أجواء عيد الأضحى في دمشق: ازدحام بلا شراء!

أجواء عيد الأضحى في دمشق: ازدحام بلا شراء!
مع حلول عيد الأضحى المبارك يستقبله السوريون وللعام الرابع على التوالي بأجواء الحرب والأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد والعباد. ويأتي العيد هذا العام أيضا مع ارتفاع أسعار الملبوسات والحلويات والذي يبرره التجار كالعادة بارتفاع الدولار الأميركي والعملات الأخرى مقابل الليرة السورية حيث شهدت سوق الصرف ارتفاعا في الأسابيع الأخيرة إذ وصل سعر الدولار لنحو مائتي ليرة سورية بعد أن كان مستقرا في الأشهر الماضية عند 165 ليرة وعاد في الأيام الأخيرة لينخفض قليلا ليصل إلى 190 ليرة ومع ذلك. يعلق عمار نصري، وهو يقرأ أسعار المواد الغذائية في أحد محلات سوق القزازين وسط العاصمة السورية دمشق: «يرتفع الدولار فيرفع التجار أسعار بضاعتهم فورا وعندما يعود لينخفض يبقون السعر كما هو ولا يخفضونه ليحققوا أرباحا كبيرة على حساب المستهلك وأصحاب الدخل المحدود».

وفيما ترتفع أسعار المواد الاستهلاكية تستقر أسعار لحوم الأغنام والأبقار واللحوم البيضاء كما كانت قبل ارتفاع سعر الصرف مع تذبذب في أسعار لحوم الدواجن. ويرى عباس (أبو فراس) الذي يعمل قصابا في منطقة العمارة بدمشق أن سعر لحم الغنم مرتفع بالأساس وبالتالي لن يتمكن الكثير من السوريين من تأمين أضاحي العيد حيث يصل سعر الكبش الواحد الخاص بالأضاحي ما بين 30 و50 ألف ليرة حسب وزن الكبش فيما الخروف الصغير ذو القرنين الصغيرين يصل سعره لنحو 20 ألف ليرة.

هذه أسعار سوق الجملة في منطقة الزبلطاني حيث توجد أسواق اللحوم الرئيسة في دمشق، إذ يبلغ سعر كيلو الخروف نحو 600 ليرة ليباع في محلات القصابة مشفى بين 2000 و2200 ليرة سورية وهذا يفوق مقدرة الكثير من السوريين المعيشية وحتى الموظفين والذي يبلغ متوسط راتب الموظف الشهري نحو 17000 ألف ليرة.

وفي أسواق الألبسة ومنها الصالحية والحمراء والقصاع والشعلان وباب توما ورغم ازدحام الناس فيها وخصوصا في ساعات المساء الأولى قبل العيد فإن حركة البيع قليلة. يضحك (رامي) الذي يمتلك محلا لبيع الألبسة الرجالية في الصالحية قائلا: »كل ما تشاهده من ازدحام شغلتوا فاضية وعلى مبدأ المثل المعروف (اسمع قرقعة ولا أرى طحينا) فالناس تتجول في الأسواق تشاهد الواجهات والبعض منهم يدخل ويسأل عن سعر قميص أو بنطال ويخرج دون أن يشتري».. ولكن أسعاركم مرتفعة ولا يوجد تخفيضات لماذا؟ يجيب رامي وبشيء من الحدة: كل شيء ارتفعت أسعاره فلماذا تنتقدوننا نحن أصحاب محلات الألبسة، فالقماش منه ما هو مستورد وبالتالي يرتفع سعره مع حركة الدولار وأجور الأيدي العاملة تضاعفت والكثير من مصانع الألبسة توقفت بسبب الأحداث والحرب وبالتالي انخفضت العروض وغابت المنافسة بين البضائع كما كان يحصل قبل بدء الأحداث، ونحن نحاول قدر الإمكان أن نجري تخفيضات موسمية فأسعار الألبسة الصيفية خفضناها قدر الإمكان.

تسمعنا (ربا)، والتي تعرفنا على نفسها بأنها أم لـ5 أطفال وتعمل ممرضة في مشفى دمشقي، ونحن نناقش البائع فتتدخل قائلة: «تخفيضاتهم وهمية صدقني وإذا كان هناك تخفيض حقيقي فيكون على بضائع موديلاتها بطلت منذ سنتين»، وتشكو ربا ارتفاع أسعار ألبسة الأطفال بشكل خاص قائلة: «نحن الكبار نمضي العيد بألبستنا القديمة ولكن أطفالنا يطلبون منا شراء لباس العيد الجديد، وهذا حقهم ولكن تصور أن سعر طقم ولادي يعادل أحيانا سعر لباس الكبار رغم أن الأقمشة المستخدمة فيه بالتأكيد أقل».

ويتحجج الباعة أن هناك جهدا في تصنيع ألبسة الأطفال يعادل الجهد بتصنيع ألبسة الكبار؟! في سوق البزورية حيث محلات بيع حلويات الضيافة من شوكولاته وراحة ونوكا وملبس يقول أحد البائعين إن «هناك إقبالا من الناس ولكن كمية ما يشترونه لضيافة العيد أقل مما هو في العادة كما أنهم يطلبون البضائع ذات الأسعار المنخفضة ولذلك نبيع مثلا الشوكولاته المحضرة من زبدة الكاكاو الصناعية بكميات أكبر بسبب سعرها المنخفض حيث يباع الكيلوغرام بنحو ألف ليرة فيما سعر كيلو الشوكولاته المحضر بزبدة الكاكاو الطبيعية يتراوح ما بين 3000 و5000 ليرة سورية، وكذلك الأمر بالنسبة للراحة حيث يقبل الناس على شراء الراحة السادة أو المحشوة بالفستق في حين يعزفون عن شراء الراحة المحشوة والمغطاة بالفستق الحلبي والتي يزيد سعرها 4 أضعاف عن سعر تلك المحشية بفستق العبيد».

الحال نفسه ينطبق على الحلويات الشرقية والتي انخفض بيعها كثيرا بسبب عزوف الناس عن تقديمها في العيد كضيافة ورغم محاولات الباعة تنويع منتجاتهم واستخدام مواد رخيصة نسبيا حيث يستخدمون حشوات قليلة من المكسرات مع زيادة بحجم المواد الحاملة لها كالكنافة والدقيق والسميد فإن الإقبال ضعيف على هذه المحلات مع استبدال ضيافتها بالحلويات الجافة كالبرازق والغريبة وغيرها والتي يباع الأقل جودة منها بسعر نحو 600 ليرة سوريا للكيلو غرام الواحد فيما يصل العالي الجودة منها بين 1000 و1500ليرة.

*المصدر: صحيفة لاشرق الأوسط 3/10/2014

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات