معلومات خطيرة عن ذبابة الـ "تسي تسي"

معلومات خطيرة عن ذبابة الـ "تسي تسي"
في أوائل القرن العشرين، أهلك وباء داء المثقبيات الأفريقي البشري أعداداً هائلة من سكان العديد من أجزاء أفريقيا. وبرغم انحسار مدى انتقال المرض بشكل كبير في ثلاثينيات القرن العشرين بفضل الفحص المنتظم وعلاج الملايين من الناس، فقد سمح تخفيف هذه الجهود بعودة المرض إلى الظهور في الخمسينيات والستينيات، ثم بلغ مستويات وبائية بحلول أوائل التسعينيات.

من الواضح أن ذبابة تسي تسي تشكل خطراً جسيماً في المناطق الأقل قدرة على تحمل تكاليف العلاج أو الوصول إليه. ولا يقتصر التهديد على البشر. إذ تتسبب طفيليات المثقبية الكونغولية، والمثقبية النشطة، والمثقبية البروسية في نقل داء المثقبيات الأفريقي الحيواني »ناجانا«، وجميعها تنتقل عن طريق ذبابة تسي تسي.

ويزودنا تسلسل الجينوم الذي اكتمل مؤخراً للحشرة اللاسنة العاضة بقرائن عديدة من الممكن أن تحول البحوث الخاصة بذبابة تسي تسي وممارسات مكافحة المرض تماماً. فأولاً، سعى الباحثون إلى الحصول على دلائل حول الكيفية التي تحدد بها ذبابة تسي تسي، التي تتغذى بشكل كامل على دماء الفقاريات، عائلها.

ولتحقيق هذه الغاية، حلل الباحثون جينات أكثر من 12300 بروتين لفهم العمليات الحيوية مثل الشم والتذوق والرؤية. وقد وجدوا أن ذبابة تسي تسي لديها عدد أقل من الجينات لمستقبلات الشم والذوق، وعدد أكبر من الجينات لاستكشاف ثاني أكسيد الكربون، وهو عامل أساسي يساعدها في العثور على عائل.

ومن المثير للاهتمام بشكل خاص الطريقة التي تتكاثر بها ذبابة تسي تسي: فهي تحمل ذريتها حية. وتدعم الأنثى تطور جنين واحد يتحول إلى يرقة، والتي تنمو داخل رحم الأم، وتتغذى على حليب تفرزه غدد متخصصة. وتضع الأنثى يرقة تامة النضج، والتي تتحول إلى خادرة وتظل في طور سبات تحت الأرض إلى أن تفقس كحشرة بالغة.

إن التعرف على الخطة الوراثية لذبابة تسي تسي يشكل خطوة أولى بالغة الأهمية نحو تطوير الآليات الكفيلة بتقليص أعداد ذبابة تسي تسي. ولكن بالنسبة لأهل المناطق الريفية في أفريقيا، فإن مثل هذا التطور من غير الممكن أن يأتي قريباً بالدرجة الكافية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات