ينبغي التصدي للتطرف داخل بريطانيا وخارجها، إلا أن الحل لا يكمن في الغارات الجوية التي وافق عليها البرلمان، بل يجب إيقاف التطرف في منبعه، وفي خطابه العنيف، والذي يستقطب البعض. فعوضاً عن إسقاط القنابل، يجب أن نوقف انتشار رسالة المتشددين للذين يشعرون بخيبة الأمل. وأسلحتنا الأكثر فاعلية لمكافحة التطرف، تتمثل في كل من المشاركة المجتمعية، والمناقشات المفتوحة عن سماحة الإسلام ووسطيته.
إننا لا نستطيع ترك هذه المعركة للمجتمع الإسلامي وحده، بل يتعين على الحكومة البريطانية إدراك أنه تجب مواجهة المسألة وجهاً لوجه. فنحن بحاجة للحديث مع الشبان المسلمين المعرضين لخطر التطرف، وذلك في المدارس والمساجد والقاعات العامة. وفي حال لم نتمكن من الاتصال بهم مباشرة، فإننا بحاجة لأن نخبر أصدقاءهم، أنه كلما كان بإمكاننا المشاركة كدولة مع المسلمين في الشوارع، فسيكون ذلك أفضل.. لأنه في هذه اللحظة، يتحرك المتشددون الذين يدعون لحمل السلاح، كما أن الصواريخ البريطانية ستمنحهم المزيد من الذخائر، لا سيما في ضوء الخسائر في صفوف المدنيين التي سنشهد تصاعدها خلال الشهور والسنوات المقبلة. فخلال الحرب العراقية، توفي ما متوسطه 17 شخصاً في كل غارة جوية أميركية، وذلك أمر لا مفر منه.
لقد بدأ الأمر بالفعل في سوريا، وخلال نقاش، رأت النائبة المحافظة مارغو جيمس، أنه لن يسقط ضحايا ، وقالت إن الغارات الجوية ستنقذ المزيد من الأبرياء في الإجمال. لكن عندما يرتفع عدد الضحايا من 17 شخصاً إلى 170 شخصاً، فإننا بحاجة لضربة مضادة حقيقية. وقد وعد مجلس العموم البريطاني بتطوير استراتيجية لهزيمة تنظيم «داعش»، تمضي إلى أبعد من مجرد شن غارات جوية. وكجانب من تلك الخطة، يجب النظر إلى ما يتجاوز جماعة متطرفة واحدة، لرؤية المشكلة ككل.
إن قطع أعناق الصحافيين ومحاولة إبادة اليزيديين، يستحقان العقاب، لكن يجب أن تكون هنالك خطوة أولى، تتمثل بضرورة أن يتضمن المستقبل محاولةً منسقة مع الحكومات في الشرق الأوسط، وأن يتم العمل داخل البلاد مع المجتمع الإسلامي في إنجلترا. الانخراط مع الشباب المسلمين في جميع أنحاء العالم، وتعزيز الإسلام الوسطى، هما السبيلان الوحيدان للفوز بهذا الصراع الطويل والمؤلم.
التعليقات (1)