تقرير يعرض مصادر أسلحة وذخيرة تنظيم الدولة الإسلامية

يجهد السوريون في محاولاتهم لاستيعاب الأحداث في وطنهم كماً ونوعاً، ولا يسعفهم حتى أعتى المحللين في رسم صورة مقبولة لما يجري، ما يدفع بهم إلى الضياع بين قبول نظريات المؤامرة وتبني القوالب الجاهزة أو الانصياع لمخرجات الإعلام العربي بما تحويه من معلومات موجّهة ومحرفة أحياناً، ويطالعنا تقرير غربي صدر قبل أيام، يتحدث عن أنواع الأسلحة والذخيرة التي تستخدمها أيدي داعش الغادرة، الابنة غير الشرعية لتمتع إيران بالأسد. ويحمل التقرير في طياته إشارات واحتمالات جديدة من بينها استمرار الصين في سياستها الاقتصادية البراغماتية بتزويد منتجاتها لمن يدفع مهما كانت صفته، وليس آخرها قيام شركة سلاح نورينكو الصينية بتزويد نظام الأسد بالمواد والعبوات الكيماوية التي يقتل بها السوريين.

استعرضت فورن بوليسي الأمريكية تقريراً ميدانياً يحمل اسم "أسلحة داعش في سوريا والعراق" أصدرته منظمة "بحوث تسليح النزاعات" في أيلول من هذا العام. وقالت إن مجموعة مستقلة لمراقبة الأسلحة حصلت على أدلة أن عناصر داعش يستخدمون أسلحة وذخيرة مصنّعة في 21 بلداً على الأقل، منها الصين وروسيا والولايات المتحدة.

ذخيرة من السودان!

يشير التقرير الذي أصدرته منظمة "بحوث تسليح النزاعات" في 6 أكتوبر/تشرين الأول، إلى أن قوة داعش الحديثة نسبياً لم تواجه صعوبة تذكر بالاستفادة من مجموعة ضخمة من الأسلحة التي تؤجج الصراعات في العراق وسوريا، تشكل القوى الكبرى في العالم مصدراً لهذه الأسلحة وأيضاً دول مثل السودان.

حصلت داعش على كثير من الأسلحة والذخائر من خلال المعارك، ولكن التقارير الاستخباراتية تشير إلى أن إيرادات التنظيم الإرهابي من مبيعات النفط وغيرها من المصادر مرتفعة بما يكفي لتمويل شراء أسلحة إضافية بشكل مباشر من الشركات والتجار الذين يهدفون إلى الربح من الصراع في الشرق الأوسط.

قامت منظمة "بحوث تسليح النزاعات" التي تتخذ لندن مقراً لها، بجمع البيانات الجديدة من خلال ارسال محققين الى مناطق النزاع لتحديد أنواع وأصول الأسلحة. ويسرد أحدث تقرير لها، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، أصول أكثر من 1700 من أنواع مغلفات الذخيرة التي تم جمعها في يوليو (تموز) وأغسطس (آب) في شمال العراق وشمال سوريا من قبل محققين يعملون جنباً إلى جنب مع القوات الكردية التي تحارب داعش.

بعض المغلفات التي وجدها المحققين كانت لذخيرة الرشاشات الآلية والبنادق الآلية والبنادق والمسدسات. كانت سوفيتية الصنع ومؤرخة عام 1945، وهذا دليل قاتم للآثار طويلة الأمد لإنتاج الأسلحة. بالإضافة إلى صواريخ شديدة التفجير مضادة للدبابات تم تصنيعها عام 1983 في يوغسلافيا السابقة.

سلاح جيش الأسد متصدراً

شملت الشركات المصنعة في روسيا والاتحاد السوفياتي السابق ما مجموعه 492 من القذائف وفقاً للتقرير، وتعتبر روسيا مورد الأسلحة الرئيسي لنظام بشار الأسد.

يوضح وجود مثل هذه الأسلحة في أيدي داعش أن مقاتليها استولوا على مخزونات كبيرة ليس فقط من القوات العراقية، ولكن من القوات السورية كذلك. كما أشار التقرير إلى وجود 26 نوع آخر من قذائف تصنع في إيران حليف الأسد و18 تم تصنيعها في سوريا.

كانت الصين ثاني أكبر مصدر للأسلحة التي تستخدمها داعش والتي وصل عددها إلى 445 نوع. وتليها الولايات المتحدة 323، فيما تحدث التقرير عن أن أكثر من نصف الذخيرة المصنعة بين عامي 2010 و2014 التي خضعت للتحقيق أتت من الصين وبلغاريا.

مخططات داعش ليست عشوائية

عندما وصل بعض المحققين إلى قاعدة عسكرية كردية شمال سوريا في 13 يوليو/تموز، قام بعض المقاتلين الكرد باستعراض الذخيرة التي اغتنموها من داعش مؤخراً، وأضاف التقرير أن المقاتلين الكرد استولوا على أسلحة من نوع إم 16 وأسلحة أمريكية أخرى، وقال أحد المحققين إن ذخيرة رشاش إم 16 غير متواجدة في سوريا ولكن استخدام هذا النوع يدل على ثقة داعش بوجود مصدر ثابت وطويل الأمد لهذه الذخيرة.

كما كشف التقرير محاولات التلاعب في الرموز المنقوشة على الذخائر والتي تشير إلى بلد المنشأ والأرقام التسلسلية، فمنها ما تم إزالته باستخدام لحام الأوكسجين ومنها رشاشات إم 80 صينية المصدر نقش عليها أرقام تسلسلية مزورة.

كما وجدت قوات الي بي جي YPG الكردية قرب كوباني/عين العربي مواداً أمريكية استولت عليها داعش في الموصل وتم نقلها بسرعة كبيرة إلى الموقع، ما يدل على قدرة التنظيم الإرهابي اللوجستية الكبيرة وأهمية كوباني بالنسبة له.