما تحول لفضيحة بعد أن انتقل من مصدره الرئيسي إلى مواقع التواصل الاجتماعي.

تفاصيل الخبر " المختصر " الذي أورده موقع " ليبانون ديبايت "، تحدثت عن خلاف نشب بين منصور تيس رئيس تحرير محطة "فرانس 24"، بنسختها العربية، وبين بديع قرحاني، مراسل القناة في بيروت.

وبحسب المصدر، فإن تيس اتهم قرحاني بأنه " سني كتير "، فيما رد الأخير شاتماً مديره لأنه يطلب منه دائماً عدم كشف الحقائق عندما تكون في صالح سنة العراق سوريا، كما أشار في تصريح للمصدر ذاته أنه "إذا كنت مراسلاً صحافياً، فهذا لا يعني ان أكون شاهد زور بحق السنة في العراق وسوريا كما يريد منصور تيس الذي يريد الدفاع عن بشار الأسد ونور المالكي، وفي كل الاحوال كل كلمة قلتها في مداخلتي لم تخرج عن الموقف الرسمي الفرنسي".

هذا الكلام الذي تم نقله من المصدر "حرفياً"، تم حذفه بعد ساعات من موقع ليبانون ديبايت، إلى جانب حذف رد لرئيس التحرير نشر على الموقع ذاته، والذي لم يجب على الرسائل التي حاولنا استيضاح أسباب الحذف من خلالها.

في ذيل القائمة

يبرر متابعون وإعلاميون معنيون بالشأن السوري هذه الخلاف بالنتائج التي خلص إليها تقرير "دراسة الجمهور السوري"، والذي قام به مركز التعاون والانتقال الإعلامي بالتعاون مع فريق الباحثين في الجامعة الأمريكية في بيروت، بإشراف الدكتور جاد ملكي، وبتمويل من وزارة الخارجية الألمانية وكان موقع (أورينت نت) قد نشر نتائجه.

استطلع البحث المذكور آراء آلاف السوريين داخل البلاد وفي دول اللجوء، حول المحطات التلفزيونية الأكثر متابعة من قبلهم فيما يتعلق بالشأن السوري، ووفق النتائج، فإن قناة "فرانس 24" اختفت من قائمة العشرة الأوائل التي تصدرتها قناة "العربية" السعودية والجزيرة وأورينت وحتى بي بي سي وغابت القناة الفرنسية في مجموعة واحد بالمئة قنوات أخرى.

غياب القناة الممولة من قبل الحكومة الفرنسية بما يقارب الثمانية ملايين يورو سنوياً، شكل صدمة كبيرة لما يفترض أن تكون وسيلة إعلامية ناطقة باللغة العربية وموجهة للجمهور العربي، على الرغم من امتلاكها هامش حرية كبير مقارنة بغيرها من وسائل الإعلام، كما تؤكد مذيعة القناة "عزيزة واصف" في تصريح لها في موقع (صحفي) الذي يعنى بشؤون الصحفيين العرب.

يصف مراقبون السياسية التحريرية للقناة بالـ"متبدلة" التي تختلف بين يوم وآخر، وهو أمر لا يقبل من وسائل إعلام متواضعة أو مغمورة، فكيف بمحطة لها شهرتها العالمية.

ناهيك عن فشل القناة الفرنسية -العربية، في أن تعكس رأي مجتمعات الربيع العربي على الأقل، مكتفية بنقل صورة جامدة لا تواكب الحراك الذي كان سابقة في تاريخ المنطقة العربية، ما جعلها تختفي حتى من ذيل القائمة آنفة الذكر، على الرغم من أن القناة الأصيلة بنسختها الفرنسية قدمت شأنها شأن معظم وسائل الإعلام الغربية، تغطية متوازنة للربيع العربي عموماً، وللثورة السورية خصوصاً.

تغييرات جذرية

في عام 2012، أجرت ماري كريستين ساراغوس، الرئيسة الجديدة لهيئة الإعلام السمعي والبصري الخارجي في فرنسا، تغييرات كبيرة في "فرانس 24"، حيث أصدرت قراراً بإقالة ثلاثة مسؤولين كبار على رأسهم المدير السابقة للنسخة العربية، اللبنانية "ناهد نكد".

جاءت هذه الإقالات نتيجة تعالي الأصوات الفرنسية المطالبة بتنحية آخر ما تبقى من رموز الإدارة السابقة الموروثة عن عهد الرئيس السابق للإعلام الخارجي الفرنسي ألان دو بوزياك الذي اضطر إلى الاستقالة إثر تعطيل الحكومة الاشتراكية الجديدة مشروعه المتعلق بدمج هيئات تحرير تلفزيون "فرانس 24" وإذاعتي "فرنسا الدولية" RFI و"مونتي كارلو الدولية" الناطقة بالعربية ومغازلة للصحافيين المغاربة الذين عبروا عن امتعاضهم من الإدارة التي يهيمن عليها اللبنانيون وشرعوا بإضراب مفتوح، مطالبين السلطات الفرنسية بإقالة اللبنانية ناهدة نكد متهمين إياها بالعنصرية لصالح اللبنانيين وهذا ما دفع بالفرنسيين إلى الحفاظ على إطار التنوع وإرضاء غالبية الجمهور الفرانكفوني (بلدان المغرب العربي).

على خلفية ما سبق، جاء تعيين الإعلامي التونسي "منصور تيس" مديراً للقسم العربي في "فرانس 24 وإذاعة "مونتي كارلو الدولية" والذي اتجه على ما يبدو إلى قرار عدم منافسة القنوات "الشرق أوسطية والتوجه الى فرانكفونيي الشمال الافريقي.

كاثوليكي أكثر من البابا

تخرج "منصور تيس" مطلع التسعينيات من معهد الصحافة وعلوم الأخبار في تونس، وعمل بعد تخرجه في إذاعة تطاوين، ثم توجه إلى فرنسا، وعانى ما عانها من قلة فرص العمل إلى أن تم تعيينه محرراً في إذاعة الشرق المملوكة لرفيق الحريري، قبل أن يصبح نائباً لمدرير التحرير فيها.

يتحدث "منصور تيس" عن طريقة إدارة "فرانس 24" قائلاً: إن هناك سياسة عامة للاتصال الخارجي الفرنسي الذي نتوجه به لجمهوري عربي، إن استراتيجيتنا واضحة توضع في إطار يومي من خلال مؤتمرات التحرير التي تعقد أربع مرات يومياً، ومن خلال اجتماعات دورية يتم فيها معالجة الأحداث الراهنة.

ويقول صحافي سابق عمل في "فرانس 24" لأورينت نت، طالبا عدم الكشف عن اسمه، إن المهنية في المحطة تتحول إلى حجة في التعامل مع الأخبار بحسب الكيف والأهواء والصداقات الشخصية.

ويضيف الصحافي أن " لمنصور صداقات كثيرة مع أشخاص ذوي صلة كبيرة بنظام الأسد، كما أنه لا يتجاهل مدنية الثورة السورية فحسب، بل إنه لو استطاع لحول المحطة إلى منبر رسمي للتحدث بلسان نظام الأسد، ويظهر ذلك من خلال تحالفاته الداخلية التي قد تكون "بريئة" لكنها (واضحة) مع موظفين يعرف أنهم من المؤيدين للنظام السورية.

ويختم الصحافي بالقول: "منصور التيس يريد أن يدفع عن نفسه أنه ليس مسلماً سنياً، ولديه فوبيا الغرب والعداء للإسلام، لدرجة أن البعض كان يصفه بأنه كاثوليكي أكثر من البابا، كما أنني أقدر موقف القرحاني الرافض لسياسة المحطة، وأقدر حجم الصعوبة والشعور بالذنب إزاء ما يمكن أن يبدو من وجهة نظره "تزييف حقائق ".

مصالح متبادلة

ويشير المصدر: لو راجعت برنامج "وقفة مع الحدث" ومواضيع البرنامج، ستكتشف ندرة حضور المواضيع السورية منذ ستة أشهر وحتى الآن، تشير مصادر مطلعة لأورينت نت، إلى أن وضاح عبد ربه رئيس تحرير صحيفة (الوطن) السورية المملوكة لرامي مخلوف، يقوم عبر أصدقائه في القناة بتحريك كيفي لطروحات ومواضيع تخص الشأن السوري الموالي، وذلك من مقر إقامته في باريس، كما أن أحدهم يملك علاقات متينة بشبكة حزب الله الإعلامية في فرنسا، والتي يقودها محمد بلوط الكاتب في صحيفة (السفير) اللبنانية.

تبقى الإشارة في النهاية إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي التي قدمت نفسها كمنافس قوي لوسائل الإعلام التقليدية، من ناحية سرعة نقل الخبر وتوثيق المعلومات بالصورت والصورة، جعلت من الصعب على أية وسيلة إعلامية أن تقدم سياسة منفصلة عن الواقع بحجة "المهنية" التي لم تعد تشكل أي فرق لدى الإنسان الذي يرأى بأم عينيه يومياً، ما لا تصله مقصات الرقباء والإعلاميين والسياسيين.

التعليقات (8)

    حسان طحان

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    ليس مستغرباً كل ذلك...على تيس.

    محمد

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    كانت فرانس 24 من المحطات الرائدة والمفضلة بالنسبة لي الا أن "مغربة" المحطة قد أبعدتني عنها كما ابعدت غيري.

    بشير حاوي

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    هؤلاء المتشدقين بالحريات يريدون حرماننا من حقنا في الحصول على الحرية والعدالة أنا أظن ان هناك تيوس كثيرة تحب السباحة في دماء الشعوب المظلومة لاسيما المسلمة منها لتحقيق بعض المكاسب الشخصية ان دم أي شهيد سوري سيكون لعنة على كل تيس وشبيح

    Freedom

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    تيس :/ ؟؟ :3

    سعد

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    فوق ما ان المسلمين السنه يتعرضون للمجازر يتعاون الاعلام ضدهم ما عدا قناتي اورينت والجزيرة فقط

    التوانسة

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    التوانسة في الأغلب أحد شخصين: علماني متطرف أو اسلامي متطرف !

    حسام

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    شو هالقناة اللي بتوظف ناس أسماء عوائلها تيس ونكد؟؟؟؟ هههههههههههه والله هالقناة وُلدت ميتة، متل المومياء المحنطة اللي اسمها ’فرنكفونيي العرب‘!!!! هدول كيان عقيم، لن ينجب شيئاً لفرنسا الآفل نجمها بالتدرج وإلى الأبد، كأوروبا جمعاء!!!

    مراقب متابع

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    كل المنصفين من النخب الفكرية العربية والعالمية يقر بأن بشار الأسد ونظامه مجرم قاتل وطاغية من الدرجة الأولى وديكتاتور يجب القضاء عليه ودعم الشعب السوري المقهور والمظلوم بكل الوسائل . ولكن للأسف هناك بعض القنوات الناطقة بالعربية تنصر الظالم ضد المظلوم وهم كثر للأسف ومنهم بي بي سي العربية ، آر تي اليوم، سكاي نيوز ، فرانس 24، المنار ، إن بي إن ، الجديد ، أو تي في ، وغيرهم كثير وهذه حقارة مخزية.
8

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات