مجلة ألمانية تتقصى: كيف دمرت حرب الأسد آثار سورية؟!

مجلة ألمانية تتقصى: كيف دمرت حرب الأسد آثار سورية؟!
ليس فقط المدني السوري وحده من عانى من وحشية نظام الأسد وبراميله، بل حتى المباني التاريخيّة في كثير من الأماكن التي يتجاوز عمرها آلاف السنين، منها من سوّيتْ أرضاً دون أثراً يدل عليها، ومنها ما شوّه وأكثرها في مدينة حلب.

صحيفة شبيغل الألمانية نشرت الأربعاء الفائت، تقريراً مفصلاً بالمعلومات والصور على موقعها الإلكتروني، تظهر فيه الأضرار التي لحقت بالمواقع الأثرية في سوريا والتي أدرجت كمواقع للتراث العالمي لليونسكو.

 خمسة من سبعة مواقع تعرضت لأضرار

كيف دمرت حرب الأسد المباني والآثار التاريخية؟، كان ذاك السؤال الجوهري الذي دار حوله التقرير، حيث وصف الحرب بأنها صراع يهدد الآثار التاريخية الفريدة، التي تعود لثقافات وحضارات، قليل منها نجا حتى الآن، فبعد ثلاث سنوات من الحرب، هناك خمسة من أصل سبعة مواقع سوريّة مدرجة ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي، تعرضت للأضرار، فقط مدينة مدينة دمشق القديمة لم تتعرض للدمار، وذلك حسب التحقيق العلمي للجمعية الأميركية لتقدم العلوم (AAAS).

وقام باحثوا هذا التحقيق بتسجيل صور عبر الأقمار الصناعية للمواقع الأثرية لكشف حالة الدمار وحجمه، من فترة ما قبل الحرب وحتى منتصف العام ٢٠١٤، فظر أن أكثر المواقع التي تعرضت للدمار، كانت في المدينة القديمة بحلب، ومنها القلعة التي تعود بأصولها للقرن العاشر، كما أشار التقرير إلى أن حلب هي واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم.

 استخدامها لأغراض عسكريّة

لأكثر من عامين، دارت معارك طاحنة في الأحياء القديمة ما بين الثوار والقوات الحكومية، ومن المباني التي دمرت هناك، حسب التقرير، الجامع الكبير بحلب، وسوق المدينة القديم، والعديد من الخانات، كذلك استعرض التقرير الدمار الذي كان بشكل أقل في المدينة القديمة في بصرى جنوب سوريا، كما تعرضت أجزاء كبيرة من مدينة تدمر في الصحراء السوريّة لتلف شديد، حيث نصب نظام الأسد حواجز له في بعض تلك المواقع، والبعض الآخر استخدمها عسكرياً ولأغراض منها القلاع.

وأشار التقرير إلى جهود باحثين وصحفيين سوريين، شكّلوا "جمعية حماية الآثار السوريّة" لتوثيق الأضرار ومنع الدمار عن مواقع أثرية، لكن عملهم في سوريا وحسب الصحيفة، كان يهدد حياتهم.

 حلب القديمة الأكثر تضرراً

الصورة الأولى في حلب السوق القديم، سقف السوق القديم وقد تضرر بشدة (السهم الأخضر). مئذنة الجامع الكبير الذي بني عام 1090م، دمّر بالكامل (السهم الأحمر). على الجدار الشرقي للمسجد حفرتين يمكن رؤيتهما (الأسهم الزرقاء). كما لحقت عديد من المباني أضرار بالغة (الأسهم الصفراء) في المنطقة.

الصورة الثانية وهي المنطقة الواقعة جنوب قلعة حلب والتي تعرضت للدمار، ومنها وزارة العدل حيث الحق بها أضرار بالغة (السهم الأحمر)، مسجد الخسرفية من القرن السادس عشر الميلادي (السهم الأخضر). كما تم تدمير فندق كارلتون-القلعة (السهم الأزرق) الذي استخدمته قوات الأسد لعملياتها في حلب ففجره الثوار، حسب ما ذكرته الصحيفة، أيضاً بسبب قصف النظام العديد من المباني المحيطة بالمنطقة تعرضت للدمار (الأسهم الصفراء). الصورة الثالثة وهي للخانات، ومنها خان قورت بك في حلب، تم تدمير الجدار الشرقي من الخان (السهم الأزرق). كما تضررت بشدة العديد من المباني المحيطة.

 بصرى والحصن لم تسلما

الصورة الرابعة لمسرح بصرى القديم، جنوب سوريا بالقرب من الحدود الأردنية، وفيها الكثير من المواقع الأثرية من العصور الإسلامية الرومانية، والبيزنطية، والنصب الأكثر شهرة هو المسرح الروماني من القرن الثاني الميلادي، حيث أقام النظام حواجز صنعها من التراب على المدخل الشرقي للمسرح، أما الغربي فقد أزاله بشكل جزئي، حسب ما ذكره التقرير الذي أضاف أن البلدة القديمة في مدينة بصرى الأثرية تعرضت نتيجة قصف النظام للعديد من الحفر في أثار المدينة، وذكرت على سبيل المثال المسجد العمري، الذي تعرض لدمار كبير .

كما حال العديد من المواقع الأثرية، تعرضت أيضاً قلعة الحصن في حمص، وهي قلعة صليبية تقع ضمن سلاسل جبال الساحل السوري ضمن محافظة حمص في سوريا، وتبعد عن مدينة حمص 60 كم، ونظرًا للأهمية التاريخية والعمرانية للحصن فقد اعتبرتها منظمة اليونسكو قلعة تاريخية هامة لاحتوائها على تراثٍ إنساني عظيم، وفي عام 2006 م سُجلت القلعة على لائحة التراث العالمي إلى جانب قلعة صلاح الدين الأيوبي. في أيار ٢٠١٢م قصفها سلاح الجو الأسدي مراراً لوجود بعض من مقاتلي الجيش السوري الحر فيها، بعدها في شهر آذار ٢٠١٤م احتلها النظام، صور الأقمار الصناعية كما نشره التقرير، يظهر عدداً من الحفر التي خلّفها القصف وأكبرها في البرج الجنوبي.

ملاحظة: الصور التي عبر الأقمار الصناعية بالإمكان رؤيتها قبل وبعد الدمار في المادة الأصليّة من -شبيغل-. الرجاء حرك الخط منتصف الصورة "تمريراً" من اليسار إلى اليمين أو العكس لرؤية الفرق.

التعليقات (2)

    بدر

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    وين السهام وين الصورة ؟ الشرح كله مرتبط بالصورة؟

    nidal domani

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    حضارات عمرها آلاف السنين يدمرها هذا المعتوه القادم من قمم الجبال وروث البقر مع شركائه من عصابات داعش. هو مخطط صهيوني غربي لتجريدنا من انتمائنا لهذه الأرض كي لايكون لدينا كرامة ونصبح عبيدا لهم وحراسا للنفط محرك حضارتهم. تدمير التاريخ هو تدمير للقاعدة المتينة التي يجب أن نبني عليه مستقبلنا. لأن التقدم يحتاج لإنسان يحترم ذاته بالدرجة الأولى ويعي دوره الحضاري عبر التاريخ. أنظروا اليابان والصين والهند وتركيا وإندونيسيا وكيف تمكنت من النهوض والالتحاق بركب الحضارة.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات