لبيك اللهم لبيك، في ثورتنا كان لتلك الكلمات وقع خاص، هي الوقار حين يعلن "الشعب السوري ما بينذل" وهي السخاء حين يهتف "حرية"، فعمر بن الخطاب قالها في شرعة متقدمة لحقوق الإنسان "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".
لبيك اللهم لبيك، هي في سوريا جمعت كل أطياف من سجل اسمه في قوافل الحج نحو الكرامة، طفولة سوريا كانت السباقة فتتالى الشباب والشيب وأمومة الأمة في نساء أبت إلا أن تنسج ثوب العطاء المتجدد.
لبيك اللهم لبيك، ظنها عبيد الذل أنها نداء موت وليس نداء حياة، ظنها غلاة ثقافة النم وكتب الشعارات أنها نداء إقصاء وليست نداء انتماء، لا أيها السادة ليس في سوريا تطرف أو اعتدال في الدين، في سوريا الدين كما هو منذ رسائلنا السماوية الأولى، رسالة خالق للإنسان، فالغرب هذا الغرب لم يمض على حربه العبثية المسماة العالمية في مدنه سوى نيف ونصف قرن، كم جُزّت رقاب حينها في شوارعه، فلا يخدعنّكم أحد، مَن تسلل بحلكة الليل ومهما ارتدى من ثياب وعمائم وأعلام هو الأسد متعدد الأوجه والأشكال ككل اللصوص والقتلة في التاريخ، وخلفه من قرر لهذه الثورة كأمٍّ للثورات أن تصبح عاقراً، لكنها كما سوريا التي خصها الله منذ بداية التكوين، هي ثورة ولادة والنصر آت.
في السياسة يحللون الأسباب والنتائج، والعسكر يحللون نجاعة النيران، أما في الأضحى فيحلل السوريون في شوارعهم أمانيهم بما تعرفه دقات القلوب لا دقات عقارب نشرات الأخبار، ليذهب السياسيون إلى الجحيم وكذلك دعاة المسطرة في قياس الناس، استبحتم كل شيء، يقول السوريون: لكن لن تدخلوا القلوب.
"لبيك اللهم لبيك" تسمع بالقلوب كما الساحات والمآذن، إن سمعها سادة مجلس الأمن وظنوها دمارا، قولوا لهم إن أجراس الكنائس شاهدة أيضا قولوا لهم إنكم بعتم لقاتل أطفالنا بالعيد صواريخ الصمت التي فتكت بقيم الإنسانية فكان وقعها أكثر إيلاما من صواريخ الأسد، نعم صمتكم دمار للروح البشرية كما قالها السوريون في إحدى جُمَعهم: "صمتكم يقتلنا"، قولوا لهم: "لبيك اللهم لبيك" هي ضحكة الأطفال وصلة الرحم وطواف الجار على الجيران، والجيران في سوريا رسائلهم سماوية ولمّتهم على تنور خبز العيد كما لمّتهم على صناعة حلوى العيد حيث الأمهات يوقدن شموع النور كما يوقدن عاطفة الحياة، وحده الأسد ومن والاه انعتقوا من قيمة الأخلاق.
يا سوريا ماذا نقول هذا العيد، ياضحكة الشرق ويا باب السلام، لبيكِ يا بلاد العز والإباء ويا شعبا تنادى للعطاء، لا ذل في الخيام حيث اللجوء إلا لمن صنع في ألفية الحضارة الخيام، لا ذل في النكبات إلا لمن كان المسبب ومن أفتى ومن صمت، عطر العيد قادم والساحات للطوفان حول الحق لا محال آتية، لا الأحلاف المتلبدة بغيوم المجهول قادرة على حجب الشمس للأبد ولا كيمياوي الأسد، غدا ستجد شمس الحرية طريقها إلينا وسنعثر على بوابة الفرح حيث الحناجر تنبت ورداً وتصنع عيدها.
التعليقات (0)