عيد السوريين في فرنسا: أمانٍ صغيرة في انتظار الأمل الكبير!

عيد السوريين في فرنسا: أمانٍ صغيرة في انتظار الأمل الكبير!
النظام السوري ومنذ بداية الثورة السورية، سرق فرحة الأعياد من السوريين، رغم ذلك تعتقد الجالية السورية في فرنسا، أن التشبث بالأمل واجب، لا أزمات اقتصادية خانقة تعيشها الجالية هنا، كتلك التي يعيشها إخوتهم في الداخل، لكن السعادة والسلام الداخلي، مشتركات تغيب عن حياة الكل، في ظل أجواء الحرب التي يشنها النظام على الناس، لا هدايا يتبادلها الناس، بمناسبة العيد حال الأعياد السابقة، وجولات التسوق تتخذ مسار الاحتياجات الأساسية، واللقاءات العائلية يستعاض عنها باللقاءات الجماعية على مائدة طعام في ظل التغريبة وأزماتها، وطابع الاحتفال الديني متجسداً بالصلاة وصيام ما قبل العيد، هي العناصر التي تبقى من الألفة والمحبة الغائبة عن أجواء أعياد السوريين، لذلك يكون العيد مناسبة خاصة لاستذكار الفرحة في الحياة ومقاومة الحرب.

عيد متقشف..

منذ قدوم موجات اللجوء السوري الأخيرة إلى فرنسا لم تقام أجواء احتفالية، بل العكس هو ما يحصل حيث تشهد حياة السوريين، تغييرات سلبية مع الغيوم المتلبدة في سماء الظرف الأمني والاقتصادي في البلد الأم، لا زيادة للأفراح في ظل زيادة ملحوظة للحزن الجمعي، وغالبية السوريين، يعتبرون البلد في حالة حداد تستوجب الحد الأدنى من الاحترام المتمثل في غياب المظاهر الاحتفالية، وهو ما يمكن اعتباره اتفاق عام.

مستلزمات العيد على الرغم من ضخامتها في الأسواق التجارية في باريس وباقي المدن الفرنسية، بمناسبة عيد الأضحى، تبقى بحدود متواضعة في بيوت الأسر السورية، وهو دليل على رغبة هذه الأسر بعيش العيد بكل تواضع وتقشف، الكل يرغب أن يمتلك تلك الفرحة بالتسوق، واصطحاب أطفاله في جولات التسوق، حال الأيام السابقة للثورة، حيث الهدايا دليل للعطاء والجمال، ولكن الكل يدرك أيضاً، أن الظرفية النفسية والسياسية، لا تتيح هذه التصرفات.

أبوم معتصم، صاحب متجر سوري، متخصص ببيع المواد الشرقية، يؤكد لصحيفة "أورينت نت" أن القدرة الشرائية مرتفعة نسبياً لدى السوريين قبل الثورة، ولكن تتخذ الآن مرحلة دقيقة جداً، مقارنة بباقي الجاليات العربية والمسلمة، وهو ما يعكس حالة من خطف البسمة عن الأعياد في ظل الأجواء التي يعيشها البلد الأم، ويضيف،قائلاً:" كان متجري في الأعياد السابقة يلحظ إقبالاً ملحوظاً بشكل كبير من قبل الأسر السورية على مستلزمات المطبخ السوري والحلويات، ربما حالة التقشف النفسي هي ما تلقي بظلالها على حالة التقشف الإرادي اقتصاديا"ً.

معايدة سياسية..

بعد صلاة العيد وعلى جري الأعياد في فرنسا عقب اندلاع الثورة، وسط حضور الكثير من العائلات والأصدقاء، يكون لافتاً حدة النقاشات السياسية واستثمار الظرف لتبادل وجها النظر حول مآلات الظرف الأمني والسياسي والاقتصادي، من دن أن تشهد هذه الجلسات اقتراحات بقصد المقاهي والمطاعم التي تكون مزدحمة في ظل الأعياد وتواجد جالية مسلمة وعربية كبيرة.

وتبقى المظاهر الصغيرة التي تذكر بالعيد، متجسدةً في الاستماع إلى البرامج التلفزيونية التي تبثها المحطات والإذاعات العربية والتي تنشط في العيد، وصنع بعض الحلويات المنزلية، للإبقاء على بعض الأمل، الذي لا يعوض عن فرحة العيد الغائبة، لكنها كفيلة بالتعويض جزئياً عن فرحة الأعياد التي تجبر الأحزان الحالية عن التخلي عنها، في قطيعة مع موروث الأهل والأصدقاء والتنزه ودعوات الطعام المتبادلة.

أمنيات صغيرة..

وتبقى أمنيات غالبية الجالية السورية في العيد صغيرة، صغيرة في المعنى ، كبيرة في التنفيذ، بعضهم من القادمين جديداً، يحلمون أن يلموا شمل عائلاتهم، ويتمتعون ببعض الحقوق التي حرموا منها كثيراً، والبعض الآخر يحلم أن تعود تلك الأيام التي تجمعه بعائلته وأسرته على حد تعبير زياد شربجي سوري-فرنسي، الذي يقول أن الظروف حرمته من قضاء العيد في حي داريا الدمشقي المنكوب، وهو المكان الوحيد، الذي فيه يدرك للحياة والبهجة معنى.

وعن الأجواء في العيد، قال شربجي لصحيفة"أورينت نت":هذا العيد، حال الأعياد في السنوات الأربعة الفائتة، يضرب موعداً مع الذكريات المؤلمة، ويحمل الكثير من الحزب والألم، بعيداً عن الأهل والأصدقاء وسكان الحي"، شربجي يتمنى أن تحمل الأعياد القادمة معنى للحياة والبهجة، مضيفاً:"لا يمكن أن يتصور أحد شعور الغربة، حينما تكون قسرية، بعد عقود من الغربة، قررت العودة ولكن قراري يبدو كان متأخراً مما أضطرني للرجوع عن قراري".

ولا تبشر التطورات الميدانية، ونشرات الأخبار، أن الحرب الدامية التي يشنها النظام، ستتوقف قريباً، ولكن يبقى الأمل لدى الجالية السورية في فرنسا، أن الحياة والبهجة ستطل قريباً على حياتهم.

التعليقات (1)

    حسان طحان

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    الله يعدمو نظرو وحبايبوا وصحتو وكرامتو وولادو.... يلي هجر وشرد ها لشعب وهجروا.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات